يعتبر ملف المخطوفين والمفقودين في سورية من أكثر الملفات التي ترهق كاهل الدولة ، والأكثر من ذلك أنها ترهق كاهل ذوي وأهالي هؤلاء المغيبين بفعل الأحداث الجارية في سورية منذ عام 2011 ، حيث أن جهات كثيرة خارجية وداخلية بما فيها المجموعات الإرهابية المسلحة عمدت إلى القيام بأعمال الخطف في مناطق مختلفة من سورية لتحقيق مكاسب سياسية ومالية من خلال الضغط على الحكومة السورية وعلى أهالي المخطوفين والمفقودين للحصول على مكاسب مختلفة، وتقوم وزارة المصالحة الوطنية ومن يتبع لها من جهات ومنظمات ولجان بالكثير من الجهود للإفراج عن هؤلاء المغيبين قسراً عن أهاليهم ، مدعومة بكثير من القرارات والقوانين والمراسيم الرئاسية التي تسهل عمليات المصالحة وتبادل الأسرى بين الدولة والجهات المختطفة بكافة أشكالها وانتماءاتها ، وهذا ما ساعد كثيراً على تخفيف حدة التوتر والأعمال القتالية في مناطق مختلفة من الأراضي السورية التي تجري فيها مصالحات وطنية ، وتم الإفراج عن الكثير من المختطفين في الآونة الأخيرة.
وكان قد كشف وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية الدكتور علي حيدر عن أن عدد المواطنين المختطفين المسجلين في الوزارة بلغ عشرة ألاف مختطف,وأنه تم تحرير ألفي مختطف منهم حتى الآن ، وأكد حيدر أن الوزارة تواصل جهودها في سبيل الإفراج عن جميع المختطفين المتبقين وأن التنسيق قائم ومتواصل بينها وبين الوزارات والجهات المعنية الأخرى التي يمكن أن يكون دورها مساعداً في هذه القضية.
هناك تساؤلات كثيرة بخصوص هذا الملف منها:
هل فعلت الوزارة والجهات ذات العلاقة ما يجب فعله تجاه المختطفين وذويهم ؟
وماهي المعوقات التي تمنع استكمال الأعداد الأخرى من المختطفين ؟
وماهي الخطة التي تتبعها الوزارة والجهات التابعة لها أصولاً أو تطوعاً لاستكمال هذا الملف الصعب ؟
هذه التساؤلات وغيرها نطرحها اليوم على عضو مجلس الشعب السوري ، عضو لجنة المصالحة الوطنية في مجلس الشعب ، شيخ قبيلة النعيم في سورية الشيخ محمد خير جاسم النادر
يقول الشيخ النادر:
المصالحات اليوم تسير على ما يرام في كل مناطق سورية ، والعشائر تسيطر على أكثر المناطق التي تجري فيها عمليات المصالحات الوطنية إن كان في ريف دمشق أو في البادية وفي درعا وفي حلب وريف حلب وفي مناطق أخرى ، هناك تواصل عبر الوسطاء مع المسلحين الذين انحرفوا عن الطريق ويريدون العودة إلى الوطن ونحن جاهزون لاستقبالهم بحفاوة والعفو من قبل السيد الرئيس لهؤلاء الذين انشقوا عن الطريق يعطي مجالاً واسعاً لاستكمال هذا العمل ويقلل من الصعوبات ،والمصالحات الأن تتجه باتجاه الغوطتين الغربية والشرقية في حرستا ودوما وهنالك معلومات مؤكدة أن شاء الله سيتحرر قريبا جداً عدد كبير من المختطفين من قبل المسلحين.
وأردف الشيخ النادر قائلاً:
بالنسبة للمخطوفين هناك أكثر من عشرة ألاف مختطف وقد تحرر منهم خمسة آلاف ، والملف بمتابعة شخصية من السيد الوزير علي حيدر ويسعى مع وسطاء المصالحة والعشائر للوصول إلى هؤلاء المخطوفين لإعادتهم الى أهاليهم وحضن الوطن ، وقريبا جدا إن شاء الله سيفرج عن دفعة كبيرة من المختطفين في مناطق الغوطة الشرقية حرستا ودوما ومناطق أخرى من أيدي المجموعات المسلحة ، وكما تعلمون هنالك شروط لإتمام هذه العملية ، وتحدثنا مع اكثر من شخص وسيط بيننا وبين المسلحين في الغوطة الشرقية في دوما وحرستا والنشابية ومناطق أخرى قريبة ، حيث أن المسلحين لهم مطالب من بيتها الإفراج عن عدد من سجنائهم الموجودين في السجون السورية.
وأضاف الشيخ النادر:
عمليات المصالحة الوطنية تجري بشكل وثيق في كل سورية ، وهناك وجهاء في كل قرية ومحافظة ومنطقة نقوم بالاتصال معهم للاطلاع على عدد المختطفين في المناطق الموجودة خارج التغطية ، الدولة حريصة على إعادة المخطوفين كما هي حريصة على وحدة الجغرافيا السورية ، وتدور اتصالات بين الدولة السورية والمسلحين لإتمام هذا العمل كما يجب، فالمسلحين لهم مطالب ، والجيش السوري كذلك الامر ، والدولة السورية أيضاً لها مطالب والأمور تسير نحو الأفضل ، والمراسيم التي أصدرها السيد الرئيس تنفذ كلها بحذافيرها ، وما يقوم به الرئيس بشار الأسد بأن يعطي هذه الفرص لأعداء الوطن وإخراجهم إلى خارج مناطقهم إلى ادلب ، ومنهم من يعود إلى حضن الوطن هناك أعداد كبيرة تريد العودة إلى حضن الوطن ،وهناك ممن يريدون العودة من المخيمات خلال الفترة الماضية القريبة عاد من المخيمات اللبنانية أكثر من 600 شخص وهذه الإجراءات تسهل عمل المصالحة الوطنية.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم
