نتحدث اليوم عن تطورات صفقة القرن وماهي مدلولاتها الآنية والمستقبلية وأثرها الحقيقي على القضية الفلسطينية وطنيا وسياسيا وجغرافيا وديمغرافيا وماهي الحالة التي تعيشها في الوقت الراهن مكونات المجتمع الفلسطيني السياسية والاجتماعية وإلى أي مدى هي قادرة على مواجهة هذا المشروع الأمريكي الإسرائيلي الذي يحظى بدعم إقليمي ودولي وعربي إلى حد ما في الخفاء.
نناقش اليوم المحاور التي من خلالها يمكننا التدقيق في تطورات الوضع الداخلي الفلسطيني وتسليم مقاليد السلطة في غزة والتي أجلت من القاهرة إلى العاشر من الشهر القادم في ضوء التساؤلات التالية:
ماهي الخلافات والاختلافات في الواقع الفلسطيني الراهن؟
ماهي الظروف المحيطة بالمصالحة الفلسطينية وإلى أي حد تلعب دوراً سلبياً أو إيجابياً لصالح القضية بشكلها العام وفي إطارها الوطني؟
من يقطع الطريق على من في المتحولات الحالية على الساحة الفلسطينية ولمصلحة من؟
هل من الممكن أن نتنظر موقفاً عربيا أو دولياً ينصف الشعب الفلسطيني بعد كل هذه السنوات التي لم يطبق فيها أي قرار دولي لصالح القضية الفلسطينية بمختلف جوانبها؟
ماذا عن الدور الروسي ولجنة العلاقات الروسية العربية؟
ضيف حلقة اليوم مدير مركز الدراسات والتوثيق الاستراتيجي، ناصر حماد من غزة يقول بهذا الصدد:
بالنسبة إلى الاختلافات والخلافات، دعنا نبدأ بالحديث عن الخلافات بين غزة ورام الله، والإنقسام الجغرافي الذي بدأ منذ11 عاماً، وهذا إنقسام سياسي وإنقسام في المشروع السياسي ما أدى إلى خطر كبير على القضية الفلسطينية. نحن الفلسطينيون ضعاف ونحن مجتمعون فما بالك إذا كنا في حالة إنقسام…!!! هناك خلافات وإختلافات ، الختلاف هو أن القوى في غزة تؤمن بالمقاومة، أما رام رام الله تؤمن بالمفاوضات مع الجانب الإسرائيلي لتحرير فلسطين ، وهذا نوع خلافي كبير لكن الإختلاف في كيفية إتمام عملية دمج المشروع الفلسطيني بين غزة ورام الله وبسط الحكومة سيطرتها ، وكيف يمكن فك النقاط ، وخصوصا أن مصر مشكورة باتت الضامن في المصالحة الفلسطينية ، وهي قامت بعدة جولات وخاصة أن هناك مفاوضات كبيرة سابقة للمصالحات منذ سنوات وهي تقوم برعاية هذا المشروع.
وأردف حمّاد: صفقة القرن التي نتحدث عنها خطرة جداً وكبيرة ترعاه إقليميا ودوليا وإسرائيليا لإنهاء القضية الفلسطينية وخصوصا اليوم أبلغت الخارجية الأمريكية إسرائيل بشكل رسمي بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وقرار نقل السفارة ليس إعتباطياً على الرغم من الخلافات الدائرة بين المسؤولين الأمريكيين ، وكانت إسرائيل كانت قد طالبت عبر عقود من الادارات السابقة الأمريكية لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس والإعتراف بالقدس بشقيها الشرقي والغربي كعاصمة موحدة لإسرائيل، لكن في الحقيقة تنفيذ صفقة القرن بدأ فعلياً من عملية الإعلان عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ،وخصوصا أنه قبل أسبوع كشفت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلية تسيفي حوبلي أن هناك شروطاً إسرائيلية لايمكن التنازل عنها في رفض السيادة الفلسطينية الممتدة بين نهر الأردن والبحر المتوسط والإبقاء على القدس عاصمة لإسرائيل ، ورفض إخلاء المستوطنات وأن تكون تحت السيطرة الإسرائيلية الأمنية ورفض حل القضية الفلسطينية وإعطاء قطاع غزة جزء من سيناء.
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم