انتهت الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة بفوز المرشح عن الحزب الجمهوري، رجل الأعمال الأمريكي دونالد ترامب. وصول ترامب إلى سدة الحكم أثار اهتمام كل العالم من مشرقه إلى مغربه، وكل أدلى بدلوه بهذا الصدد. فمنهم من عبر عن أمله في أن يحدث تغيراً استراتيجياً في سياسة الولايات المتحدة الخارجية وخاصة في إيقاف الحروب التي أشعلتها إدارة الرئيس السابق أوباما في الشرق الأوسط، ومنهم من عبر عن ألمه من وصول هذا الرجل الذي لا يعي في السياسة أكثر من بعد أنفه، فهو رجل ملاهي وعروض أزياء ورياضة الرقص وغيرها، حسب ما جاء في وسائل الإعلام التي تحدثت عن سيرة حياته.
ولكن كما التجارب التاريخية تقول كان من كان الرئيس الأمريكي الجديد، ومهما كانت تصريحاته الانتخابية جيدة أو سيئة تجاه هذا الطرف أو ذاك، فهو لن يقدم ولن يؤخر في السياسة الأمريكية التي ترسمها الشركات العابرة للقارات، ومجموعة من المؤسسات السياسية والاقتصادية، عدا عن اللوبيات المتصدرة في كل مراكز الثقل والقوة في الولايات المتحدة وخاصة في الكونغرس ومؤسسات الدولة الأخرى وخاصة الأمنية وكذلك البنتاغون. وهذا على الأرجح ما جعل ترامب يدعو بالدرجة الأولى لزيارته هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وخاصة أنه تجسم أمام ترامب في المرحلة القادمة تحديد كلمة الفصل في عدة ملفات في المنطقة وأهما ملف القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية.
وكذلك القضية السورية الملف الأسخن على الساحة الإقليمية والدولية، تتبعه الملفات الأخرى في دول ما يسمى بالربيع العربي وعلى وجه الخصوص في اليمن وليبيا وصولاً إلى ملف القرن، ألا وهو الملف النووي الإيراني، وكذلك الأمر ملف العلاقات الروسية الأمريكية التي احتدت كثيرا في الآونة الأخيرة بعدما صعدت روسيا بقوة إلى الساحة العالمية وحجمت الدور الأمريكي كقوة عالمية وحيدة تتحكم بمصير الأمم، والتكشف عن مرحلة تغيرات جديدة في العالم أفضت إلى عالم متعدد الأقطاب باتت بوادره حقيقة واقعة، في ظل عجز الولايات المتحدة عن فعل أي شيء يمنع نمو وتطور هذا العالم الجديد الذي يتفق معها في الأهداف كما تدعي الولايات المتحدة ويختلف في طريقة التنفيذ والتعامل.
وهنا في ظل هذه المرحلة الجديدة يتعين علينا التفكير ملياً بما وعد به ترامب أثناء حملته الانتخابية بخصوص كل الملفات المذكورة آنفاً، وحول إصلاح علاقات أمريكا مع دول العالم، ومحاربة الإرهاب، والاتجاه الى الاهتمام بالوضع الداخلي لبلاده، وغيرها الكثير من التفاصيل التي ينتظر العالم على أحر من الجمر توضيحها، بالرغم من الشكوك التي تلف السياسة الأمريكية بشكل عام تجاه الأمم والشعوب الأخرى.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم