وجّه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، رئيس المؤتمر الشعبي العام، رسائل عديدة منها ما هو مباشر، ومنها ما هو مبهم إلى جميع الأطراف المتدخلة في الأزمة اليمنية، سواء على الساحة الداخلية أو الإقليمية وحتى الدولية. ومغزى هذه الرسائل يأتي من ردود فعل الشعب اليمني خلال بث اللقاء وما بعده، حيث خرج أعداد كبيرة من أبناء العاصمة صنعاء إلى الشوارع التي نصبت فيها شاشات كبيرة لعرض هذه المقابلة، تعبيراً منهم عن دعمهم لما تقدم به الرئيس صالح. ولم يكن هناك أي ردة فعل سلبية من حركة "أنصار الله" على ما جاء على لسان الرئيس صالح، ما يعني أنهم إلى حد ما يتفقون مع الطروحات التي طرحها، وعلى طريقة التسليم أو التفنيد الذي تقدم به صالح بما يخص المرحلة الحالية التي يعيشها اليمن معتمداً على أحداث تاريخية، وموجهاً إلى الأسلوب المطلوب للتعامل مع الأزمة اليمنية، في الفترة اللاحقة، من أجل الوصول إلى صيغة من شأنها أن تتجه باليمن إلى بر الأمان، ولم يتحدث عن إقصاء هذه الجهة أو تلك، لا بل دعا بشكل أو بآخر إلى أن يتم العمل بالتوافق بين جميع الأطراف، وأكد على جدية مساهمته في هذه العملية، من خلال أن يقدم مبادرة جديدة تكون النواة الحقيقية للحل، ولكنه اشترط أن يكون هناك وقف فوري ومباشر من قبل التحالف السعودي.
طبعاً كانت هناك الكثير من التعليقات على حديث الرئيس صالح، حول أنه غير قادر على فعل شيء أبداً، وخاصة أن قوات التحالف باتت على أبواب العاصمة صنعاء، وأن هذه الإطلالة قد تكون الإطلالة الأخيرة للرئيس صالح، لكن كل هذه التخمينات غير صحيحة حسب المصادرة الإعلامية للمؤتمر الشعبي العام، حيث جاء التأكيد عل لسان رئيس المركز الإعلامي للمؤتمر الشعبي العام في محافظة عدن السيد أحمد الحبيشي، بأن أخبار وصول قوات التحالف والمجموعات المساندة لها لم تخرج من أي مكان من الجنوب، وأن عدن وحضرموت سلمت لـ"داعش" ، لأنه حيثما ينسحب الجيش واللجان الشعبية يأتي "داعش"، وأن اليمنيين مستعدون لتطبيق قرار 2216 الذي أصلا لا يقبل التطبيق، لأنه يحتوي على ألغام في مضمونه، وأول من انتهك القرار هي المملكة العربية السعودية والأمم المتحدة عندما أقاما مركزا لتفتيش السفن التي تحمل المساعدات إلى اليمن بحجة وجود أسلحة مرسلة إلى صالح والحوثيين.
الحديث هنا جدا متشعب، ولكن المواقف باتت تماماً واضحة على الساحة اليمنية سواء من القوى الثورية والجيش اليمني أو الشعب اليمني بجله، وكذلك بالمقابل من الأطراف المتداخلة وعلى رأسها السعودية التي لم تقبل حتى الآن بحل يسير باليمن إلى الحل السلمي بما يريد الشعب اليمني.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم