توجهت أنظار العالم، أمس، الى اللقاء الثلاثي الذي عقد على مستوى وزراء الخارجية والدفاع لروسيا وإيران وتركيا في موسكو. فرغم العقبات والعراقيل الأميركية، ورغم الضجيج العربي والأوروبي، ورغم مناكفات فرنسا في مجلس الأمن، عقد مؤتمر موسكو، وأنتج إعلانا يكرس وجهة نظر روسيا رغم بعض التشويش الذي مارسته تركيا، إعلانا مهما في توقيته، سيما في مشهد الارتباك الأميركي وصراع أجنحة السلطة الأميركية. وبطبيعة الحال كان الموقف الروسي الإيراني واضحاً كما كما في كل مرة، واتسم الموقف التركي بالغموض كما العادة، وهو الذي يعلم أنه أحد أهم المحاور التي تلعب دوراً أساسياً في إيقاف نزيف الدم السوري بفعل التسهيلات التي تلقتها وتتلقاها ما يسمى بالمعارضة السورية المعتدلة، التي لم تستطع الولايات المتحدة حتى اللحظة فصلها عن المجموعات الإرهابية التي تسللت بمعظمها عبر الأراضي التركية إلى سوريا منذ بداية الأزمة، واستطاعت الانتصارات الميدانية للجيش السوري وحلفائه أن تكشف الكثير من خفايا الملف السوري لجهة المجموعات الإرهابية المسلحة ومن يدعمها ويقف وراءها إقليمياً ودوليا، ودور الطرف التركي المحوري فيها.
وصلت الأمور إلى أن أصبح كل من يقف إلى جانب المجاميع الإرهابية على المحك الخطر، فلم يعد يقدر أي منهم أن يتقدم أو يتأخر لا سياسياً ولا ميدانياً لأسباب كثيرة وواضحة. وهنا جاء الدور الروسي في أن يؤمن مهبطاً أو مخرجاً آمنا للجميع من خلال عقد لقاء موسكو الثلاثي، والخروج بإعلان سياسي تحت مسمى "إعلان موسكو" يحمل مشروع خطة خارطة طريق للتسوية السياسية في سوريا من بوابة جديدة في العاصمة الكازاخية "أستانة"، وإجبار جميع الأطراف على العودة إلى تحت قبة مجلس الأمن والأمم المتحدة وتطبيق القرارات الدولية الخاصة بالملف السوري.
إذاً إلى أي حد يمكن اعتبار لقاء موسكو ناجحاً ومالذي يمكن بالفعل أن يفضي إليه؟
هل يمكن الوثوق بالطرف التركي في المرحلة القادمة وكيف سيتم التعامل مع غموض الموقف التركي الذي بات أكثر حرجاً بعد اغتيال السفير الروسي على أرضه في ظروف غامضة حتى اللحظة؟
هل تعني الولايات المتحدة بالفعل ما جاء على لسان المتحدث باسمها حول أن الحل السياسي في سوريا يجب أن يكون تحت رعاية الأمم المتحدة، وهذا ماك انت تدعو إليه روسيا منذ البداية ؟
أين دول الإقليم المتبقية وجنيف من كل هذه التطورات الحاصلة؟
التفاصيل مع ضيف حلقة اليوم الكاتب والمحلل السياسي وعضو اتحاد الصحفيين السوريين سومر صالح
إعداد وتقديم نواف إبراهيم
