نتابع اليوم تطورات المشهد السوري في ظل الخلافات والمتبدلات الحاصلة في أستانا حالياً وما قد ينتج عنها من تغيرات لجهة عقد لقاءات جنيف القادمة التي حددت في الـ23 من الشهر الجاري لإيجاد حل سياسي للقضية السورية
عملياً في الفترة الممتدة بين الجولة الماضية والحالية بذلت الحكومة السورية بالتعاون مع الأطراف الضامنة جهوداً كبيرة لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وهذا يدعم محادثات أستانا الحالية، ويعطي الدفع الكبير لتسوية الأزمة السورية بالرغم من كل المنغصات أو الإعاقات التي تحاول بعض الأطراف أن تخلقها، من أجل تمييع سياق المحادثات قبل بدئها، وهنا الاتهام حسب الأنباء الواردة هو من قبل تركيا على وجه الخصوص، التي بدأت بتأخر ممثلي الوفد التركي، وممثلي المجموعات المسلحة التي ترعاها تركيا أصلاً، ما استدعى على ضوء هذا التأخير بموازات الخلافات القائمة إلى تأجيل بدء المحادثات إلى يوم غد، لكن ومع كل ذلك لا يمكن الحديث هنا عن أي فشل أو انهيار لهذه المحادثات حتى اللحظة، انطلاقاً من الوتيرة العالية التي تعمل بها روسيا بالتنسيق مع الحكومة السورية والطرف الإيراني من جهة، ومع الطرف التركي من جهة أخرى لاحتوائه وتخفيف حدة انزياحه نحو الطرف الأمريكي الذي يحضر هذه المحادثات بصفة مراقب، حتى تكون له الحرية الكاملة في تنسيق وتوجيه البوصلة كما يحلو له إن سنحت الفرصة، وروسيا حتى اللحظة تستوعب الموقف الأمريكي ومناوراته بالرغم من كل الاستفزازات والضبابية التي تتعامل بها الإدارة الأمريكية الجديدة على مستوى كافة الملفات وعلى وجه الخصوص الملف السوري.
في ظل هذه المعمعة نرى موقفاً صارماً من كازاخستان الدولة المستضيفة، يدعم التحرك الروسي لفرض تطبيق نظام المحادثات وفق المتفق عليه بين الأطراف الضامنة، ومنع أي إعاقة من أي طرف كان، حيث أعلنت الخارجية الكازاخستانية أن اجتماعَ أستانا المرتقب سيبحث آليات مراقبة الهدنة في سوريا، وفرض عقوبات على أيِ جهة تَنتهكها مع التونيه الى إمكانية تبني وثيقة ختامية يوم الخميس بحضور كافة الوفود.
التفاصيل في حوارنا مع ضيفي حلقة اليوم، من أستانا الإعلامي والمحلل السياسي أحمد حاج علي
ومن دمشق أستاذ القانون في جامعة دمشق، عضو الوفد الحكومي السوري إلى محادثات جنيف، عضو مجلس الشعب السوري، الدكتور محمد خير العكًام
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم