وهل هي آخر محاولة للأمريكان في توحيد جيوشها البديلة على الأرض السورية لتكون ورقة إضافية لهم في الحل السياسي الذي بات قاب قوسين أو أدنى؟
زد على ذلك جبهة الجنوب التي توجد فيها جبهة النصرة أصلاً والتي تحميها أيضا إلى جانب الولايات المتحدة، إسرائيل، ماهو مصيرها في ظل المتحولات والمتغيرات الميدانية الراهنة من الجهة السورية؟
من هنا لابد من قراءة استراتيجية عسكرية جيوسياسية للجبهات التي تشكل خطراً حقيقياً في الوقت الحالي على انتصارات سوريا وحلفائها، وتحديدأً جبهة الجنوب وجبهة الغوطة وصولاً إلى عملية جرود عرسال التي تشكل خطراً استراتيجياً أقل بالرغم من محاولة الاعتماد عليها في تغيير منحة الحرب في سوريا وفي المنطقة.
يقول اللواء شريقي:
أنا أؤمن بأن الجيش العربي السوري جيش عقائدي، وهو أساس الانتصارات التي يتم تحقيقها على الأراضي السورية، والنصر حتماً محسوم لصالح الجيش العربي السوري وحلفائه، ويأخذني الحديث على مدى سبع سنوات لانتصارات أساسها الجيش العقائدي والشعب الصامد والمؤسسات المتماسكة والقيادة الحكيمة، وما يحصل اليوم هو التفاف أمريكي على الانتصارات على الأرض السورية، والولايات المتحدة عندما وجدت نفسها لا بد خاسرة قررت أن تذهب إلى فكي الكماشة التي تعتقد أنها ستنجح وهي الجبهة الشمالية التي شكلتها مع "قسد" ، والجبهة الجنوبية التي أرادت تشكيلها في منطقة درعا والغوطة ومنطقة الجولان، هذا الأسلوب معروف لدى القيادة السورية وحلفائها وبالتالي يفكرون حتماً في مواجهة مثل هذه الاستراتيجية.
وأردف اللواء شريقي، قائلاً:
وبالتالي عندما يذهبون إلى الكتل المسلحة علينا أن ننظر إلى الشعارات التي يرفعونها، الشعارات التي ترفعها "أحرار الشام "، وشعارات "جبهة تحرير الشام" هي شعارات طائفية بامتياز وحتى الجيش الحر لم يكن بريئأ من هذه المسألة، ومن هنا نرى أنهم عندما يطرحون فكرة الجيش الوطني يعني أنهم يريدون الالتفاف على الجيش الوطني السوري.
وأضاف اللواء شريقي:
البؤر التي أنشأت في المنطقة الجنوبية وفي شرق دمشق ومنطقة عرسال، أنشئت لتبقى أطول مدة ممكنة لتشكل عامل إزعاج دائم في الخاصرة اللبنانية والخاصرة السورية، ولكي يكون هناك مبرر دائم لما يسمى بالثورة التي افتعلوها، والمشروع الأمريكي عندما تحالف مع قوات "قسد" في الشمال، أراد أن يبقي الجبهة الجنوبية على ما هي عليه، والقضية الكردية قضية شائكة، للأسف الشديد الأخوة الأكراد الذين ذهبوا مع الأمريكي وإليه شكلوا مشكلة، وأعتقد أن هذا الأمر سيكون له قضية كبيرة وسيكون له تداعيات وجواب في المستقبل.
أما في الجنوب فقد كانوا يتكئون فيه على الجانب الإسرائيلي وعلى العملاء الموجودين في الأردن، خاصة أن الجيش الأمريكي والجيش البريطاني موجودان في الأردن، فقد كانوا يعتمدون على هذه المجموعات في الجنوب لتحقيق أهدافهم، لذلك هم سيعملون على تأجيج هذه المجموعات لتأمين ظروف مؤاتية حتى يكون لهم دور في الحل السياسي، أو حتى يقوم الجيش العربي السوري وحلفائه بالقضاء عليهم، وأنا شخصياً أعتقد أنه سيتم القضاء عليهم عسكرياً وليس سياسياً.
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم