في المقابل موسكو، التي تعتبر رأس الحربة في مواجهة الإرهاب العالمي وداعميه على المستويين الإقليمي والدولي تقول: التحالف الدولي ضد "داعش" لن يزداد زخما بانضمام الناتو، ما يعني أن موسكو تعبر عن رفض ضمني لهذه الفكرة التي قد تنطلق أصلاً من عدم الثقة بنوايا هذا التحالف.
فماهي بالفعل الأهداف المرجوة من هذه الاصطفافات الجديدة أو بالأحرى من هذه الاستدارة؟
ماهي خفايا هذا التحول؟
هل هو بالفعل يمكن أن يكون خطوة نحو تذليل كل الصعوبات والمشاكل الناشئة بين دول الحلف وروسيا وبين دول الحلف فيما بينها؟
وكيف سينعكس بالفعل على الممارسة الميدانية في محاربة الإرهاب؟
أين موقع مايسمى بالناتو العربي أو الإسلامي الذي تم الإعلان عنه خلال زيارة الرئيس ترامب إلى السعودية مؤخراً ومن سيحارب أصلاً وكيف وأين؟
الأكثر من ذلك كيف يمكن أن تنعكس هذه التطورات على المنجزات التي تم تحقيقها على المسار السياسي؟
يقول الباحث في معهد الاستشراق، نائب رئيس نادي الأبحاث الشرق أوسطية، البروفيسور نيكولاي سوخوي:
أعتقد أن هذه الدعوة هي دعوة سياسية لا أكثر، هدفها من الجانب الأمريكي إنضام تركيا أيضا وهي عضو في حلف الناتو، وأيضا إنضمام أعضاء حلف الأطلسي للدول القوية مثل فرنسا وألمانيا ، وهم لايريدون التطرق إلى هذا الأمر لان كل رؤساء هذه الدول يعلمون ماهي الصعوبات والأخطار المترتبة على تطورت أوروبا في هذا النزاع العميق، والأن الولايات المتحدة أو بالأحرى ترامب يتعامل مع حلفائه بشكل تجاري، فهو يقول أنه يحمي أوروبا ويدافع عنها ومقابل هذه الجهود الأمريكية بين قوسين ، يطالب ترامب منهم أن يشاركوا في هذه العملية وكذك الأمر هناك هدف آخر هو دفع روسيا خارج المنطقة .
وأضاف البروفيسور سوخوف:
هم في الحلف الأطلسي والدول الغربية يريدون أن يحققوا أهدافاً رئيسية هي الضغط من أجل تنحي الرئيس الأسد ، وهم يريدون أن يخرجوا روسيا من المنطقة ، وهذا الذي يجري الدعوة إليه قد يذهب أو يؤدي إلى التخبط والتصعيد العسكري في المنطقة وسيؤدي إلى تخريب كل العمليات السياسية وتدمير البلاد ووصول المنطقة الى فتنة شاملة كما دمروا ليبيا وغيرها من دول المنطقة.
وتابع البروفيسور سوخوف قائلاً:
موسكو سوف ستستمر على نفس النهج الذي تسير عليه ، وسوف تتتعامل بنفس السياسة التي تعاملت بها منذ البداية ، فهي تركز بالأساس على وقف الأعمال القتالية ، والتسوية السلمية ، ودعم إنجاح المحادثات في أستانا وجنيف ، حقيقة في التطورات المقبلة هل ستتدخل دول حلف الاطلسي في الحرب…!!! نحن لانرى إلا تصريحات سياسية فقط ومواقف دول الإتحاد الأوروبية وردود فعلها الأولية غير إيجابية تجاه هذه الدعوة ، والسياسة الروسية على المستوى المنظور ستبقى كما هي،ولذلك روسيا تطالب الجميع بالتنسيق لتجاوز كل الصعوبات.
أما الخبير العسكري إلاستراتيجي اللواء الدكتور محمد عباس فيقول بهذا الخصوص مايلي:
وتابع اللواء عباس قائلاً:
أعتقد الآن أن هناك اصطفافات جديدة في المنطقة أوالعالم ، حيث نرى تتحدث ألمانيا بأنها لن توسع مشاركتها في هذا الإتجاه ، الموقف التركي المتارجح بين ولائه لأمريكا ومواجهته للمشروع الكردي في المنطقة أو رؤيته للانتصار الذي تحققه روسيا وحلف المقاومة ، والآن هناك بشكل أو بأخر محاولة لإحتواء خليجي لقطر ، وهل إستطاعت قطر أن تفهم أن هناك دوراً جديداً لإيران وروسيا في محاولة إعادة الأصطفاف ، هذا سؤال…؟
وهل ألمانيا اليوم ستتقف فعلا إلى جانب روسيا…!!! لكي تتاكد أن لها مكانة مع روسيا ، في حين هناك عدم وضوح للموقف الأمريكي.
وأضاف اللواء عباس:
امريكا اليوم تريد الإستثمار في العالم وتجعل كل العالم تحت تصرفها ، وهل الإتحاد الأوروبي اليوم قادر على التعامل مع الظروف والبقاء والإستمرار والتطور أم أنه سيبقى حديقة خلفية لامريكا…!!! وهل المانيا فعلا وتركيا سيكون لهما دوراً اخراً في المستقبل الى جانب روسيا…!!! أسئلة في الحقيقة قد لاتجد لها إجابات الآن.
لكن أعتقد هناك مايمكن أن نعتبره متغيرات جديدة على المستوى الإستراتيجي العالمي وسوف نجد إسقاطاتها في المنطقة وخاصة على الأرض السورية ، وعلينا أن نتذكر أن سورية اليوم إستطاعت أن تحتوي الإرهاب وتثبت قدرتها على المقاومة طبعاً بفعل صمودها ووصمود أصدقائها ووقوف حلفائها معها بشرف وبجدية ، وعندما نتاكد أن روسيا مستعدة للقتال في سورية حتى آخر إرهابي ، وطبعا ضف إلى ذلك الإنتصار الإيراني والصيني وكل هذه الدول يتكون لدينا تصوراً واضحاً ، ضف إلى ذلك أن الصين اليوم مهددة بفعل الدور الأمريكي ، وهذه الأصطفافات سوف تنتج شيئاً آخراً لم يكن في حسبان المنطقة ولكن سيكون في صالح المنطقة ولن يكون في صالح الإرهاب والإرهاب الأمريكي حصراً.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم