خرج اليوم الشعب اليمني بالملايين في ساحات العاصمة صنعاء كي يعبر عن دعمه للتوافقات السياسية التي نتج عنها مؤخراً المجلس السياسي الأعلى في البلاد، مطالبين المجتمع الدولي بالتخلي عن صمته تجاه الحرب التي تشن على اليمن والشعب اليمني منذ أكثر من سنة ونصف، ومؤكدين وقوفهم إلى جانب المجلس السياسي الأعلى الذي سيدير شؤون البلاد خلال المرحلة القادمة، ريثما يتم تشكيل الحكومة الجديدة، التي أعلن عن قرب تشكيلها رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد. لم تلق هذه الحشود الغفيرة في صنعاء أي اهتمام دولي أو تغطية إعلامية توضح موقف الشعب اليمني من الأحدلث الجارية، وتصوب البوصلة نحو سماع الصوت اليمني الذي تقاتل عنه هذه الدول لتحقق الشرعية، تقاتل هذه الدول الشعب اليمني من أجل إعادة الشرعية، وهنا يصدح صوت الشعب اليمني دون صدى يوصل ولا باقي أنين، فقد قصفت طائرات التحالف العربي اليوم الحشود الجماهيرية في العاصمة صنعاء ما أدى الى وقوع ضحايا في منطقة باب الرئاسة وبعض الأطراف الأخرى التي قصفتها قوات التحالف حول منطقة التجمع الشعبي في العاصمة صنعاء.
بهذا الصدد يقول ضيف حلقة اليوم القاضي أحمد عبد الله عقبات، وزير العدل السابق وعضو مجلس الشورى: اليوم كل القوى السياسية اجتمعت في اليمن على كلمة واحدة، والقوى التي غابت هي قوى تعمل لصالح الخارج ولا نعتبرها قوى وطنية، اليوم الشعب اليمني خرج بالملايين من أجل أن يبعث رسالة الى العالم بأن الشعب اليمني موحد حول قيادته وبلده الذي اعتدي عليه من قبل الإستكبار السعودي الغربي الأمريكي بغير وجه حق، الطائرات اليوم قصفت بجانب المسيرة واستشهد الكثيرون، ولكن المشاركون لم يخافوا ولم يهتز لهم جفن، قصفوا محيط الاحتفال، قصفت بوابة الرئاسة وأستشهد ثلاثة مدنيين، هذه فعالية شعبية مدنية ليس لها علاقة بالمعارك، ومع ذلك استهدف اليوم طيران التحالف محيط المشاركين، كما ضربوا المساكن الآمنة والبيوت والمستشفيات وقتل الأطفال والشيوخ والنساء، وقصفوا مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، كما وقصفوا المستشفيات ومنها مستشفى لمنظمة أطباء بلا حدود. طيران التحالف يقصف ويقتل كل شي في اليمن، وحشد جاء لنقول لهم هذه هي شرعيتنا، والعالم كله يعلم أن الرئيس هادي انتهت شرعيته من زمن، وهو ومن معه من استقالوا مع حكومته في أدق ظروف اليمن، والسعودية تستخدم هادي من أجل الاعتداء على اليمن وفق مخطط من أمريكا، والكل يطمع باليمن بمركزه الاستراتيجي وثرواته الباطنية، ففي اليمن ثلث احتياطي العالم من النفط، وفيه الماس والذهب والفضة وغيرها من الثروات الباطنية، عدا عن باب المندب المدخل العالمي للبحر الأحمر. وهذا العدوان الذي يشنوه على اليمن لا يأتي في أي إطار شرعي أو قانوني، ونحن رغم كل ذلك لم ندر ظهرنا الى المجتمع الدولي بل حاولنا تقديم الكثير، ونعلم منذ البداية لا فائدة من الحوار معهم، ولكن حتى لايقال أننا نتهرب من الحوار، دخلنا في الحوار الى مدى بعيد وفي عمق الحوار وقدمنا تنازلات كثيرة، لكن أتضح أن هذ الدول لا تريد الخير للمنطقة كلها وليس اليمن فقط وحتى لا تريد الخير السعودية نفسها، فما كان لنا إلا أن نعود إلى شرعية الشعب، ونحن نشكر كل الدول التي حاولت تقديم الجهود المعقولة لحل الأزمة كما هو الحال مع سلطنة عمان وروسيا الاتحادية. العالم خذل الشعب اليمني الذي يقتل ويذبح ويشرد، ولكن لم يحرك هذا العالم أي ساكن تجاه الكارثة التي يرزح تحتها الشعب اليمني. الأمر الواقع يحتم علينا استكمال البناء الدستوري للبلاد ومنه الحكومة، وهذا شأن داخلي يمني، ومن حقنا أن نرتب بيتنا وليس من حق أي أحد أن يتدخل في الشؤون الداخلية لمن يرتب بيته، ونحن لا نعمل لصالح أي مشاريع خارجية نحن نعمل لصالح البلاد والشعب، ومن حقنا أن نستكمل الهرم الدستوري والبناء الدستوري لبلادنا وهاهي الرئاسة قد تشكلت، وإن شاء الله سوف يتم تشكيل الحكومة قريبا، ولايمكن أن يستمر هذا الفراغ لأكثر من سنة ونصف. وأجلنا الفترة الماضية اتخاذ هذه الخطوات في تشكيل الحكومة راجين أن الحوار قد يفضي إلى شيء، وبما أن الحوار لم يفض إلى شيء خارج اليمن فعدنا إلى التنسيق الدستوري وإلى شرعية الشعب.
التفاصيل في هذا الحوار الذي أجريناه مع وزير العدل اليمني السابق، عضو مجلس الشورى، عضو المجلس السياسي لحركة أنصار الله القاضي أحمد عبد الله عقبات
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم
