بهدوء وبعيدا عن الاستفزاز الإقليمي وبالونات الاختبار الأميركي والجموح التركي أحيانا، تشق روسيا في صخر الشرق الأوسط المعقد طريقاً مختصراً وآمنا لعبور الأزمة السورية إلى مسار الحل لسياسي، فتطرح مبادرة جديدة لعودة سوريا إلى الجامعة العربية من على منبر خليجي في إشارة ذات دلالة واضحة. فمن أستانا إلى جنيف وصولا إلى القمة العربية المقبلة، الكثير من التفاصيل والثنايا قد تصل بالأزمة السورية إلى بر الأمان، ولكن من جهة مقابلة قد تعقدها أكثر. فبيان الفصائل العسكرية إلى مؤتمر أستانا يهدد بعدم الذهاب إلى جينيف إلا على قاعدة هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة، وهو ما يخالف كل ما اتفق عليه في مخرجات هذا المؤتمر، ومن جهة ثانية يصّعد ضد إيران ويعتبرها طرفا لا ضامنا. وفي الشق الميداني الحدث الأهم الذي يتلخص في أنه ولأول مرة يتقابل الطرف الحكومي الشرعي مع المعتدي التركي وجهاً لوجه، في مواجهة قد تحدد إرهاصاتها ونتائجها مسار حرب بأكملها.
وهنا نرى الكثير من التساؤلات التي تبحث لنفسها عن أجوبة على سبيل المثال لا الحصر:
مفاد دعوة الوزير لافروف إلى عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية؟
هل سنرى سوريا الرسمية في قمة جامعة الدول العربية القادمة المزمع عقدها في الأردن؟
هل تفخيخ جينيف هو إرادة خليجية بانتظار مستجدات السياسات الأميركية؟
وميدانيا هل معركة الباب هي من سترسم ملامح جينيف المقبلة؟
وبالمحصلة ماذا تخفي الأيام القليلة المقبلة وما هو المنتظر؟
هذه التساؤلات وغيرها نطرحها على ضيف حلقة اليوم الكاتب والمحلل السياسي وعضو اتحاد الصحفيين السوريين سومر صالح.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم