القضية السورية التي تعتبر حالياً نقطة الخلافات الإقليمية والدولية الصعبة وخاصة بين روسيا والولايات المتحدة، لم تكن غائبة عن حديث الرئيس بوتين، وكان الرئيس بوتين أكثر من واضح في حديثه عن القضية السورية وعن سبل وطرق التعامل معها خلال المرحلة القادمة والدور الذي تريد أن تلعبه روسيا في تحقيق الاستقرار في سورية والمنطقة ككل والقضاء على الإرهاب موجهاً الكثير من الاتهامات المبطنة إلى تلك الدولة التي لا تريد الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم ككل.
حول تفاصيل حديث الرئيس بوتين السنوي نستضيف في حلقة اليوم من دمشق عضو مجلس الشعب السوري بشار يازجي؛
ومن موسكو المستشرق الروسي والصحفي في جريدة "إيزفيستيا" الروسية أندريه أونتيكو.
أهم ما جاء في حديث عضو مجلس الشعب السوري بشار يازجي:
الرئيس بوتين منذ بداية الأزمة له موقف واضح من الأحداث في سورية، والنقاط التي تحدث عنها الرئيس بوتين في هذه المرحلة كانت صريحة وتشير إلى نقاط محددة وواضحة إلى دول الخليج التي دعمت الإرهاب والممولة له وكان واضحاً بأن حل الأزمة السورية سيكون بتقوية الجيش العربي السوري ودعمه إلى أبعد الحدود من أجل القضاء على الإرهاب، وكانت رسائل الرئيس بوتين واضحة جداً إلى كل الدول التي تدعم الإرهاب وتموله ولا تريد للأزمة السورية أن تنتهي، فكان واضحا في إشارته إلى عمق الأزمة السورية وكان داعما لسورية بكل مكوناتها وبجميع المعطيات لإنهاء الأزمة السورية، بدءاً من المصالحات وصولاً إلى دعمه للجيش السوري وللقوى الرديفة ولكل المؤسسات في سورية.
وفي معرض حديثه أشار يازجي إلى الدور الروسي الكبير الذي تم أنجازه بفضل دعم الجيش العربي السوري والقوى الرديفة، منوهاً إلى المواقف السياسية بدءأً من استخدام حق الفيتو للدفاع عن سورية ودعمها في حملتها على الإرهاب، مؤكداً أن من يملك الأرض يملك القرار، مشيراً إلى أن رسائل الرئيس بوتين كانت واضحة لكل القوى والدول المعادية لسورية.
أما المستشرق الروسي والصحفي في جريدة "إيزفيستيا" الروسية أندريه أونتيكوف فقال:
أريد أن أشير إلى أن الرئيس بوتين ركز بالإساس على المشاكل الداخلية في رده على أسئلة الشعب الروسي، وبطبيعة الحال كان له ردود واضحة على بعض الأسئلة التي تتعلق بالوضع الخارجي وما يحدث خارج روسيا وخاصة العلاقة مع الولايات المتحدة والعقوبات الأوروبية ضد روسيا وأيضا الوضع في سورية، وأشار الرئيس بوتين إلى أن روسيا تهتم بالعلاقات مع الولايات المتحدة وتريد المصالحة مع الولايات المتحدة وأنه بدون حوار وتفاهم أمريكي روسي لا يمكن حل الكثير من القضايا العالقة سواء أكان في ليبيا أو سورية أو في العراق وغيرها من الملفات الأخرى.
وتابع أونتيكوف حديثه بالقول:
نتوقع لقاء قريبا بين الرئيسين بوتين وترامب، وأنا شخصيا أتوقع حدوث تغيرات جذرية في المواقف الأمريكية لأنه لابد منها، وخاصة أن الولايات المتحدة خرقت القوانين الدولية واعتدت على مواقع الجيش العربي السوري في جنوب الدولة السورية وغير مناطق، وأكثر من ذلك الولايات المتحدة ترفض المشاركة في بحث مسألة مناطق خفض التوتر في سورية، وهي ترفض مشاركة إيران في حل بعض الملفات في سورية وغير سورية.
وأردف أونتيكوف قائلاً:
على الولايات المتحدة أن تحترم المصالح الروسية في منطقة الشرق الأوسط كما تحترم روسيا المصالح الأمريكية، ونحن بكافة الأحول نحتاج إلى حوار مع واشنطن لحل الأزمة السورية ومكافحة الإرهاب، وخاصة أن الولايات المتحدة تقوم بممارسات خطرة في سورية لمهاجمة الجيش العربي السوري وتشكيل أقاليم أو دول انفصالية وهذا خطر جداً ويمكن أن يؤدي إلى نزيف أكبر للدماء .
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم