تسعى الولايات المتحدة الأمريكية حالياً الى تحقيق أي مكتسب من خلال، إتباع اسلوب التسعير والتدحرج من مكان الى مكان وفق متطلبات الربح والخسارة التي لم تأتي على ميزان حساباتها منذ بداية الأزمة السورية عام 2011، والأمثلة كثيرة جداً حول الإنتكاسات التي وقعت الولايات المتحدة في شرها على جميع الأصعدة وتحديداً في الميدان، ولم تكن خسارتها في الميدان أقل صدمة من الخسارة على الساحة السياسية، ولم تسطع الولايات المتحدة ومن معها أن تحقق أي هدف ذات قيمة وفق خطتها التدميرية في المنطقة سوى أنها دمرت العديد من دول المنطقة تحت شعارات واهية للديمقراطية والحرية وغيرها من الشعارات المبطنة والمغلفة تحت ستار المجتمع الدولي ومجلس الأمن ولأمم المتحدة المناط بهم حل مشاكل العالم، حتى اصطدمت بالصخرة السورية المدعومة من محور المقاومة وروسيا وعدد من الدول الأخرى التي تعي تماماً خطورة ماتقوم به الولايات المتحدة من عدم إستقرار للأمن والسلم العالميين بطرق إرهابية بحتة وبإستخدام أشد أنواع الأساليب بيعداً عن الأخلاق والإنسانية وإحترام القوانين الدولية من خلال دعمها للإرهاب الذي يعتبر أهم أدواتها التي تستخدمها لتنفيذ مخططاتها.
لم تسطع الولايات المتحدة أن تحقق أي تقدم رغم كل الدعم المقدم لأذرعها الإرهابية على الأض في سورية، ولم تستطع أن تدخل قادة هذه المجموعات الإرهابية في خضم العملية السياسية الملغومة بهؤلاء الذين خذلوها في ساحات القتال، فكانت تنتقل من ساحة لساحة حتى وصلت الى جنيف وفيينا وميونيخ وغيرها من الجولات المكوكية في دول العالم، لكن دون جدوى. الآن تحاول الولايات المتحدة أن تقدم أي شيء يبرر ساحتها بعد أن تكشف كل المخطط المرسوم للمنطقة ولسورية بالتحديد أمام صمود سورية، وامام الموقف الروسي الميداني والسياسي الداعم لحل الأزمة السورية بشكل سلمي بما يأتي مع يتطابق مع رغبة الشعب السوري ووفق القوانين والشرائع الدولية التي تستخدمها وفق ميزان مصالحها. وبالمجمل بالفعل توصل التوافق الروسي الأمريكي الى تحقيق تحول جديد في الأزمة السورية هو تحقيق الهدنة، وأنشاء مجموعة الدعم الدولية لسورية، ومن هنا وأمام عملية الزخم السياسي التي تقودها روسيا والولايات المتحدة مؤخراً بما أنهما يرأسان مجموعة دعم سورية، رشح التواصل الى أهمية الإسراع الى عقد لقاء في فيينا يقوم قبل عقده كل طرف منهما باللقاء مع الأطراف التي يدعمها بهدف تأمين الوصول الى خطة من شانها أن تفتح الطريق لإيصال المساعدات الإنسانية، وتحقيق عملية الإنتقال السياسي في البلاد، وروسيا في هذه المرحلة وانطلاقاً من تصريحاتها الرسمية يبدو أنها ستكون أكثر حزماً من أي لقاء آخر ولن تقبل الا بأن يخرج اللقاء بخطة واضحة وحقيقية لحل الأزمة في سورية سلمياً.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم