تستمر الهبّة الجماهرية الشعبية التي بدأت منذ فترة وجيزة في القدس، بعد الحادثة التي وقعت فيها، وكانت الشرارة التي أدت إلى توحيد الشعب الفلسطيني في الهبة الجماهيرية، للدفاع عن المقدسات الإسلامية في القدس بعد منع الإسرائيليين للفلسطينيين الدخول إليه وممارسة شعائرهم الدينية. لا بل والأكثر من ذلك حاول المستوطنون الإسرائيليون بدعم من قوات الجيش والأمن الإسرائيلية اقتحام المسجد الأقصى، ما أدى إلى اشتداد حدة المواجهات بين الشعب الفلسطيني الغائر في الضفة الغربية ليمتد وينتقل إلى كل أنحاء فلسطين وصولاً إلى غزة، التي نالت نصيبها أيضاً من الاعتداءات على الفلسطينيين وراح ضحيتها العديد من الأطفال والنساء والشيوخ.
ومع كل هذه التطورات، فإن الكثير من المسؤولين السياسيين الفلسطينيين وغيرهم لا يرون أن هذه الهبة الجماهيرية للشعب الفلسطيني ترقى إلى مستوى الانتفاضة، وإنما هي ردة فعل شعبية يمكن أن تنحسر مع تراجع قوات الأمن والجيش الإسرائيلي الذي نشر أكثر من 13 سرية في المدن العربية. ومن هنا نرى أن إسرائيل تعلم تماماً أنه لا يوجد أي اهتمام في الوقت الحالي بالفلسطينيين أو القضية الفلسطينية، سواء كان على المستوى العربي والإقليمي والدولي. أضف على ذلك، فإن الدول العربية مشغولة بما فيها من مشاكل ولا تعطي أي اهتمام للقضية الفلسطينية أو ما يجري للشعب الفلسطيني. إذاً بما أن الوضع العربي لا يساعد، والوضع الدولي غير قابل لتقديم أي حل، يطرح السؤال التالي نفسه: على من وعلى أي جهة يراهن الشعب الفلسطيني كي يحمي نفسه، ويعيش بأمان وسلام ويحصل على حقوقه في ظل التعنت الإسرائيلي والأعمال التي يقوم بها في حق الشعب الفلسطيني؟ وهل يمكن للقوى السياسية والفصائل الفلسطينية أن تصل إلى لغة مشتركة من شأنها أن تؤطر هذا الحراك، بما يخدم قضية الشعب الفلسطيني، وتجلب انتباه العالم رغم الذي يجري حالياً من تخبط عالمي تجاه هذه القضية أو تلك؟
إعداد وتقديم نواف إبراهيم.