في تطور جديد حول الأزمة السورية، خرج بيان من مكتب المبعوث الأممي ديمستورا يعبر فيه عن اعتقاده بأنه من الممكن أن يوجه الدعوات إلى الأطراف المشاركة في جنيف 4 خلال الأيام القليلة القادمة، والتنويه الجديد الذي جاء في بيان مكتب المبعوث الأممي هو أهمية مشاركة جامعة الدول العربية في لقاء جنيف القادم.
حتى اللحظة لا يوجد أي تطور كبير يستحق الاعتماد عليه في نجاح الجولة القادمة من لقاءات جنيف، بالرغم من تصريحات الأطراف الضامنة حول نجاح لقاء أستانة 2 ، والسعي الإقليمي والدولي الواضح للتموضع قبل بدء مباحاثات جنيف القادمة بما يخدم أجندة ومصلحة كل طرف.
طبعاً التساؤلات هنا كثيرة وأهمها:
هل ستنجح الأطراف الضامنة بأن تجبر المعارضات السورية على تشكيل وفد موحد؟
وأن لم يحدث هل سيطبق ديمستورا تهديده بتشكيل الوفد المعارض بنفسه؟
ما مغزى الإصرار على مشاركة جامعة الدول العربية في جنيف القادم؟
وما مدى قبولها، علماً أنها حتى اللحظة لم تأخذ بعين القرار ما طرحه الوزير لافروف بخصوص إعادة إحياء عضوية سورية فيها؟
ماهو المطلوب من أطراف النزاع السوري في الحكومة والمعارضة لأجل إنجاح مباحثات جنيف بغض النظر عن الأسافين التي تحاول دقها بعض الأطراف؟
وأسئلة أخرى كثيرة نطرحها في حلقة اليوم من برنامج "ما وراء الحدث" على كل من أمين سر مجلس الشعب السوري خالد العبود
وعلى عضو المكتب التنفيذي لهيئة العمل الوطني وعضو الأمانة العامة للجبهة الوطنية الديمقراطية السورية المعارضة الدكتور سنان علي ديب
الدكتور خالد العبود بخصوص مدى التقارب بين منصتي جنيف وأستانة ومدى القدرة على تحقيق نجاحات ترضي الجميع يقول:
وقال العبود : الحل السياسي ، يجب الإنباه له لانه يختلف بالنسبة لنا عن الحل السياسي لدى الأطراف الأخرى ، والحل السياسي لايعني الحل السياسي بين السوريين ، الحل السياسي مطاطي ويتخلف عند الأمريكي عن الأوروبي عن مفهومه لدى الروسي ، كل يبحث عن الحل السياسي الذي يخدم مصالحه وكل يحاول أن يتشبس بمفهوم ومعنى الحل السياسي في الحل السياسي الذي يؤمن مصالحه. والآن من الذي يضع الأسافين ؟
انا بتقديري كل من يحاول أن يحسن شروط تموضعه على مستوى الإقليم يحاول أن يسحب المعنى الأساسي للحل السياسي بإتجهاهه ، وبالتالي لابد من أن يضع إسفيناً من هنا وإسفيناً من هناك.
إذاً القضية ليست قضية حل سياسي فيما بين السوريين ، وإنما حل سياسي ، كل طرف يحاول أن يهندسه ويضعه وفق الشروط المناسبة لمصالحه . من هنا نرى أن الأطراف التي ترى أن الحل السياسي لايناسب مصالحها تحاول أن تضع هذه الأسافين.
وحول هذ المحاور كان لنا متابعة مع عضو المكتب التنفيذي لهيئة العمل الوطني وعضو الأمانة العامة للجبهة الوطنية الديمقراطية السورية المعارضة الدكتور سنان علي ديب.
حول المساهمة الفعلية للأزمة في سورية في ظل التعقيدات الحاصلة مابين أستانة وجنيف يقول الدكتور ديب:
أكيد الإنطلاق القوي نحو الحل السياسي ينطلق لأول مرة من الواقع بمعزل عن شرعية المؤسسات الوطنية ، في أنهم إستطاعوا الوصول الى منصة يتقابل فيها فريقين من السوريين ممثلين على الأرض ، وهذا لم يكن ليحصل لولا الإنتصارات التي تحققت على الأرض ، ولولا تغير النظرة لدول إقليمية كان لها مشاريع طموحة ولكنها إنعكست في عدم قدرتها على الإستمرار طويلاً ، ونحن ننظر الى الأستانة على أنه كان هناك تناقضات حولها ، ولكن عندما يجلس السوري مقابل السوري سنكون قد قطعنا نصف الطريق.
الأستانة كانت عبارة عن منصة تم فيها إقحام لبعض شخصيات التي كان هناك فيتو عليها تحت إدعاءات حصرية تمثيل المعارضة لمنصات معينة تابعة لدول إقليمية محددة ، ولكن بعد الأستانة أصبح صوت هذه القوى ولو أنها لاتمثل بشكل كامل أغلب العناصر المعارضة السورية في الداخل والخارج ، لكنها أصبحت أكثر تمثيلاً بالرغم من أن هناك أصوات كثيرة من قبل من وضعوا على المنصات القادمة في محاولة إلغاء تمثيل الداخل أو مايسمى منصة حميميم ، ان الإنطلاق الى الحل السياسي الحقيقي يجب أن يتم عبر شخصيات ممثلة شعبياً وتمتلك مشروع واقعي وليس خيالي ، مشروع وطني لا يأتي عبر أجندات جاهزة من دول إقليمية أو دول خارجية على المستوى الدولي .
ويتابع الدكتور سنان حول أهمية منصتي أستانة وجنيف في حل النزاع الإقليمي الدولي مع أن أصحاب القضية الحقيقون هم السوريون الذين تحاول بعض الأطراف أن تجانبهم مركزية الحضور والمشاركة يقول:
أكيد ظهرت العقلانية الكبيرة من جزء كبير من السلطة السورية في القبول بالمشاركة في أستانة بالرغم من بعض الإختلافات والتناقضات الإقليمية ، ولكن نرى منذ حوالي سنتين وبعد أن كانت القوة العسكرية هي الأكثر سيطرة والأكثر قدرة على التحكم في الوضع ذهبت نحو المصالحات الداخلية حتى مع المسلحين ن وهذا يعني أن هذا كرت بأننا نحن السوريين نريد حل الأزمة ، ونقدر ظروف وأسباب الأزمة ، ونريد أي حل سوري يجعل السوريين دم واحد وشعب واحد ، ولكن أيتها الدول المحيطة كفوا عن دعم الإرهابيين وإمدادهم بالسلاح المتفوق ، حتى نحل الموضوع السوري بيننا وبينا أنفسمنا ، وهذه الإنطلاقة يجب أن تكون عبر من يمثلون الشعب الحقيقي ، ومن عانى المعاناة الكبيرة ومن صبر ومن جاع وتألم يمكن أن يمثل الشعب السوري أكثر مممن يمثلون أجندات تنتهي بقرار.
وحول دور المعارضة في تفعيل العمل لإنجاح جنيف قال الدكتور ديب:
نحن مقتنعون بالدور الأكثر إيجابية وهو الدور الروسي كونه أصبح ضامنا لأغلب أطراف الصراع ، ومقتنعون بأكثرية الإجراءات التي يقومون بها. عندما تسربت مسودة الدستور حاول البعض أن يتهم بأنها أجندة كاملة من قبل الروس ، لكن نحن حاولنا التوعية عبر منصات متتالية وأن نعلم الجميع بأن الروس لايقبلون أن يكونوا هم من يضع الدستور السوري ، وإنما من يضع الدستور هو الشعب السوري بما لايفقدنا هويتنا وقضيتنا ، بما معناه عندما يكون هناك إتفاق على رعاية دولة ضامنة عبر الداخل وعبر أغلب الأطراف المتصارعة تكون هي فعلاً بداية الحل الصحيح ، وبقدر ماهناك معاناة وعلى قدر ما يوجد هناك ضغط من بعض الأطراف لجهة زيادة المعنانات لإجبار الشعب السوري على أن يقبل بأي شي ، الجميع متفق على الوحدة الداخلية ، والمؤسسة العسكرية هي الضامنة لهذه الوحدة ، و أن وحدة الأرض والدم ووحدة هذا الوطن والحل السوري بأيدي السوريين ، و أي سعي للحل ضمن هذه الاسس ، وضمن أسس تعطي الحق للدماء التي ذهبت فإن أغلب الشعب السوري سيذهب معها ،و أي شرط لأي أجندة تقسم أو تعطي صورة أو هوية غير موجودة للشعب السوري فهي غير متفق عليها.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم