ينعقد مؤتمر حركة التحرير الوطني الفلسطيني السابع في ظل ظروف محلية وإقليمية ودولية صعبة للغاية، بفعل الأحداث الجارية في منطقة الشرق الأوسط، التي تستمر منذ عدة سنوات، ما كان له الأثر الكبير في عدم قدرة الدول الداعمة للقضية الفلسطينية على الاستمرار في الدعم المباشر نظراً للأحداث الداخلية فيها، وعلى وجه الخصوص في سورية وفي مصر الدولتان الأساس المعنيتان بالقضية الفلسطينية دون بقية الدول العربية، بالرغم من ذلك، كان من الواضح أن هذا المؤتمر يسير بشكل جيد جداً، رغم بعض المحاولات الإقليمية والدولية بما فيها الإسرائيلية للتأثير عليه وتوجيه البوصلة بما يخدم مصالحها السياسية للمرحلة القادمة، التي يبدو أنه سيكون لها انعكاسات إيجابية على القضية الفلسطينية بشكل عام. ومن جهة أخرى انعقاد هذا المؤتمر بمشاركة القوى الفلسطينية الفاعلة على الساحة الفلسطينية، وخاصة حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" جعله يتحول إلى لقاء مصالحة وطنية من الممكن أن يبنى عليها الكثير لجهة توحيد الصف الفلسطيني الداخلي، يسنده دعم روسي ترجمته رسالة التضامن التي أرسلها الرئيس فلاديمير بوتين إلى الرئيس محمود عباس الذي انتخب بالإجماع لرئاسة حركة "فتح" لخمس سنوات قادمة، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وهذا ما اعتبرته كثير من القوى الفلسطينية موقفاً داعما لموقف الرئيس عباس وللشعب الفلسطيني من الجانب الروسي، ويحمل الكثير من الرسائل خاصة إلى إسرائيل والولايات المتحدة بأن الموقف الروسي لم يتغير نحو سبل حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، واستمرار روسيا على نهج الالتزام بالقوانين والشرعية الدولية بشأن حل القضية الفلسطينية.
في ظل هذه الظروف الصعبة والمعقدة إلى أي حد يشكل نجاح مؤتمر "فتح" عاملاً هاماً في رأب الصدع الداخلي الفلسطيني وإلى أي حد يقوي موقف الرئيس محمود عباس في المرحلة القادمة؟
ماهي الإجراءات المطلوبة من الأطراف الفلسطينية لتدعيم الجبهة الداخلية في مواجهة التوسع الاستيطاني وكسب الدعم الإقليمي والدولي؟
كيف انعكست الأحداث الإقليمية على القضية الفلسطينية، وماهي المنعكسات الإيجابية المنتظرة جراء التطورات الحاصلة وخاصة في سورية؟
هذه الأسئلة وغيرها نطرحها على ضيف حلقة اليوم، الدكتور محمد أسعد العويوي أستاذ التاريخ المعاصر والحديث، وأستاذ القضية الفلسطينية في جامعة القدس المفتوحة
إعداد وتقديم نواف إبراهيم