إعداد وتقديم نواف إبراهيم
يشهد الملف السوري حراكاً متسارعاً على جميع الأصعدة ومن قبل مختلف الجهات، بالتزامن مع العمل الدؤوب لجهة تأمين وضمان عقد لقاء جنيف في دورته الرابعة خلال الفترة القريبة القادمة من الشهر الجاري.
أما فيما يخص الحراك الموازي والذي تقوم به مجموعة من الجهات والحركات والمنظمات والأحزاب والشخصيات السورية المعارضة والموالية، فقد أضحت العاصمة اللبنانية بيروت مؤخراً ساحة لهذا الحراك الذي ركز بشكل أساسي على الجانبين السياسي والإنساني بما فيهما من قضايا واسعة وكثيرة شديدة الحساسية والتعقيد. لكن ما جمع هذه النشاطات ولو أنها كانت نشاطات منفصلة عن بعضها البعض، هي الأهداف التي تم الإعلان عنها نحو السير قدماً لتقديم كل ما يلزم لدعم الحل السياسي وإعادة بناء سوريا الجديدة الموحدة وإيقاف الحرب ونزيف الدماء وإعادة المياه إلى مجاريها في البلاد، من خلال التعاون في حل جميع الملفات الداخلية بكافة أشكالها.
فقد احتضنت بيروت، يوم الخميس الماضي، لقاء بين معارضين سوريين وموالين للبحث في "مبادرة للسلام" هدفها إعادة ألف عائلة لاجئة في لبنان إلى سوريا بضمانة روسية، كخطوة اختبارية. عقد الاجتماع في فندق "ريفييرا" وسط إجراءات أمنية، وحضرته شخصيات برلمانية وأكاديمية تحت شعار "وطن موحد لكل السوريين"، كما حضره مستشارون في السفارات الروسية والألمانية والبلغارية لدى لبنان، إلى جانب ممثلين عن المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة وممثلين عن مبادرات سلمية، وفي غياب ممثل عن الدولة اللبنانية
البنود الخمسه التي اتفق عليها بين المؤسسين للمبادرة وأصبحت الأهداف الأساسية هي:
العمل على تخفيف معاناة الشعب السوري بكافة الوسائل الممكنة.
العمل على عودة اللاجئين والنازحين إلى مناطقهم، وذلك بعد إعادة تأهيل البنية التحتية للمناطق المتضررة، بموافقة الدولة السورية وضمان الجهات الدولية ذات الصلة.
العمل على الإفراج عن المعتقلين في سجون الدولة السورية وتحرير المختطفين من جانب أي مجموعات تابعة للدولة السورية أو المعارضة.
العمل على وصول المساعدات الإغاثية والطبية للمحتاجين في كافة المناطق وتسهيل عمل المنظمات الإغاثية الدولية في سوريا.
العمل على تخفيف الصراعات الطائفية والمذهبية والقومية والمناطقية في سوريا.
من جانب آخر، عقد عدد من الأحزاب والتيارات والشخصيات السورية المعارضة مؤتمراً سياسياً في العاصمة اللبنانية بيروت، وتم الإعلان على أثره عن تشكيل ما سمي الكتلة الوطنية "معا لنبني سورية"
حيث أعلن عن أولويات الكتلة في البيان الختامي من التاكيد على وحدة سوريا أرضاً وسيادة وشعباً، واعتبار مواجهة الإرهاب واجباً وطنياً لكل السوريين، ودعوة المجتمع الدولي إلى تطبيق مقررات جنيف والمجتمع الدولي وتشكيل سلطة انتقالية تضم ممثلين الحكومة والمعارضة. كما شددت مبادىء هذه الكتلة على أن لقاءات أستانا لعبت دوراً محورياً وحاسماً في تغيير مسار الملف السوري، وخاصة فيما يتعلق بإيقاف الحرب في البلاد، ما يعطي الفرصة ويمهد الطريق لمتابعة العملية السياسية ودفعها نحو المسار الصحيح.
حول دلالات وظرفية ومكان هذا الحراك السياسي والإنساني، وإلى أي مدي يحمل في جعبته حلولاً ناجعة لقضايا متشعبة لطالما عجز المجتمع الدولي وقبله دول الإقليم عن تنفيذها أو حتى تأطيرها ووضعها على السكة الصحيحة، وحول أهداف وأجندات الكتلة الوطنية "معاً لنبني سورية"، والمبادرة السورية للسلام، ومدى إمكانيتها في تقديم الدعم في سبيل الإسراع في إتمام الحل السياسي في سوريا، وإيقاف الحرب الدائرة في مواجهة الإرهاب، استضفنا في حلقة اليوم كلا من نائب رئيس اللجنة الإدارية للمبادرة السورية للسلام سمير الهواش، والشيخ نواف طراد الملحم، عضو قيادة الكتلة الوطنية "معاً لنبني سورية"
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق
