تعاني سورية منذ عام 2011 من حرب شملت كل جوانب ومناحي الحياة، في إطار ماسميّ بأحداث الربيع العربي التي قادتها الولايات المتحدة ودول الغرب بالتعاون مع بعض الدول الإقليمية في المنطقة ، هذه الحرب التي كان وقودها بعض من أبناء هذا البلد ممن ساهموا في إدخال أو إحتضان المسلحين والإرهابيين الذين ارسلتهم الى سورية هذه الدول وقدمت لهم كل أشكال الدعم ، سرعان ماتحولت الى حالات مختلفة من القتل والإجرام بفعل إفرازات تخرج في ظروف الحرب في أي بلد كان وليست سورية إستثناءً.
بطبيعة الحال جراء الأحداث وأعمال القتل والعوز والحاجة في ظل الحروب ، نشأت مواجهات بين ابناء المجتمع و الدولة من جهة ، بين مجموعات إرهابية مسلحة أفرزت عصابات ومافيات محلية تعمل لأهداف مختلفة من جهة أخرى ، وحاولت القوى تالخارجية المتداخلة أن تسعر فيها عوامل ثقافية وإجتماعية ودينية لإضعاف الجبهة الداخلية التي شكلها الشعب السوري والجيش والحكومة السورية لمواجهة هذه العاصفة التي كانت تنفذ بإتقان بالغ الدقة في اللعب على أوتار الحرب الأهلية ، ولكنها لم تنجح أمام صمود الشعب السوري الذي عانى الأمرين خلال السنوات الست الماضية ، وكانت بدايات المواجهة في أن تم تشكيل لجان شعبية ، وبدأ الرئيس بشار الأسد بإستقبال الوفود الشعبية من كل مناطق سورية ، وأجرى حوارات معها للإطلاع على كيفية الوصول الى صيغة تمنع إنهيار المجتمع أمام أعمال الإرهاب والتخريب ، فيما بعد صدر مرسوم رئاسي بتشكيل وزارة المصالحة الوطنية وظيفتها ترعى شؤون أبناء المجتمع السوري وتحقق المصالحات الوطنية بكافة أشكالها وأطرها الوطنية ، وترعى شؤون المخطوفين وتبحث عن المفقودين وتعيد الوئام الى المجتمع من خلال ردم هوة الخلافات الناشئة بفعل الظروف السائدة جراء الحرب، وتساعد على إعادة من خرج عن خط الشعب والوطن في المواجهة مع الإرهاب إلى حضن الوطن ، وتسوية أوضاعهم وفق القوانين والمراسيم الرئاسية والإعفاءات العامة التي أصدرها الرئيس بشار الأسد بهذا الشأن في وقت لاحق وماتزال مستمرة.
اليوم وضمن هذا الحوار الخاص نناقش الكثير من الملفات التي تخص المصالحات الوطنية ، ونبحث في قضاياً المفقودين والمخطوفين الذي لم يتم تحريرهم أو حتى الوصول الى معلومات عنهم تهدء من نفوس أهاليهم وأقاربهم ، ونبحث في المعوقات التي تمنع أو تأخر إيجادهم أو الإفراج عنهم.
كما ونبحث في دور المصالحات الوطنية في تدعيم الجبهة الداخلية ، وتثبيت ركائز العملية السياسية المقبلة
وكذلك الأمر نناقش دور منظمات المجتمع المحلي والدولي في تدعيم المصالحات الوطنية أو إعاقتها
هذه المحاور وغيرها نناقشها اليوم في حوار خاص مع وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية في الجمهورية العربية السورية الدكتور علي حيدر