تستمر روسيا بالتنسيق مع القيادة السورية والحلفاء بإلتزامها بكل ما تتحدث به عن سعيها نحو حل القضية السورية بما يحقن دماء الشعب السوري وإيقاف الحرب على سورية، و بالرغم من كل الإستفزازات التي تجري من قبل المجموعات الإرهابية التي تدار من قبل دول إاقليمية وغربية بقيادة الولايات المتحدة تبدي روسيا هدوء بالغاً بطريقة الرد على هذه الإستفزازات التي لم تحقق أي شيء سوى إطالة الحرب وأدت الى المزيد من إراقة دماء الشعب السوري وتحديداً على جبهة حلب ، التي أرادتها الولايات المتحدة أن تكون مصيدة ترمي فيها روسيا ، وسخرت كل إمكانات مسلحيها ، وكل الإمكانات السياسية والدبلوماسية والإعلامية وصولاً الى إتهام روسيا بإنتهاك حقوق الإنسان في سورية من أجل حصر روسيا في الزاوية ، وإعتبارها دولة معتدية في الوقت الذي تحارب فيه الإرهاب جنباً الى جنب مع الدولة السورية وحلفائهما الآخرين ويشكل قانوني على خلاف الولايات المتحدة التي أتت دون طلب من أحد مخالفة كل الأعراف والقوانين الدولية .روسيا في الحقيقة في ظل كل هذه الظروف الضاغطة لم تستطع أن تكبح جماح الولايات المتحدة الذي إستفز القيادة الروسية ، ما إضطرها الى إصدار تصريحات على مختلف مستويات الدولة وصولا الى رأس الدولة الرئيس بوتين الذي عبر عن أن صبر روسيا قارب على النفاذ في وقت قريب مضى ، وتلاه تصريح وزير الدفاع شويغو حول إرجاء العملية السياسية الى أجل غير مسمى ، وتبعته تصريحات أخرى لمسؤولين روس جميعها تحذر من مغبة الإستمرار بهذه الساسية من قبل الولايات المتحدة. اليوم التصريحات الروسية بدت أكثر حدة وجدية حيث أن وزيلر الخارجية الروسي سيرغي لافروف،قال اليوم الأربعاء، إن تنظيم "جبهة النصر" يحتجز سكان شرق حلب كرهائن ومع كل ذلك ، وبالرغم من حدة الخلاف الروسي الأمريكي ، الذي وصل في الواقع الى طريق شبه مسدودة بخصوص التوافق على حل الملف السوري وإنهاء الحرب ، فقد إتخذ الرئيس بوتينبصفته القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة الروسية ، اتخذ قراراً واضحاً لجهة إثبات نية روسيا في إنهاء معركة حلب وإنقاذ المدنيين فيها من الموت المحتم على أيدي الإهابيين أو تحت وطأة المعارك الدائرة ، حيث صرح الجنرال فاليري غيراسيموف، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصدر تعليماته بإعلان هدنة إنسانية في مدينة حلب السورية، كما وطالب رئيس هيئة أركان الجيش الروسي قادة المجموعات المسلحة بالخروج من حلب مع أسلحتهم. بشكل عام روسيا بالتنسيق مع الحكومة السورية تمدد الهدنة ،بالمقابل الولايات المتحدة تستمر في التنعت والتصعيد وتعلن أنها لن تتعاون مع دمشق بشأن الرقة ، ولم تغير في تصريحاتها وسلوكها المستفز لروسيا ، وهذا بطبيعة الحال لن ينكعس إيجابياً على الحالة السورية.فما الذي تخبئه الأيام القادمة ؟وهل ستتحمل روسيا وسورية المزيد من الاستفزازات الأمريكية ؟هل يتم بالفعل بناء على الردود الروسية التحضير لعملية واسعة في حلب ضد الإرهابيين ؟ وهل ستلقى هذه النداءات أصلاً أي آذان صاغية عند المسلحين وداعميهم ؟التفاصيل في الحوار الذي أجريناه مع الكاتب والمحلل السياسي الدكتور طالب زيفا
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم