يظهر من التطورات المضطردة في قواعد اللعبة بخصوص الأزمة السورية على كافة الأصعدة داخلياً في سورية وإقليمياً وحتى دولياً ان شيئاً ما سيحدث، حيث نرى أن المشهد السوري داخلياً يستمر على نفس الوتيرة في عمليات الجيش السوري وحلفائه ضد الإرهاب، على الرغم من محاولات الدول المتداخلة في الأزمة السورية، الضغط على سورية وحلفائها من أجل توسيع مساحة الإبتزاز الذي تريد أن تمارسه هذه الدول لتحريف مسارات المحادثات السورية السورية في جنيف بما يخدم مصالحها التي لا يهمها غيرها، وهذا مايتضح من التعنت في عدم الدفع الذي اللازم لعملية السلام والحل السياسي في سورية، ونرى على المستوى الإقليمي أن تركيا والسعودية يفعلان كل مافي وسعهما من أجل إدخال مجموعات إرهابية جديدة وتزويدها بالسلاح، والطلب من وفد الرياض مغادرة محادثات جنيف لإحداث الإرتباك اللازم في هذ المرحلة ظنا منهم أنهم يحققون شيء، وعلى الصعيد الدولي نرى أن الولايات المتحدة الأمريكية قد ضاقت ذرعاً بضعف وجهل وغباء حلفائها في المنطقة الذين وضعوها في مواقف جداً صعبة أمام انتصارات الجيش السوري وحلفائه، وأمام الوفد الحكومي السوري في جنيف، وقد نرى في المرحلة القادمة تدهوراً للعلاقات بين السعودية والولايات المتحدة التي يقوم رئيسها باراك أوباما بزيارة الى منطقة الخليج كي يلتقي مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي وبالتحديد مع الملك سلمان لمناقشة مكافحة الإرهاب كما يدّعون، ولمناقشة العلاقة بين دول الخليج والولايات المتحدة وخاصة أن الولايات المتحدة تلقت صفعة من السعودية التي لم تضغط لصالحها في قمة دول الأوبك التي عقدت مؤخراً في الدوحة، ولم تعمل على الحفاظ على أسعار النفط وهذا بالتأكيد ما أثار غضب الولايات المتحدة وجعل الرئيس أوباما يغادر بنفسه للحديث مع دول المجلس الخليجي، إضافة الى بعض المحاور الأخرى لتي لم تعد الولايات المتحدة قادرة على الصبر عليها جراء فشل هذه الدول في التعامل معها بما يخدم مصلحة الولايات المتحدة. والموقف الروسي واضح تماماً، ونعتقد أن دول الخليج لن تكن بعيدة أيضاً عن الرد أو العقاب الروسي فيما يخص الاستمرار بدعم الإرهاب، وكذلك التلاعب بأسعار النفط.
أذاً المرحلة القادمة ستكون مرحلة لتصفية الحسابات بالمطلق ولن يكون الموقف التركي أو موقف السعودية أقل حرجاً في الأيام أو الأسابيع القادمة بسبب خروجهما عن الخطوط الحمراء المسموح لهما التحرك في إطارها، ولقاء جنيف مستمر بغض النظر عن كل هذه التطورات وهذا ما أكده المسؤولون الروس والأمريكان.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم