وضعت التطورات الحالية في الساحتين الميدانية والسياسية الإقليمية والدولية الحالة السورية على مفترق طرق يمكن القول بأنه أكثر من خطر في ظل التعنت الأمريكي الذي يجاهر أمام العالم بالكذب والخداع بأن القيادتين السورية والروسية لا تريدان حل الملف السوري سياسياً، وأنهما تسعيان للحل العسكري ، في الوقت الذي تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة وأذرعهما الإرهابية التي تحارب الدولة السورية على الأرض السورية ومن خلف الحدود في دول الجوار من خلال غرف عمليات نسفت روسيا إحداها يوم أمس ووجهت ضربة موجعة لمجموعة من ضباط الإستخبارات العالمية والإقليمية التي كانت تحرك المجموعات الإرهابية وتديرها في منطقة جبل سمعان غربي حلب ، تقوم بوضع كل الإعاقات التي من شأنها أن تبدد الأمل في السير أدنى خطوة نحو التفاهم والحل السياسي الذي يعطي الفرصة لكل الأطراف السياسية السورية بالجلوس الى طاولة المحادثات سواء في جنيف أو دمشق وحتى في موسكو نفسها والتي قدمت دائما أرضها ورعايتها لمثل هذه اللقاءات التي من شأنها أن تقرب وجهات النظر وتدعم التوافق بيمن الأطراف السورية.
الحديث يطول جداً حول المتغيرات الراهنة ، حيث وصل الوضع الى حد الانفجار جراء الوقاحة التي يتعامل بها المجتمع الدولي مع الحالة السورية ، ومع الدولة السورية والشعب السوري الذي يعاني منذ خمس سنوات من حرب إرهابية مدعومة إقليمياً ودولياً ، ومن حصار اقتصادي لامبرر له أبداً من قبل هذا المجتمع الدولي.
في هذا الظرف يطفوا الى السطح الكثير من التخوفات ، وتتقاطع الكثير من التساؤلات حول القوى السياسية السورية وموقفها من مجريات الأحداث ، وحول المواقف التي يجب إتخاذها تجاه المواجهة الدائرة من أجل الحفاظ على وحدة وسيادة الدولة ، والسير نحو الحل السياسي في الطريق السليم الذي يعطي الجميع حقه في تحديد مصير البلاد في المستقبل الذي تعتبر فيه كلمة الشعب الذي تمثله هذه القوى هي كلمة الفصل ، ونقصد هنا القوى الوطنية وليست الخارجية التي تنفذ أجندات معينة لدول بحد ذاتها.