ربطاً مع مجريات الأحداث الحالية والحرب الإقليمية الدولية الدائرة على سورية ومع سورية وفي سورية ، تجري إستعدات عسكرية روسية للبدء بتوسيع قاعدة الأمداد العسكرية الروسية التي تحوي مركز الصيانة التقني للسفن الحربية في مدينة طرطوس السورية، وذلك وفق الإتفاقات التي تم عقدها مؤخراً بين البلدين ومن ضمنها إتفاقية بهذا الخصوص مدتها 49 عاماً ، وستستمر عمليات الصيانة والتوسيع وتجهيز هذه القاعدة حتى نهاية عام 2018 و2019 ، وفق ماجاء على لسان فيكتور أوزيروف رئيس لجنة الدفاع في المجلس الاتحادي الروسي.
بطبيعة الحال هذه الإتفاقية تعبتر الأولى من نوعها في تاريخ روسيا مع دول المشرق العربي ، هذه التطورات ستشمل العديد من نواحي التعاون الفني التقني العسكري الروسي السوري ، الذي قد يتطور الى بناء مفاعلات نووية وفق التقييمات القائمة. عدا عن القواعد العسكرية المنتشرة في مطار حميميم العسكري ، والمنظومات المضادة للطيران إس 400 وغيرها من مراكز الدعم اللوجستي والعسكري في مناطق عمليات مكافحة الإرهاب الجارية حاليا.
على هذا الأساس:
هل يمكن أن نصف العلاقة الروسية السورية المتقدمة حالياً بالإستراتيجية وماهو مدى أهدافها البعيدة ؟
ماهو الرد المتوقع من الدول الإقليمية المعادية لسورية وإن صح التعبير المثلث الحالي إسرائيل تركيا والسعودية ؟
على المستوى الدولي هل يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تستسيغ هذه العلاقة وتطورها وتحديداً في المجال العسكري التقني الذي قد يغير توازن القوي بين البلدين في منطقة الشرق الأوسط ؟
ماذا عن أمكانية وصول هذا التعاون الروسي السوري الى درجة بناء مفاعلات نووية روسية على الأرض السورية؟
يقول الخبير العسكري الإستراتيجي اللواء رضا أحمد شريقي:
العلاقات الروسية الروسية ،هي علاقات إستراتيجية بكل ما للكلمة من معنى، وهي ليست بجديدة ، و منذ عهد الإتحاد السوفييتي ككانت علاقات متينة ، وإتفاقية الصداقة بين الإتحاد السوفييتي وسورية كانت صحيحة ، وفي مكانها لأن الجمهورية العربية السورية كانت تتعرض لأشرس الهجمات السياسية في تلك الأثناء. أما اليوم فالوضع تغير جدا والظروف مناسبة لعقد إتفاقات الصداقة العميقة مع روسيا ، التي وقفت مع دولتنا في هذه الظروف الدقيقية ، التي تتعرض لها سورية بشكل خطير جداً ، في أشكال مختلفة على رأسه الهجوم الإرهابي والتكفيري.
وحول الرد المتوقع من الدول الإقليمية التي تعادي سورية ،ولاتتماشى مع الخط الروسي لمكافحة الإرهاب قال اللواء شريقي:
الدول الإقليمية مثل إسرائيل والسعودية وتركيا هي أدوات للولايات المتحدة الأمريكية ، وخاصة في مشروعها الخطير في شمال سورية ، والولايات المتحدة لها سبع قواعد في شمال سورية وهذا هو الخطر الأكبر ، ولابد من مواجهة المشروع الأمريكي في المنطقة ، وفي تواجدها في سورية ، وتدميرها البنى التحتية للدولة السورية ، ومحاولات فصل الشمال الشرقي لسورية عن الجمهورية العربية السورية ، وبالتالي علينا أن نفكر كيف أن نواجه هذه القوى.
وحول إمكانية توافق الروسي مع الأمريكي يقول اللواء شريقي:
إن لكل منهما لهم مصالحهم في المنطقة ، وعلى مستوى العالم ، وبالتالي إن كان هناك نوايا طيبة لحل القضية السورية لابد من أن يكون هناك نوع من التوافق الروسي الأمريكي ، حول إمكانية تعاون الطرفان مع الجمهورية العربية السورية لمكافحة الإرهاب ، لكن ميدانياً لايوحي سلوك الولايات المتحدة أن لديها هذا التوجه ، اللهم إذا كان هناك أمل في اللقاء الثلاثي الأخير الذي جرى في أنطاليا بين رؤساء هيئات الأركان الروسي الأمريكي التركي.
وأردف اللواء شريقي بخصوص مدى تقبل التواجد العسكري الروسي في سورية وتطوراته التي نراها حالياً:
واستطرد اللواء شريقي قائلاً:
وختم اللواء شريقي حديثه بالقول:
ما يهمنا ه ماذا يمكن أن يقدم هذا التواجد الروسي ، سواء كان على المستوى العسكري التقني والإقتصادي ، وعلى كافة الإصعدة والمستويات الأخرى ، و ماذا يقدم لصمود الجمهورية العربية السورية في هذه المرحلة ؟
وماذا يمكن أن يقدم في المراحل القادمة لأولادنا ؟
أنا أعتقد أن روسيا لم تكن يوما دولة محتلة ، أولديها توجه لإحتلال أي دولة في العالم ، أو لديها توجه لدعم أي مشروع غير وطني في أي دولة من دول العالم
الهدف الإستراتيجي الروسي هو درء خطر وصول الإرهاب التكفيري الى بلاده ، ودعم الأصدقاء والحلفاء في الدفاع عن أوطانهم ويجب أن نتعامل بشكل صحيح مع هذا الواقع.
إعداد وتقديم: نواف إبراهين
