تبقى المواجهات الدائرة في مدينة دير الزور السورية في واجهة المتابعة الإعلامية والسياسية والميدانية من قبل جميع الأطراف لما لها من أهمية استراتيجية لجهة القضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي وقطع دابره في شرق سورية بدءاً من تحرير دير الزور، ويتضح من الهجمة النارية الواسعة للجيش السوري وحلفائه أن هذه المعركة هي معركة مصير مشاريع كثيرة بما فيها مشروع الفدرلة الذي لم يبق للولايات المتحدة مجال لمحاولة تحقيقه سوى في إطار ماتبقى لها في شرق الفرات اعتماداً على المجموعات المسلحة من بعض الكورد والعشائر التي تنضوي تحت لواء المشروع الأمريكي.
أين وصلت المعارك الدائرة في دير الزور حتى اللحظة ؟
مالذي يمكن أن يقدمه مقتل أمير التنظيم في هذه المدينة التي كانت تعتبر أحد أهم معاقل هذا التنظيم الإرهابي ؟
إلى أي حد هذه الإنتصارات يمكن أن تؤثر على المشروع الأمريكي في شرق سوريا وهل تكفي منطقة شرق الفرات لإعطاء الولايات المتحدة مساحة ميدانية لتحقيق مبتغاها ؟
مالذي يمكن أن نفهمه من تصريحات السفير الأمريكي السابق بدمشق روبرت فورد حول خسارة الولايات المتحدة في سورية وفشل مشروعها إلى حد كبير وأنه لايجب على القوى المسلحة التي تنضوي تحت مايسمى قوات سورية الديمقراطية أن تراهن على مساعدة أمريكا وأنه يجب عليها التفاوض مع الحكومة السورية؟
هل ستقبل الولايات المتحدة بمثل هذه الهزيمة النكراء وماهي فاعلة في المستقبل القريب بهذا الشأن ، أم ستخرج من سورية بتوافق روسي أمريكي جديد قد يعلن أو يبقى قيد الكتمان ؟
يقول العميد حسون:
بالنسبة لمقتل أمير تنظيم "داعش" الإرهابي في دير الزور من الناحية المعنوية قد يؤثر على المقاتلين في ظل الإنهيار الحاصل في خطوط الدفاع للمجموعات الإرهابية المسلحة وبالتالي هذا الأمر قد يسرع من تقدم الجيش العربي السوري في التحرك إلى داخل المدينة ، أما من الناحية العسكرية فتنظيم داعش لايتعلق بشخص واحد وإنما هناك تراتبية تحدده الأنظمة التي شكل على أساسها الهيكل العسكري لهذا التنظيم ، وهناك عمليات عسكرية لبدء الإقتحام من عدة إتجاهات وفك الحصار عن المطار ومحيطه وتبدأ عملية المرحلة الثانية التي ستكون فك الحصار ودحر داعش من داخل المدينة إلى خارج دير الزور بالتزامن مع المرحلة الثانية أو في نهايتها وهي موضوع الهجوم بإتجاه الميادين والبوكمال بإعتبار أن هذين المعقلين الباقيين لتنظيم داعش ويتمتعان بقدرة قتالية ونارية كبيرة في دير الزور ، ويمكن بعدها الإنتقال إلى المعقل الأخير في شمال سورية وهو بلدة "مركدة" الواقعة في جنوب الحسكة.
وأردف العميد حسون:
وأضاف العميد حسون:
التوجه الحالي ليس فقط ماعبر عنه السفير الأمريكي السابق في سورية روبيرت فورد وإنما هو عبارة عن التوجه الإجمالي الذي تم التعبير عنه في بريطانيا وألمانيا على لسان المستشارة أنغيلا ميركل ومن خلال مسؤولين آخرين ومن بينهم ديمستورا هو أن كل الأطراف التي راهنت على إسقاط الدولة السورية قد خسرت رهانها ، إذاً كل هذه التصريحات تعبر عن خيبة الأمل للولايات المتحدة وحلفائها على سورية ، ولكن لا أعتقد أن الولايات المتحدة في وارد التنازل عن أهدافها خاصة أنها أهدافاً إستراتيجية ، ولكن يمكن التغيير في التكتيك وفي الأسلوب ووربما يعتمد على تفاهم روسي أمريكي أو تسريع إطلاق مجموعات عسكرية من الحسكة نحو دير الزور لإستجرار الجيش السوري إلى معركة ليست في مكانها وزمانها ، بالنهاية كل مايجري هو بداية الهزيمة للولايات المتحدة وحلفائها وأنها باتت أمراً واقعاً.
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم