نتحدث اليوم عن التطورات الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط إثر الكثير من التشابكات السياسية
دون الدخول في هذه التفاصيل يتبادر الى الذهن مجموعة كبيرة من التساؤلات وأهمها:
هل بالفعل كان هناك إختراق لوكالة الإنباء القطرية ، ولماذا في هذا التوقيت ، ومن قبل من ؟ أم أن هناك لعبة جديدة من قبل قطر أرادت أن تدلوا بدلوها من خلالها على أساس أن الأمير تميم كان مجبراً على الرد ليمرر رسائل ما للولايات المتحدة وغيرها من دول المنطقة لتحدد موقف قطر مما يجري والذي قد تعتبره تجاهلاً لدورها وتقليلاً من مكانتها كما يتضح من التصريحات الواردة ؟
ماهي الأسباب الحقيقية للخلافات لناشئة بين دول المنطقة وماتتضمنه من تنافس وتباينات في المواقف وتناول عدد من القضايا الإقليمية ؟
أن يأتي هذا التوتر بهذا الشكل السريع وصولاً الى إختراق مواقع أعلامية ، وأغلاق البث الإعلامي لقناة الجزيرة القطرية في السعودية والإمارات ، هذا يشابه أستدعاء السفراء كموقف سياسي فما الخطب ؟
ماالذي حدث فجا' في قمة الخليج وهل لذلك علاقة بقيام السعودية بتوزيع نتائج مقررات القمة مع ترامب قبل مغادرة الوفود المشاركة لقاعة الإجتماع ؟
يقول الأكاديمي والباحث السياسي الدكتور محمد سيد أحمد:
وكالة الأنباء القطرية لايمكن أن تخترق بأي حال من الأحوال ، وماحدث هو رسالة من قطر موجهة إلى الولايات المتحدة أحد أهم شركائها في الحرب على المنطقة بإعتبار قطر أحد أهم اللاعبين منذ بداية الخريف العربي ولها دور بارز في فيه ، وكانت الولايات المتحدة تعطيها دوراً أكبراً في تدمير وتفتيت الوطن العربي ، والآن تراجع دور قطر أمام تقدم دور السعودية ، وهذا ماحصل في قمة الرياض ، وقطر تريد أن تقول أنها موجودة ولايمكن أن يغفل دورها ، وأنها تريد أن تقول لأمريكا هل نسيتم كل ماقامت به قطر خلال السنوات الست الماضية…!!! من تدمير ممنهج للأمة العربية والتغطية الكاملة للمشروع الصهيوأمريكي.
وأردف الدكتور أحمد قائلاً:
ماجرى هو لعبة تبدو مكشوفة أمام الرأي العام ، ولايمكن أن تنطلي على أحد وهي رسالة إلى الولايات المتحدة لتعيد حساباتها فيما يتعلق بقطر كلاعب رئيسي في المنطقة وفق مشروع سايكس بيكو "2" أو الشرق الأوسط الجديد أو مشروع تقسيم وتفتيت الوطن العربي.
وأضاف الدكتور أحمد قائلاً:
وختم الدكتور أحمد حديثه بالقول:
أعتقد أن روسيا ستظل أحد أهم القوى على المستوى الدولي التي تدعم الإستقرار وحرية الأوطان وحرية القرار السياسي للمجتمات ، وروسيا قوة حقيقية في العالم لايمكن أن تسمح وفقاً لمصالحها الجيوساسية والإقتصادية والجيواستراتيحجية لأي قوة في العالم أن تتلاعب في مصير المجتمعات في الدول الأخرى ذات السيادة ، وونوه الدكتور أحمد إلى أن بناء جسور تعاون حقيقي بين مصر ومحور المقاومة سينتهي لمد جسور مع روسيا ضد الإرهاب وضد هذه المشاريع التي لاتريد الخير لهذه الأمة.
أما الدبلوماسي العماني السابق والخبير بالشؤون الإقليمية الأستاذ علي المعشني فيقول:
من الطبيعي أن يكون هناك تباين في وجهات النظر وهذا التصعيد حول أن هناك تصريح على لسان الشيخ تيم ومن بعد ذلك يتم النفي ، لا هذا الكلام صحيح الشيخ تميم قاله في الأمم المتحدة وموثق حول دور إيران المحوري وأنها دولة جارة وفاعلة وكررها الشيخ تميم أثناء زيارته لإيران ،وزيارة الوزير جواد ظريف إلى قطر.
وأردف المعشني قائلاً:
السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هو السؤال أننا نحن هنا في الخليج ماهو دورنا وقدرتنا على فتح جبهات مجانية ؟ يعني اذ كنا نستطيع نحصل على مانريده من ضمان وأمن وتعاون مع إيران بالسلم والدبلوماسية والسياسة لماذا القفز إلى التهديد والوعيد والاستقواء بامريكا…!!! نحن لانملك أمريكا ، أمريكا هي التي تملكنا ، ومن يتوهم أنه يدير أمريكا ويملي ليها السياسات والمصالح ، أمريكا لايديرها أحد ، أمريكا تديرها لوبيات المال ولايديرها خليجي ولاغير خليجي ،وأن يحصل ترامب على كل هذه المليارات والأمتيازات فهذا ذكاء منه وغباء مننا نحن.
وأضاف المعشني:
وختم المعشني حديثه بالقول:
الولايات المتحدة تبحث عن مصالحها وترامب مصمم أن يصطدم مع المؤسسات الحرجة في أمريكا ولا أدري لماذا يتصرف هذا الرجل بهذه الطريقة هل هو غباء أو أي شي ثاني…!!! هذا الرجل يحضر له ووتر غيت جديد ونحن سوف نرى خلال الأشهر الثلاثة القريبة القادمة إنطلاقا من ما يجري على الساحة الداخلية من ملفات تعد لعزله والإقالات والمحكمة العليا ويرها ، سنرى عودة خيوط إدارة أوباما من جديد ، ومايجري هذا تخويف لدول المنطقة بأن هذا الرجل سوف يزول ،ودول المنطقة تظن أن ترامب من خلال 460 مليار سيرسخ سلتطه وحكمه ولاتعلم أن هناك مؤسسات دستورية هي من يقوم بترسيم ورسم كل شي، ولكن بالنسبة لهم هذا لايمنع من أن يجلب لنا ترامب الجزية ومن ثم تقول لنعود لنتصافى مع بعض، وفي الحقيقة أمريكا مصابة بضعف القوة ولاتستطيع إلا استخدام القوة المتوفرة لها الآن ، إلا اذا فكرت بإستخدام السلاح النووي وهذا ما لن يحدث.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم