وأوضح فورد الذي يعمل الآن باحثاً في "معهد الشرق الأوسط" في واشنطن، قال إن "الحرب تتلاشى شيئاً فشيئاً. لقد فاز الأسد وسيبقى (في السلطة)، وربما لن يخضع أبداً للمساءلة. وإيران سوف تبقى في سوريا. هذا هو الواقع الجديد الذي يجب أن نقبله، وليس هناك الكثير لنقوم به حيال ذلك.
مالذي جرى بالفعل حتى يتحدث عراب السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط باسم واشنطن ولو أنه خارج الجوقة الرسمية لبلاده ويعترف بخسارة الحرب وفشل المشروع؟
فما هو الوجه القادم لمنطقة الشرق الأوسط مع بداية الانطلاقة الحقيقية لعالم متعدد الأقطاب مع هذه الاعترافات التي لا يمكن فقط التوقف عندها وإنما دراستها وقراءتها بتمعن؟
ومالذي تحمله الأيام القادمة بعد هذ الإعلان الصريح لشخص يمثل الإدارة الأمريكية ومشروعها في المنطقة؟ الاستراتيجية الروسية الإيرانية الموحدة في وجه الإرهاب؟
التفاصيل في حوارنا مع ضيف حلقة اليوم المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية الدكتور حيان سلمان
يقول الدكتور سلمان:
نعم، تابعنا تصريحات السفير الأمريكي السابق في سورية روبرت فورد والذي خالف حتى الأصول الدبلوماسية لأن أي سفير يجب أن تكون وظيفته تقوية العلاقات بين البلدين لا أن يكون ركناً من أركان التآمر على سورية، ودعني أقول أن هذا الانحراف جاء بحكم القوة وحكم موازين القوة وليس لفورد فضل في ذلك، وليست صحوة ضمير. أختلف مع كثير من المحللين في قراءة هذا الموقف، هذه نتيجة طبيعية للقوى العاملة في الميدان السوري لأن الميدان السوري هو الذي يحدد بوصلة السياسة وكلنا نتذكر الأعمال، بين قوسيتن، المشينة لروبرت فورد في عام 2011 وكيف كان يتجول في سورية ويصب الزيت على النار وكيف كان يلتقي مع من يطلق عليهم اسم ثوار ومعارضة، هؤلاء الذين ارتكبوا أبشع الأعمال الإجرامية ليس في سورية فقط بل في دول الجوار والدول الأوروبية وحتى في أمريكا وكلنا نتذكر رحلة روبيرت فورد إلى مدينة حماة الحبيبة وإلى عدد من المحافظات وكان بالتآمر بينه وبين السفير الفرنسي في ذاك الوقت هناك مخططات إرهابية إجرامية ويقومون بنشر التلفيقات والأكاذيب والدعايات، حتى وصلت به الوقاحة السياسية على أنه أعطى مهل معينة لسقوط الدولة السورية وطبعا كان يستخدم مصطلحات غير هذا المصطلح في حينها، لذلك نقول الآن فوجئنا والحقيقة ليس في هذه المقابلة وإنما بدأ فورد بالالتفاف السياسي بعد تصريحات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الذي وصف المعارضات السورية على أنها نوع من الفانتازيا.
وأضاف سلمان:
أنا أعتقد أنها رسالة تحمل ثلاث أبعاد رئيسية، رغم أنه معروف بخديعته ومكره السياسي ولكن أهمها وجوهرها أن يمتطي الحصان الترامبي وأن ينسجم مع تصريحات دونالد ترامب حول القضية السورية، بعد أن انتصرت سورية وتسجل الآن الانتصار تلو الانتصار سواء أكان انتصاراً ميدانياً أو سياسياً أو اقتصادياً…الخ، ومن هنا يأتي ليس تصريحه وإنما تصاريح متعددة عندما يقول الأسد انتصر في سورية، نعم الأسد سيد سورية وقدوة سورية ولكن هذا الانتصار تحقق على قاعدة تمسك هذا القائد بمبدأه وبوطنتيته وإصراره على أن يكون الشعب السوري كما كان على مر الزمن موجهاً للحضارة الإنسانية بأسرها، وهنا أنا لا أنظر إلى فورد كشخص وإنما دبلوماسي أمريكي، سياسي أمريكي سمه ما شئت يعبر عن مزاج عام نبه إليه الرئيس بشار الأسد في 21.03.2011 يعني بعد التآمر والحرب على سورية بأسبوع حيث قال إن هذا الإرهاب سينتشر في كل دول العالم وأنه كالسرطان لايجدي معه إلا الاستئصال وقال: الإرهاب ليس كرتاً تضعه في جيبك وإنما كالعقرب سوف يلدغك عندما يتمكن منك، وما يدعى بالمعارضات السورية، بين قوسين، هي عبارة عن معارضات مرتهنة للخارج تنفذ أجندة ليس لها أي مصداقية وبالتالي نحن لا نقيم لها أي اعتبار مهما كان نوعها وسورية سوف تنتصر قريبا، إن شاء الله، لذلك نحن نقول أن الميدان السياسي والاقتصادي والعسكري كله ينبىء بانتصارات قادمة وقد تبدي لك الساعات القليلة القادمة صحة ومصداقية ما أتكلم به .
التفاصيل في الحوار الصوتي المرفق
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم