إعداد وتقديم نواف إبراهيم
في ظل التطورات الحالية بخصوص الملف السوري يصعب على المرء أن يكّون تصوراً دقيقاً عن ملامح المرحلة القادمة أو يقديم صورة واضحة عن ما يمكن أن تؤول إليه الحالة السورية بعد المبادرة التي طرحها الرئيس فلاديمير بوتين لأجل عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي الروسية يوم 18 من الشهر الجاري، حيث تم تحديد لائحة بالوفود المشاركة من كل الأطياف والأحزاب والحركات السورية الرسمية والمعارضة في الداخل والخارج ونشرت على موقع وزارة الخارجية الروسية ومن ثم تم حذفها دون أسباب واضحة.
ومن هنا تطرح كثير من التساؤلات أهمها:
الصورة الحالية للواقع السوري هل تشكل الأرضية الصالحة لعقد مثل هذا المؤتمر أو على الأقل للسير باتجاه الحل السياسي؟
نقاط الخلاف والتوافق على مؤتمر دمشق المزعوم، ومؤتمر حميميم وصولاً إلى مؤتمر سوتشي ولصالح من ترجح الكفة؟
موقف قوى الداخل ورؤيتهم لهذه التطورات والتقييم الحالي للمرحلة الراهنة ومابعدها؟
الموقف من التسريبات التي تحصل حول أشكال الحكم والدستور والحكومة أو حتى حول الواقع الراهن وعلاقته بالتطورات السياسية والميدانية على الصعيدين الإقليمي والدولي؟
يقول الدكتور ديب:
القداسة للدم السوري الواحد الموحد والذي هو عنوان وحدة الأراضي السورية التي لن نتخلى عنها والشعب السوري الواحد، أكيد أن الأرض هي التي تعطي الأفق لأي مرحلة لاحقة، الانتصارات التي تحققت على الأرض أعطت الرؤية للجميع بأن الحل السياسي هو الأسرع في الوقت اللاحق، والشعب السوري هو العنوان والشعب السوري هو الذي يحدد ماذا يريد، وأكيد الواقع السوري في حالة جيدة أكثر من ما يتوقعه الكثيرون، وهذه الحالة الجيدة قد أعطت المصادقة للحل الذي أعطى الثقل لقوى الداخل نحو الحل السديد، لأنه للأسف سيرورة ماقبل لمن يسمي نفسه ممثل للشعب السوري من قوى لا تنتمي للشعب ولا تنتمي لبرنامج من أجل سورية القادمة وإنما السلوكية للأغلبية منهم ضد سورية وأغلب الشعب السوري في الداخل والخارج لا يؤمن بهم ولا بسلوكيتهم ولا ببرنامجهم لكن الخارج أعطاهم في السابق بقوة دولية حق التمثيل لمن لا يمثلونهم أصلاً.
وأردف الدكتور ديب:
نحن في قوى الداخل الوطنية غير المرتبطة لا بجزء من السلطة ولا بالخارج أقمنا "منصة اللاذقية" بعنوان "سورية الواحدة الموحدة"، والمظلومية لن تكون تجاه أي جزء أو لون ولكن كان هناك شبه تعميم في انتقاص الحقوق، ونحن كقوى وطنية مختلفة قمنا بهذا الموضوع لقطع الطريق على أي رؤية خارجية تريد أقتناص ذرة تراب من سورية ومن هنا قلنا كل من يشارك في مؤتمر يدعوا إلى التقسيم فهو خائن وكل من يرتبط بسفارة أو استخبارات أو قرار غير سوري فهو خائن ولا يمثلنا، طبعا كان هناك استقراء من عقلانيي دمشق أسرع نحو الاطلاع بمؤتمر سوري شامل في دمشق قد يسبق مؤتمر سوتشي أو يأتي بعده، وما طرحه الروس كان في البداية المؤتمر على أساس في حميميم ومن ثم أصبح في سوتشي، نعم تحفظنا على الدعوات التي وجهت لانها تستثني الكثيرين وإن عدنا إلى ما تكلما عنه سابقا نحن نحترم الأصدقاء الروس الذين ساعدوا على تمكين سورية من الحفاظ على مؤسساتها وساعدوا المؤسسة العسكرية في تحقيق الاستقرار والأمان، ولكن يجب أن يكون هناك استشفاف أوسع بحيث لا يكون هناك ركائز شخصية تدعو من تحب وتستثي من لا يوافقها الرأي لأن الشعب السوري أكبر من هكذا رؤى، ونحن الآن في ضبابية، هناك 33 تشكيل مدعو في انتقاص لحقوق البعض أو تفضيل للبعض الآخر، وكأن هناك من يحاول تفخيخ المؤتمر قبل أن يعقد، طبيعي أكيد أي حل يساعد على الاستقرار ويوحّد القوى السورية من أجل رؤية مستقبلية سنكون متواجدون، وإن لم نكن نحن موجودين، في هذه الرؤية من يمثلنا هو من يقاتل عن سورية الواحدة والموحدة ومن يقف في وجه العدو والصديق ويقول هذه ثوابتنا الجمهورية العربية السورية بقيادة المؤسسة العسكرية الضامن الوحيد لهذا الشعب، وحقوق النازحين، وحقوق المعتقلين، وحقوق اللاجئين ومعتقلي الرأي إننا أخوة ودمنا واحد.
قد يكون مؤتمر سوتشي مرحلة تمهيدية لمؤتمر دمشق الذي نراهن عليه أكثر من أي مكان آخر لاننا نحن السوريون لدينا حساسية دائمة بخصوص المكان والتوقيت والزمان، وأي شيء غير صناعة سورية يكون هناك عدم انسجام فيه، وبنفس الوقت خصوصية تجميع القوى قد تكون هي السبب بنقله من حميميم السورية إلى سوتشي الروسية.
وأضاف الدكتور ديب:
لن يحصل أي شيء لا يرضينا كسوريين، ولن نقبل بأحد يملي علينا أو يمس بنيتنا الاجتماعية، ولا أحد مهما كان يستطيع أن يفرض على السوريين ماهية الدولة القادمة أو يفرض علينا ما يريد.
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق.
