عادت الولايات المتحدة الأمريكية الجديدة الى استخدام نفس الطريقة التي كانت تتعامل بها الإدارة الأمريكية السابقة، أي تتصرف وكأنها الشرطي الوحيد في العالم، الذي يجب أن يذعن له الجميع دون أي اعتراض، على الأقل حالياً في إطار التصريحات السياسية، التي جاءت على لسان عدد كبير من المسؤولين الأمريكيين في الإدارة الجديدة. وكان أشدها المفاجأة التي جاءت على لسان المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدي نيكي هايلي والتي أعادت فتح ملف النزاع الروسي الأوكراني، وربطها لرفع العقوبات عن روسيا بملف شبه جزيرة القرم الذي يعتبر موضوعاً محسوماً وبشكل نهائي بالنسبة لروسيا الاتحادية، بعدما قرر الاستفتاء الشعبي للقرم بالعودة إلى روسيا. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد صرح السيناتور الأمريكي جون ماكين بأنه لابد من دعم الجيش الأوكراني بأسلحة فتاكة، وعلى الضفة الأخرى ومن الجانب الميداني تأتي مسألة المناورات الأوكرانية العسكرية بالتنسيق مع حلف الناتو وبرعاية الولايات المتحدة. هذا التصعيد لا ينم عن نية أمريكية بالالتزام بالتصريحات التي جاءت على لسان الرئيس ترامب إبان حملته الانتخابية تجاه روسيا، ما قد يفسد الكثير من المسائل العالقة ويعقد الملفات الدولية أكثر ما هو عليه من تعقيد وخاصة الملف السوري، الأمر الأخطر أن الولايات المتحدة لم تكتف بتسعير العلاقة مع روسيا بل مع دول أخرى لها وزنها الدولي والإقليمي المؤثر لجهة حل الملف السوري ومكافحة الإرهاب وعلى رأسها الصين وإيران.
إذا ماهي غاية الولايات المتحدة من هذا التصعيد هل تريد إشعال فتيل النزاع الروسي الأوكراني من جديد لإضعاف روسيا وإلهائها؟
أم أن هذا التصعيد يأتي في إطار شد الخناق على روسيا وإجبارها على تنازلات كبيرة في عدد من الملفات الساخنة وخاصة في سورية؟
كيف ستتعامل روسيا مع هذا الواقع الجديد وإلى أي مدى بالفعل يمكن أن يؤدي وهل سيؤدي إلى مواجهات مباشرة؟
والأهم هنا إلى أي حد يمكن أن تنعكس هذه التطورات وهذ التصعيد على مرونة السير نحو الحل السياسي للملف السوري
هذه التساؤلات وغيرها نطرحها في حلقة اليوم على المستشرق المعلق السياسي والصحفي في صحيفة "إيزفيستيا " الروسية أندريه أونتيكوف
إذا ماهي غاية الولايات المتحدة من هذا التصعيد هل تريد إشعال فتيل النزاع الروسي الأوكراني من جديد لإضعاف روسيا وإلهائها؟
أم أن هذا التصعيد يأتي في إطار شد الخناق على روسيا وإجبارها على تنازلات كبيرة في عدد من الملفات الساخنة وخاصة في سورية؟
كيف ستتعامل روسيا مع هذا الواقع الجديد وإلى أي مدى بالفعل يمكن أن يؤدي وهل سيؤدي إلى مواجهات مباشرة؟
والأهم هنا إلى أي حد يمكن أن تنعكس هذه التطورات وهذ التصعيد على مرونة السير نحو الحل السياسي للملف السوري
هذه التساؤلات وغيرها نطرحها في حلقة اليوم على المستشرق المعلق السياسي والصحفي في صحيفة "إيزفيستيا " الروسية أندريه أونتيكوف
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم