اليوم نتحدث عن ماهية وأهمية زيارة الرئيس بوتين إلى تركيا في ظل الظروف والمتغيرات الحالية وأهدافها المعلنة والمبطنة ، خاصة أن هذه الزيارة جاءت فجأة ولم يكن معلن عنها سابقاً ؟
ماهي المحاور الأساسية التي سوف تكون من أولويات الحوار أو المحادثات بين الرئيسين ؟
هل يحمل الرئيس بوتين في جعبته مبادرات تقترن بالأمر الواقع لكي تصوب تركيا سياستها تجاه مايجري في المنطقة وتحديداً في سورية ومالذي يمكن أن يكون فحواها بما أن لتركيا تداخلات مباشرة في ملفات المنطقة على وجه الخصوص في سورية والعراق ؟
هل للاستفتاء في العراق علاقة بما سيتم الحديث عنه بين الرئيسين ؟
كيف ستتعامل تركيا مع عملية مكافحة الارهاب في سورية وخاصة بعد أستانة وتوسيع مناطق التصعيدج لتشمل إدلب وهناك معلومات عن مناطق عفرين ؟
يقول الكاتب والمحلل السياسي والخبير بالشأن الروسي الدكتور فائز حواله بهذ الخصوص مايلي:
طبعاً أنتم تعلمون جيداً أن العلم الجديد المتعدد الأقطاب أصبح ظاهراً للعيان ولايراه فقط الذين لايردون أن يروه ومستمرون بعنجهيتهم وأقصد هنا الطرف الأمريكي الذي لايحاول التنازل عن عنجهيته وعن إعتبار نفسه شرطي العالم وهذا ما شهدناه في ماجاء به الرئيس ترامب عندما تحدث في الدورة 72 الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وهناك تغيرات جوهرية طرأت على الأرض السورية ، ضف إلى ذلك مارأيناه أيضاً في الإستفتاء غير الملزم في إقليم كردستان ، حيث أن الولايات المتحدة تقف ضده في الظاهر ولكنها في حقيقة الأمر تستخدمه ورقة في يدها ، ونستطيع القول بأنها عندما فشلت عبر أذرعها المباشرة المتمثلة بداعش سواء بتحقيق أي هدف من أهدافها في المنطقة أكان في سورية أو في العراق والهزائم الذريعة التي مني بها تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق وأخيراً في دير الزور وأصبح ظاهراً للعيان التعاون الوثيق بين تنظيم داعش الإرهابي والولايات المتحدة.
وأضاف الدكتور حواله:
كل هذه الأمور والمتغيرات الجديدة تضع منطقة الشرق الأوسط أمام مفصل تاريخي وجوهري فأين يذهب الشرق الأوسط هل يذهب يذهب إلى الحرب الدائمة أو يذهب إلى التقسيم من خلال إقتطاع أجزاء من العراق أو من سورية وتركيا أو إيران بفعل الأكراد هذا ما ترغبه وتريده الولايات المتحدة ، ، الولايات المتحدة سوف تستخدم هذا الإستفتاء غير الملزم لتحقيق مصالحها في منطقة الشرق الأوسط ، وخاصة في محاولة منها لسد الطريق من البحر المتوسط الى المحيط الهندي ، وهنا نرى تركيا أنها تمثل بيضة القبان في هذه المرحلة المفصلية ، لأن كل العالم يعلم بأن المساعدات والأسلحة والذخائر والإرهابيون يتم تسريبهم إلى سورية عبر تركيا ، والأهم منذ ذلك هو تصدير النفط من كردستان العراق عبر تركيا فإذا ما تم قطع التصدير أو قطع هذا الأنبونب تصبح كردستان العراق سواء أكان هذا الإستفتاء ملزم أو غير ملزم عديمة الفائدة ، وزيارة الرئيس بوتين هامة لوضع النقاط على الحروف
أما المحلل السياسي التركي ومسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الوطني التركي دينيذ بستاني فيقول:
بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية عام 2015 لاحظت تركيا أنها وقعت في مشكلة ، وأن مشروعها لايمكن تحقيقه وأن هناك مخاطر كبيرة وينتهي بمحاصرة تركيا ، وإنتهت تركيا ألى أنه لابد من تحسين العلاقات مع روسيا وكذلك الأمر حاولت تحسين العلاقات مع إيران والعراق وماحدث في إستفتاء إقليم كردستان ماهو أصلاً إلا مدخل لتقسيم تركيا في المستقبل في نهاية لمشروع أمريكا.
والآن تركيا تحاول أن تحسن علاقاتها مع روسيا من أجل أن تساعدها روسيا في فتح الطريق إلى إعادة العلاقات مع سورية وتركيا ليس أمامها الأن خيار إلا أن تحسن علاقاتها الإقليمية مع جيرانها وعليها أن تنهي مشاكلها في الداخل، وتركيا اليوم لم تستطع منع الإستفتاء لأن تركيا كانت قد وقعت منذ عشر سنوات إتفاق مع الولايات المتحدة بأنه لن يكون هناك في المستقبل محاصرة للبرزاني، واليوم الجيش التركي يضغط على الحكومة كي تحاصر البرزاني وتغلق الحدود عليه وتعيد علاقاتها مع دمشق.
وأضاف الخبير بستاني :
وكما جاء على لسان الدكتور فائز هذا الإجتماع يأتي بعد الإستفتاء بين تركيا وغقليم كردستان في الشمال العراقي هناك علاقات إقتصادية قوية جداً ولاتستطيع أن تقطعها بشكل مفاجىء علاقاتها الإقتصادية لذا لابد من بديل لتركيا وهذا البديل هو تحسين العلاقات مع روسيا ومن بعدها تغلق تركيا الحدود مع برزاني وتوسع علاقاتها الإقتصادية مع روسيا.وبالتأكيد تركيا سوف تتعاون مع روسيا وإيران أيضاً في موضوع إدلب ، تركيا يجب أن تنسحب قواتها من أجل الحفاظ على وحدة سورية .
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم