إعداد وتقديم نواف إبراهيم
تتطور الأوضاع في سوريا أكثر مما هو متوقع، في ظل الحرب المستمرة على الإرهاب، وخاصة التصريحات الحادة التي تاتي على لسان العديد من زعماء الدول الغربية ورؤساء وملوك بعض الممالك العربية، والتي تقف في مواجهة الحلف الذي يحارب الإرهاب، ونقصد هنا الحلف الروسي العربي المقاوم الجديد. ومن هنا نرى أن الواقع الحالي الذي وصلت إليه الأوضاع فيما يخص مواجهة الإرهاب الذي بدأ بالفعل يستشري في كل أنحاء المنطقة العربية، لا بل ولم تحده حدود فقد بدأ ينتقل إلى كل دول العالم وبأشكال مختلفة، في ظل غياب عالمي عن مخاطر هذا التمدد للإرهاب في العالم.
ومن هنا نرى أن الإطار التكتيكي الذي تتبعه هذه الدول في مواجهة الإرهاب، لا يأتي في مصلحة العالم والأمن والاستقرار العالمي، وهذا اللعب وسياسة حافة الهاوية قد يؤدي إلى نتائج جداً سيئة وأسوأ مما هي عليه الأمور حالياً. وهل فعلا يدري هذا العالم في أي اتجاه يسير في ظل هذ التقلبات التي قد ينتج عنها سيناريوهات لا يمكن لأي كان أن يتكهن بنتائجها الكارثية على العالم؟ من هذه السيناريوهات هو أن الحرب يمكن أن تستمر في المنطقة إلى سنوات، في ظل التغطية الكاملة على الإرهاب ومنشئه ومنابعه والتي باتت معروفة تماماً لكل العالم.
ولكن ومع كل هذ الظروف نرى أن الجيش العربي السوري وحلفاءه يتقدمون بشكل واضح ويحققون انتصارات كبيرة على المجاميع الإرهابية في مختلف المناطق الممتدة على الجغرافيا السورية. وقد يكون هذا التقدم له الدور الأكبر على الأقل في كبح تمدد الإرهاب إلى داخل المنطقة. وقد ينتج عنه بنفس الوقت انفلات باتجاه الخارج ليمتد إلى الدول الأخرى حتى إلى ما بعد الحدود وصولاً إلى الدول الغربية التي كان لها دور كبير في انتشاره. ما يعني أننا ننتظر سيناريوهات أسوأ في المستقبل ليس فقط في المنطقة العربية وإنما في كل دول العالم. وهذا ما يقلق الدول الداعية للسلام ومواجهة الإرهاب وفي مقدمتها روسيا والصين ودول بريكس التي أكدت مواقفها أنها مستاءة جداً من السياسات الغربية وسلوك بعض الدول العربية في عدم الانضمام إلى الخط الذي يواجه هذا الإرهاب لما تدركه من خطر بات الأشد على الإنسانية جمعاء.
حول التطورات السياسية والميدانية على الساحة السورية، وإلى ما يمكن أن تؤل إليه في المستقبل المنظور، وحتى على المدى البعيد، كان لنا الحوار التالي مع الخبير العسكري الاستراتيجي والمحلل السياسي الدكتور حسن حسن
