كشفت روسيا منذ البداية عن هدفها من المشاركة في الحرب السورية على الإرهاب، وتكررت هذه التصريحات في الآونة الأخيرة كثيراً كتأكيد على الثبات في الموقف الروسي من التواجد في سورية، من خلال تصريحات رسمية جاءت على لسان العديد من المسؤولين الرسميين الروس وعلى رأسهم رئيس الدولة فلاديمير بوتين، واليوم يتحدث رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف على إحدى القنوات الإسرائيلية ليفند ما تتناقله بعض القوى الإقليمية والدولية حول أسباب التواجد الروسي في سورية وأهدافه غير المعلنة، حيث أن ميدفيديف أكد على أن موقف بلاده لا يرجع إلى التهديد المتزايد لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط فحسب، وإنما روسيا تدافع عن مصالحها القومية في سورية، وهو الذي حذر سابقاً من تفكك سورية إلى تجمعات إرهابية، ومن هنا وتحت وقع التطورات الميدانية الحاصلة على الجبهة الشمالية من سورية في وقت باتت فيه تعقيدات المشهد أبعد بكثير من أن يتكهن بها أي من الخبراء السياسيين والعسكريين، بعد تهور التركي في اختراق سيادة الأراضي السورية، وتعدياته على العراق وإقحام قواته عنوة للمشاركة في معركة الموصل، وتوافق الأمريكي مع "قوات سورية الديمقراطية" لتحرير الرقة من "داعش" مع إقصاء التركي عنها، الذي قام بخطوة مفاجئة بالكشف عن نفق بين سورية وتركيا لدعم وتهريب المسلحين من وإلى سورية عبر تركيا، وكل هذه التطورات تحدث في الوقت الذي أعلن فيه بدء عملية تحرير الرقة من تنظيم "داعش" الإرهابي بالتعاون بين أمريكا ومايسمى بـ"قوات سورية الديمقراطية"
من هنا ووفق بعض المصادر أن روسيا لاحظت محاولات لتحريك الجبهة الجنوبية حيث يتواجد عدد كبير من المجموعات الإرهابية المسلحة التي تتحرك وتنشط وتقوم بأعمالها الإرهابية العدائية بدعم ورعاية وتمويل مباشر من إسرائيل في الجولان السوري المحتل ودرعا والقنيطرة، البعض يفهم هذه اللقاءات البينية الروسية الإسرائيلة على أنها تنسيق بين الطرفين، أما ضيف حلقة اليوم الدكتور قبلان، فيراها على أن روسيا وجهت رسالة قوية إلى إسرائيل تحذرها من مغبة مواصلة دعم المجموعات الإرهابية بشكل أو بآخر التي تشكل خطراً على الأمن القومي الروسي، وهذا ما وضحه رئيس الوزراء الروسي ميدفيديف ممنوهاً إلى أن الهدف الأول لروسيا فيما يخص دورها في حل الأزمة السورية يكمن في منع عودة آلاف المسلحين المنحدرين من روسيا وغيرها من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق الذين يقاتلون في صفوف تنظيم "داعش" ومجموعات متطرفة أخرى.
التساؤلات التي تكمن في طيات هذه التطورات يأتي في مقدمتها:
هل ستفهم إسرائيل الموقف الروسي فعلا والرسائل المبطنة بخصوص سورية، ام أن إسرائيل كعادتها لن تصغي لأحد وستستمر في سياستها المعهودة؟
وماسر كشف تركيا عن نفق بين البلدين في هذا التوقيت بالذات ولما لم تكشف عنه سابقاً؟
ماهي انعكاسات السياسة التركية على الوضع الحالي داخليا وخارجياً خاصة بعد الأحداث التي جرت من تفجيرات ومظاهرات عقب الاعتقالات التعسفية لقادة من حزب الشعوب المعارض؟
وأين سورية من كل مايجري وسيجري؟
التفاصيل في حوارنا مع ضيف حلقة اليوم السفير السوري السابق لدى تركيا والخبير بالشأن التركي الدكتور نضال قبلان