إعداد وتقديم نواف إبراهيم
تستمر القيادة السورية بالتفاوض على مستقبل البلاد وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد بنفس عميق جداً وقدرة كبيرة في تحمل الضغوط الهائلة الممارسة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الذين بذلوا كل الجهود وأقصى ماعندهم من ضغوط في الميدانين العسكري والسياسي لكي يتم وضع الأسس والمرتكزات الأساسية لبدء العملية السياسية في سورية ، وفق الأجندات والبرامج وحتى السبل التي تحفظ لهم مصالحهم وماتبقى من قدرتهم على المواجهة غير المباشرة مع سورية وحلفائها ، وهنا نقصد المجموعات الإرهابية المسلحة التي تقاد وتسير بشكل مباشر من حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة وعلى رأسها اسرائيل وتركيا وقطر والسعودية ، ولكن بعد أن خسرت كل رهاناتهم على الميدان بقوة الإنتصارات التي حققها الجيش السوري وحلفائها ، لم يعد أمامها سوى البحث عن سبل الطغط المباشر تارة ، والمراوغة تارة أخرى في الحوار والمحادثات مع مع روسيا الحليف والداعم الدولي الأكبر لمواجهة الإرهاب وتحقيق الأرضية اللازمة لبدء عملية الإنتقال السياسي في البلاد وفق رغبة الشعب السوري، وبالرغم من أن السياسة السورية التي تلتقي في كافة المحاور والاتجاهات مع الدبلوماسية الروسية ، ومع أن الأمور تسير ببطىء نحو الطريق السليم لحل هذ المعضلة التي تستمر منذ خمس سنوات ، نرى أن الرئيس السوري بشار الأسد كان كالعادة واضحاً وصريحاً الى حد كبير مع شعبه ومع القوى الوطنية وغير الوطنية المعارضة ، وكذلك الأمر مع القوى الدولية الراعية لعملية السلام السورية ان صح التعبير ،ويتحدث من موقع القوي المنتصر والواثق بنفسه وشعبه ، ويطرح الكثير من الطروحات الموضوعية والواقعية والتي تحتكم الى أساسات الواقع السوري بماضيها وحاضرها والمستقبل الذي يجب أن تبنى عليه المرحلة القادمة ، وبما أن الهاجس الأساس لهذه الدولة وللوفود التي تمثلها كمعارضات سورية ، هو تحقيق الأمن والإستقرار في سورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع أطياف الشعب السوري عبر الإتفاق الكامل على كل الأسس وصولاً الى دستور جديد يحكم الحياة السياسية ، وإعطاء الشعب السوري حقه في تقرير مصير وإختيار القيادة التي يراها مناسبة له ، كل هذه التقاطعات يمحورها ويركز على معاشقتها بطرح واحد هو الهاجس الاكبر لكل من يريد تحقيق الحل في سورية حسب المعطيات السائدة ،ألا وهو الإنتخابات الرئاسية المبكرة ، هذا الطرح من قبل الرئيس السوري بشار الأسد وضع الجميع في الزاوية أو بالأحرى في خانة اليك ، وهذا ما يمكن ان نفهمه من ردة فعل الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية والمعارضات التي تمثلها الى محادثات جنيف ، حيث رفضت هذا الطرح واعتبرته إعاقة للعملية السياسية ، بالمقابل نرى أن نسبة كبيرة من المعارضات السورية لم تعرب عن رفضها القاطع لهذا الطرح ، بل قسم كبير منها اعتبرها خطوة القوي الواثق من نفسه ومن شعبه ، على الرغم من الخلافات السياسية الحادة بين نظام الحكم الحالي في سورية وهذه المعارضات التي إعتبرت أن الرئيس السوري بشار الأسد يمثل صمام الأمان الحقيقي للإنتقال الآمن في سورية الى مرحلة جديدة ، يقرر جميع تفاصسلها الشعب السوري بما فيها مصير من سيحكمه ويقود البلاد.
ضيف حلقة اليوم الأمين العام لحزب الشباب للعدالة والتنمية السيد بروين إبراهيم