إعداد وتقديم نواف إبراهيم
يزداد الوضع الإنساني تأزماً مع إزياد حدة التوتر السياسي بشأن الأزمة السورية، والتصعيد الميداني في مناطق مختلفة من الأراضي السورية التي تدور عليها رحى المعارك الضارية بين الجيش السوري وحلفائه من جهة، وبين تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" ، وغيرهما من المجموعات الإرهابية المسلحة الأخرى.
كل هذه الأحداث مجتمعة ومتقاطعة فيما بينها تنعكس وبشكل مهول على الوضع الإنساني للشعب السوري، وخاصة في ظل تمديد الحصار الاقتصادي على سورية لعام آخر. وبطبيعة الحال تعاني المناطق التي تدور فيها المعارك الطاحنة، ومثلها المناطق التي تقع تحت سيطرة المجموعات الإرهابية، تعاني من حالة إنسانية كارثية، من نقص الغذاء والماء والدواء والمأوى أحياناً كثيرة.
بشكل عام العوز الى كافة الإحتياجات اليومية الأساسية التي تلزم الإنسان في حياته اليومية. وعلى الرغم من الظروف القاسية وعدم إتخاذ المجتمع الدولي أي إجراءات حاسمة بحق هذه المجموعات الإرهابية التي تمنع أو تسرق هذ المساعدات في معظم الأحيان التي تسمح فيها الفرصة للدولة السورية فتح ممرات للسكان المحاصرين، ومع كل هذه الظروف تسعى الحكومة السورية ومنظمات المجتمع المدني الى بذل كل الجهود الرامية الى تقديم العون الى المحتاجين في كافة المناطق، في ظل عجز دولي واضح عن إحداث أي تأثير يذكر على المجموعات الإرهابية المسلحة التي تمنع دخول وخروج السكان من تلك المناطق، ولا توجد اي تطورات ايجابية حقيقية في هذا الملف بالرغم من كل التقارير والنداءات التي تقدمها الحكومة السورية وبعض المنظمات الدولية عن سوء الحالة التي يعيشها الشعب السوري في الداخل السوري، وحتى في الدول المجاورة في المخيمات التي تستخدمها بعض الدول لتدريب المسلحين وإرسالهم الى القتال في سورية وخاصة في الأردن وتركيا. هذا عدا عن التقارير التي تتحدث عن استثمار كبير للاجئين خارج سورية لتحقيق مكاسب مادية وسياسية، في ظل تدهور الوضع العام نتيجة الصراع الميداني وتأخر الوصول الى حل سياسي من شأنه أن يوقف معاناة الشعب السوري التي تستمر منذ خمس سنوات.
وللوقوف على حقيقة الأوضاع الإنسانية في سورية في ظل التطورات الحالية، كان لنا الحوار التالي مع مدير مركز مكافحة الفكر الإرهابي والناشط في المجال الإغاثي والإنساني السيد وائل الملص.