يبدو لأي متابع لما يجري في الشرق الأوسط أن هذه المنطقة دخلت في دوامة من بوابة الإرهاب بحيث لايمكن الخروج منها حتى بالتسويات الإقليمية والدولية بسهولة كما يعتقد البعض لتتحول هذه الصرعات على حد تعبير الكثيرين إلى صراعات إيديولوجية وبينية تزداد حدتها وتنقص باتفاق أو خلاف الدول الراعية للأدوات التي تنفذ بها هذه الحرب، لتظهر فيما بعد حقيقة مايجري من صراعات إقتصادية وفي مقدمتها صراعات النفط التي تبدو عاجزة عن تفسير أحداث الشرق الأوسط الجديدة ،ومن هنا فنحن نحتاج غلى أفق أوسع من الرؤيا لإستيضاح ما يحدث وللإجابة عن ذلك هناك عشرات لا بل مئات الأسئلة التي تحتاج إلى جواب لتفسير ما يجري في حقيقة الأمر في مقدمتها:
ماهي طبيعة الصراع الجديد على الشرق الأوسط.. وبين أي قوى دولية سيكون؟
لماذا الحدود السورية العراقية تشهد أسخن مواجهات مباشرة مع الولايات المتحدة التي تحاول السيطرة عليها؟
استفتاء إقليم كردستان حاجة أميركية حساسة، أم مشروع قديم متجدد تبنى عليه مصالح بعض القوى الإقليمية والدولية؟
بالعودة إلى الوضع في سورية والتي تعتبر مركز الصراع حالياً، ماهي مخططات واشنطن في مثلث الشدادي البوكمال التنف؟
هل الولايات المتحدة تعي فعلاً إلى أين تقود العالم بمثل هذه التصرفات والسلوكيات غير المسؤولة والتي تخطت كل الخطوط الحمراء؟
يقول عضو المركز الدولي للدراسات الأمنية والجيوسياسية سومر صالح:
بعد عقودٍ خلت من الصراعات الدموية على الوقود الأحفوريّ نغادر عصر صراعاته رغم استمرار استهلاكه، وندخل حقبةً جديدةً من الصراعات بمسبباتٍ جديدةٍ غير تقليدية، فالعالم يتغير بسرعة، والعلاقات الدولية تتدخل مرحلةً جديدةً بذات السرعة، وما كثافة الأحداث الدولية إلّا نتيجةً لبلوغ العلاقات الدولية الكتلة الحرجة على حد توصيف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للإنتقال إلى نسقٍ جديدٍ، غير متبلور المعالم حالياً، ولكن الأدق فيه توصيف النقطة الحرجة في الكيمياء بمعنى مغادرة الوضع الأوليّ وعدم اكتساب خواص وضع جديد، نسقٌ غير متبلورٍ تتنافس فيه القوى العظمى على إحتكار موارد تشغيل التكنولوجيا التي لم تستخدم بعد، وما يبلوره هيّ أحداثٌ تجريّ اليوم وصراعاتٌ حسم مآلاتها ترسم طبيعة الغد، صراعاتٌ بدأت تدار بعقلية ما بعد الجيل الخامس للحروب التي بدأ نجمها بالأفول لصالح الجيل السادس من الحروب "حروب الندرة" ونحن هنا لا نتحدث عن الأدوات بل المضامين والغايات، فالقطبية الدولية القادمة أساسها
وأردف صالح:
من هنا نستطيع أن نفهم ما يجري من أحداث في وادي الفرات بأكمله، فيصبح إنفصال كردستان حاجة أميركية ، فالإقليم العراقي يحتوي أكبر مخزون للمعادن النادرة في الشرق الأوسط ويصبح وادي الفرات مسالة صراع وجود لواشنطن أمام تحدي الصين القادم التي تمتلك (90 %) من الناتج الدوليّ لهذه العناصر وهو ما يعني احتكار أدوات المستقبل.
وأضاف صالح:
لذا من هنا أهمية معارك دير الزور الراهنة ومحاولات واشنطن تحويل خط منع التصادم الى خط تصام فعلي للتاثير على مجرى العلمليات العسكرية برمتها واحياء مشاريع واشنطن في الشرق الأوسط من جديد
أي محاولة إسرائيلية للهجوم على لبنان ستكون لهدفين اساسين: تمرير استقتاء كردستان وربما انفصاله و الهدف الثاني تقوية الموقف الأميركي في جينيف القادم لان وضعية استنة الراهنة تعطي الأفضلية المطلقة للدولة السورية وحلفاؤها ولكن في الامر أي العدوان الإسرائيلي محاذير فالتحالف العضوي بين الجيش السوي والمقاومة اللبنانية تعني حكما الرد السوري على هذا العدوان.
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق
إعداد وتقديم نواف إبراهيم