في حلقة اليوم نلقي الضوء على الجولة السابعة من جنيف بخصوص القضية السورية وعلى الآمال المعلقة عليه في ظل النتائج التي توصلت اليها الأطراف التي التقت في أستانا "5".
هل شكلت هذه النتائج أرضية حقيقية للسير قدماً في إحياء مسار الحل السياسي للملف السوري ؟
كم هو الإستعداد لدى الأطراف المعنية في تطبيق التقاطعات الإيجابية والسلبية بين الجولتين في أستانة "5" وجنيف "7" ؟
مالذي يمكن بالفعل أن تتمخض عنه هذه اللقاءات بعد التفاهمات الأمريكية الروسية الأخيرة، وهل ستشكل قودة دفع حقيقية من شأنها أن تعطي المساحة اللازمة لإحتواء التطورات الراهنة والتوافق على البدء في تحديد مرتكزات السلال الأربعة التي تم التوافق عليها سابقا؟
وان حدث ذلك هل يصبح التوافق العسكري كنتيجة طبيعية لأستانة موازيا للتوافق السياسي ماقد يعطي المجال اللازم لتوجيه المسارين نحو التلاقي وإحداث خطوات حقيقية في بدء المسار السياسي وإيقاف الحرب في سورية وعلى سورية؟
هذه التساؤلات نطرحها اليوم على الخبير الإعلامي والسياسي وعضو الوفد الإعلامي السوري إلى محادثات جنيف الأستاذ حبيب سلمان
يقول السيد سلمان:
السمة العامة للقاءات جنيف بجولته السابعة بالنسبة لليوم الأول غير مؤملة حيث لم يجري سوى إجتماع عقده وفد الجمهورية العربية السورية مع السيد استافان ديمستورا ،وهذا يعكس مدى عدم جهوزية الأطراف الأخرى لهذه المحادثات لأن الخلافات بين الدول المشغلة للمعارضات السورية إنعكست هنا على تلك الوفود ، ورئيس وفد الرياض نصر الحريري لم يصل ويتوقع وصوله اليوم ليلاً ، وهذه جديدة مضيعة للوقت تقتات على دماء السوريين ، وهؤلاء لايهمهم أي حل لأنهم باتوا موظفين بصفة معارضين سوريين ينفذون أجندات وهابية سعودية وإخوانية قطرية تركية ، وبالتالي قد تجري لقاءات غير رسمية وغير ملزمة مع مكتب المبعوث الأممي ديمستورا لمناقشة ماتم التوصل إليه في جولة جنيف السادسة.
وأردف سلمان:
هؤلاء لا يمتلكون أي قرار في المحادثات أو في تحقيق أي تقدم لأنهم رهينة أجندات للدول الراعية لهم التي نفسها تعيش الآن صرعات بينية داخلية وصراعات فيما بينها كدول، والمشروع الغربي الذي ترأسه الولايات المتحدة يتقهقر في سورية أمام العمليات الناجحة للجيش العربي السوري في مكافحة الإرهاب الذي كانت تراهن عليه واشنطن ،وأيضا بفضل الدعم الروسي ودخول روسيا كشريك وحليف قوي إلى جانب سورية ، وأيضاً قوى التحرر والمقاومة والتي تشكل القوة الحقيقية في مواجهة الإرهاب ، وهو ما أعلن عنه الرئيس بوتين خلال لقائه الأول مع ترامب عندما جدد دعوته إلى تشكيل جبهة واسعة لمكافحة الإرهاب الذي بابت يهدد العالم في جهاته الأربعة ، هذه الجهات التي جاء منها هؤلاء الوحوش الذين تخرجوا من مخابر الغرب بفكر وهابي إخواني صهيوني متطرف لتفتيت المنطقة وتطبيق مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي أعلن عنه بيريز في تسعينيات القرن الماضي وتابعته الإدارة الأمريكية.
وأضاف سلمان:
بالتالي هؤلاء يعملون على تضيع الوقت وطرح قضايا تعيق المحادثات في جنيف التي باتت سلالها الأربعة واضحة ولكن حتى الآن لاتوجد أي نية جدية من قبل تلك الوفود بسبب إنعدام إرادة الدول التي تشغلها للوصول إلى أي حل بل هم يحاولون إطالة أمد الأزمة وإستنزاف الدولة السورية التي تعد العمود الفقري لمقاومة المشروع الصهيوني الإحتلالي الجاثم على أرض فلسطين وبعض الأراضي العربية الأخرى سواء كان في الجولان أو جنوب لبنان ، ضف على ذلك الإنتهاكات الممارسة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها من دول القارة العجوز في إوروبا ، المتمثلة في إنتهاك ميثاق الأمم المتحدة وإتخاذ قرارات أحادية الجانب خارج إطار القانون الدولي وأيضاً التملص والتهرب من تنفيذ قرارات مجلس الأمن الولي والتي وصلت حتى الآن إلى 15 قراراً لمكافحة الإرهاب وإغلاق منابعه ، في الوقت الذي نرى فيه على خطوط نار تحالف واشنطن الدولي الستيني المزعوم يتمدد تنظيم داعش الإرهابي.
ولكن اليوم داعش يتكسر ويتقهقر سواء في العراق في الموصل ، أو في سورية في الرقة ودير الزور والبادية السورية ومناطق أخرى بات الجيش السوري يحاصر هذا التنظيم الإرهابي المتوحش الذي لن يكون مفر له مفر من تحت أقدام الجيش العربي السوري.
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم