تشهد بعض المواقف الإقليمية والدولية إنقلابات وتحولات جذرية لجهة دعم الدولة السورية في مواجهة الإرهاب والذهاب بالملف السوري إلى الحل السياسي، حيث أن الموقف المصري الرسمي بات أكثر وضوحاً من ذي قبل. وجاء ذلك على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أكد وقوف مصر مع الجيش السوري في مواجهة الإرهاب. ولم يكتف بذلك بل عبر عن أهمية دعم الجيوش الوطنية في كل من العراق وليبيا أيضاً في محاربة الإرهاب بكافة أشكاله. وهذا الموقف بشكله العام منتظر من مصر منذ فترة طويلة كونها من أكبر وأهم الدول العربية والإسلامية. أما على الصعيد الدولي فنرى أنه حتى اللحظة لم ينقض دونالد ترامب وعوده بالتعاون مع روسيا لحل الملف السوري ومحاربة الإرهاب. ومن جانب آخر نرى مواقف أوروبية تتغير رويداً رويداً لصالح دعم الدولة السورية في حربها على الإرهاب. وهنا يعلق أمل كبير على المرشح الرئاسي الفرنسي فيو، الذي عبر بشكل واضح عن موقفه من الإرهاب في سورية وكل المنطقة، وأنه لابد من مواجهة هذا الخطر الذي يهدد الأمن والسلم العالميين ملمحاً إلى أهمية التعاون مع روسيا. وهنا نرى أن روسيا كونها الحامل الدولي الأقوى لراية الحرب على الإرهاب باتت تحقق الكثير من أهدافها في لم شمل المجتمع الدولي في جبهة واحدة ضد الإرهاب، وخاصة بعد إتهامها لديمستورا وللمجتمع الدولي بتقويض الحل في سورية. ويأتي هذا التطور بعد فترة طويلة من الصراع السياسي والميداني في سورية والمنطقة بين حلف يدعم الإرهاب وأخر يحاربه، وقد بات معروفا من يدخل في عداد جبهة كل من الطرفين أو الحلفين.
أما عن سورية فهي مازالت تسير في نفس السياسة بطريقة التعامل مع الأحداث الجارية. وتصب كامل طاقتها على الميدان، الذي تدعمه برسائل ودلائل دامغة لما يجري على الأرض السورية أمام جميع المحافل ومنظمات المجتمع الدولي. وتعمل على تثبيت قوتها العسكرية وتطويرها بدعم الحلفاء وتوجه من خلالها رسائل ميدانية وسياسة للقوى الدولية والإقليمية التي تأبى حتى اللحظة أن تعترف بالهزيمة، وأكبر دليل على ذلك، هو تشكيل الفيلق الخامس من المتطوعين في الجيش السوري.
إذا هنا تظهر الكثير من التساؤلات في خضم هذه التطورات، وأهمها:
كيف سوف تتقاطع وتنعكس هذه الإنقلابات في المواقف الإقليمية والدولية تجاه الملف السوري؟
وإلى ما ستفضي؟
وكم ستحتاج من الوقت حتى تتبلور الصورة الكاملة للحالة السورية في المستقبل القريب؟
التفاصيل مع الكاتب والمحلل السياسي و أستاذ العلاقات الدولية الدكتور بسام أبو عبدالله
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم
