هناك الكثير من المتغيرات التي جعلت سورية قادرة على المواجهة أكثر من ذي قبل ، وأعتطها المقدرة على التعامل الآني والمتقدم مع مايجري على الساحة الإقليمية من إرهاصات داخلية وبينية.
ومن هنا لابد من البحث عن إجابات عن كثير من التساؤلات وأهمها:
الملف السوري إلى أين في ظل المتغيرات والمتقلبات الإقليمية الحالية ؟
وإلى أي حد يمكن أن تؤثر هذه المتغيرات على المسار السياسي في هذا البلد ؟
هل يمكن أن تتابع سورية السير بإتجاه الحل السياسي بمنعزل عن الخضات الداخلية لبعض الدول التي لها دور كبير في الوضع الناشىء والمستمر في سورية ؟
وهل ستعمل سورية على تجاوز هذه العقبات وتستفيد من هذه التطورات بما يخدم النصر ، وكيف ؟
نائب مدير المركز الدولي للدراسات الأمنية والجيوسياسية سومر صالح: يقول
الملف الأول: القضاء نهائياً على تنظيم "داعش" وبالتالي هناك إستثمار إقليمي كبير كان في موضوع داعش والإرهاب.
وأيضا هناك العمق الإستراتيجي للمقاومة: تحديداً في البوكمال بحيث أصبحت بيروت تتصل بطهران برياً وهذا متحول كبير في الأزمة السورية وكانت كل الأزمة السورية بغالبيتها لقطع هذا الطريق البري.
والموضوع الثالث: هو إنتصار الدولة السورية ، وباتت الدولة السورية تتعامل بمنطق المنتصر على الإرهاب وبمنطق التسويات.
والملف الرابع : هو التسويات السياسية والعسكرية والتي لم تتاثر حتى اللحظة بأي معطى خارجي لدرجة كبيرة لأن هناك ثبات في رؤية القيادة السورية وهنالك كان آلية تعاطي في الإقليم مع المعطيات الأربعة بطريقة مختلفة وهناك من كان قد حاول الهروب من النتائج وخصوصاً تمويله للإرهاب وتبرير الموقف القطري ، وهناك من راهن على تغيرات جديدة في الأزمة السورية وخصوصاً العدوالصهيوني ، الذي حاول في إعتداءاته المتكرة على أراضي الجمهورية العربية السورية أن يعيد خلط الأوراق مجددأ ، وهناك من حاول إستثمار فشل أسلافه في الشرق الأوسط لمكاسب شخصية كمحمد بن سلمان.
وأضاف صالح:
هناك في المنطقة محور المقاومة هو محور ثابت نتيجة التحالفات الجديدة ، وبدخول روسيا إلى الشرق الأوسط من الطبيعي أن تخرج علينا تفاهمات وتحالفات من نوع آخر ، ولكن لن يؤثر على مفهوم محور المقاومة اليوم كان واضحاً لدينا في أن سورية وإيران والمقاومة هم محور، وهنالك ترابط عضوي فيما بينهم ، واليوم في الشرق الأوسط سيخرج علينا العديد من التفاهمات روسية سعودية مثلا ، تفاهمات روسية تركية ، و تفاهمات روسية مصرية ، هذا الأمر قد يفاجىء الجميع ، ولكن هنا تطرح الأسئلة حول المتغيرات الحاصلة في بعض الدول ، مثلا مايحصل في السعودية ، هو للتاثير على التفاهمات بدرجة كبيرة ، وبالتالي الأمريكي لن يقف ساكتاً والعدو الصهيوني لن يقف ساكتا أمام هذه التحولات الجديدة، ولكن مايهمنا في سورية هو ثبات محور المقاومة والإنتصار الكبير ، وهذا ماسيحصل قريباً في البوكمال وإعادة فتح هذ الممر الحيوي بين بيروت وطهران وبين سورية وإيران ، ماسيؤثر على الوضع السياسي والإقتصادي والإستراتيجي في المنطقة برمتها ، ولكن أقول لك أن هذه التحولات الإيجابية الحاصلة سوف ترتد سلباً على الطرف الآخر ، وهذا ما يحصل في السعودية حالياً ، وفي في لبنان ، وفي قطر ، وفي أوروبا وربما قريبا سيكون هناك أزمات جدبدة ، هناك مشاريع في المنطقة تتصار ع ، وهناك تفاهمات لتصفية القضية الفلسطينة ،وتصفية قضية اليمن، وبالتالي ناتج هذه التفاعلات وهذه المساومات الدولية سيفرز واقعاً دولياً وإقليماً جديداً، ولكن هذا الوضع لن يؤثر على شكل محور المقاومة بطبيعته الراهنة.
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم