فضائح مدوية للولايات المتحدة بعد القضاء على "داعش" في سورية

ضيفا حلقة اليوم: الكاتب والمحلل السياسي أحمد صوان، والباحث في العلاقات الدولية الدكتور باسل الحاج جاسم.

أعطى الرئيس فلاديمير بوتين خلال زيارته مؤخراً المجال للولايات المتحدة للانسحاب من سورية مع حفظ ما تبقى من ماء الوجه وأمر بسحب الجزء الأكبر من القوات الروسية، لكن سرعان ماعادت الولايات المتحدة إلى المكر والمراوغة وجاءت التصريحات تلوى الأخرى بهذا الشأن وأن إجراء الرئيس بوتين صوريا وليس واقعاً حتى ألمحت التصريحات الأمريكية إلى أنه خدعة، ومن جهة أخرى ومازاد الطين بلة عادت الولايات المتحدة لتصرح بأنه لا مكان للرئيس الأسد في المرحلة القادمة وأنكرت الخارجية الأمريكية تصريحاً نسب لها حول أن الإدارة الأمريكية لا مانع لديها من بقاء الرئيس الأسد حتى عام 2021 لتعيد الولايات المتحدة بهذا السلوك المعتاد الأمور إلى مفارق المتاهات مع بداية الجولة الجديدة من محادثات جنيف، مشيرة ونقصد هنا الولايات المتحدة إلى أنّ "روسيا ترى أنّ مهامها انتهت في سوريا، ونحن نرى أنّ مهمّتنا لم تنته بعد مع إلتزامها بمسار جنيف السياسي

هنا لابد من الإجابة على الكثير من التساؤلات أهمها:

لم يعد للولايات المتحدة مخرج بعد أن أعلنت روسيا نهاية العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابي فذهبت إلى تجديد تخبطها ، مالذي يمكن أن ينتظر في هذه الحالة من الإدارة الأمريكية؟

ماهو التبرير الذي يمكن أن تضعه الولايات المتحدة في المرحلة القادمة لإبقاء قواتها في سورية وإستمرار عمليات التحالف الدولي وضد من أصلاً بعد القضاء على داعش؟

إستخدام الولايات المتحدة مسألة مطالبة الأسد بالرحيل كشماعة قديمة إلى أي حد يمكن أن يصعد التوتر  بمضمونه وشكله العام؟

هل من رد سوري روسي على هذه الترهات السياسية الأمريكية بعد أن أجمعت كل الأطراف على أهمية الإنتقال إلى تنفيذ خطوات الحل السياسي؟

هل أرادت الولايات المتحدة تفريغ لقاء جنيف ومن بعده سوتشي لتقطع الطريق على دور روسيا المحوري في القضاء على الإرهاب والإنتقال إلى الحل السياسي؟

يقول الكاتب والمحلل السياسي أحمد صوان:

لايمكن لأحد ولا لأمريكا ولاغيرها أن تشكك حيال الموقف الروسي في الحالة السورية ، وحيال التعاون الإستراتيجي أو التحالف الإستراتيجي بين روسيا وسورية لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه وضمان وحدة وسيادة الأراضي السورية. الولايات المتحدة كعادتها تحاول أن تختلق الذرائع وهذه الذرائع واهية وباطلة ، وكل ذرائعها منذ بداية هذه الحرب التي فرضت على سوريا بقيادتها وكانت المايسترو ومازالت حتى هذه اللحظة تحاول أن تختفي أو تغطي بفسها بهذه الذرائع ، وكانت تعطي أو تحدد خطوطاً حمراء،  ولكن كل هذه الخطوط الحمراء سقطت في التنف و سقطت في الشمال وفي الجنوب، سقطت أوراق الولايات المتحدة  الإستراتيجية وسقطت بما كانت تهدف إليه لتقسيم سورية.

وأردف صوّان:

الولايات المتحدة تريد أن تستمر في بقائها في سورية وتريد أن تستمر هذه الأزمة ، ولاتريد أن تعترف بأن الحرب قد أرخت بظلالها بالقضاء على داعش وفشلت مخطاتها  بعد حرب إستمرت على مدى سبع سنوات ، تحاول الولايات المتحدة  الآن أن تكسب أوراقاً ما من أجل أن يكون لها دوراً مؤثراً في الحالة السورية ، وهنا نراها بهذه التصريحات تعود إلى المربع الأول وتستخدم مايسمى بالمعارضة التي تريد في جنيف أن تفرض شروطاً مسبقة ، الولايات المتحدة قولاً واحدا لن تكسب في السياسة ما لم تقدر أن تكسبه في الساحة الميدانية مهما إستمرت بخداعها، لتفعل الولايات المتحدة ماتريد بخداعها وتحالفاتها ، ولنا ثقة كبيرة في تحالفنا الإستراتيجي وثقتنا الكاملة بالحليف والصديق الروسي لمحاربة الإرهاب والإرهابيين وفي مواجهة المشروع الأمريكي المبيت للمنطقة من خلال سورية ، وماقاله الرئيس الصديق فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى قاعدة حميميم ولقاءه مع الأسد حين أعلن النصر قال: نحن سنسحب قواتنا لأن مهمتنا أنجزت في القضاء على الإرهاب وبالتالي لازال هناك دور مهم جدا للجيش العربي السوري وبدعم الطيران الروسي ، وقال بوتين بالحرف الواحد إذا حاولت داعش والمنظمات الإرهابية أن تعيد الكرة سنسحقها ونعلمها درسا لم تره من قبل.

 وأضاف صوّان:

القضية واضحة جداً بمعنى آخر أن هذا الإجراء الروسي في سورية ليس نهاية المطاف ، المسألة الأولى والأساسية مايكشفه الواقع و الأرض والميادين من عمليات صراع وكر وفر وعمليات مجابهات وإستمرار مواجهة الإرهاب والإرهابيين وتحقيق إنتصارات جديدة بدعم من روسيا وإيران وكل الدول الصديقة  المؤيدة لسورية، لذلك سورية ليست وحدها ، ومازال قرار الحسم لجهة مكافحة الإرهاب قائماً ومستمراً ونجح في القضاء على الإرهاب ولجهة لفرض الإرادة الوطنية السورية والحيلولة دون تمرير مخطط الفتنة في داخل سورية والتأكيد على أن أي قوة غير شرعية في سورية هي قوة تنتهك السيادة وتعتبر قوة إحتلال وبالتالي ينسحب عليها ماينسحب على مواجهة الإرهاب سواء بسواء.

أما الباحث في العلاقات الدولية الدكتور باسل الحاج جاسم فيقول بهذا الصدد:

بات لايخفى على أحد الدور الذي تقوم به الولايات المتحدة وتستمر وماتقوم به في سورية هو إستمرار لأدوارها في أفغانستان والعراق وفي مناطق أخرى من العالم ، البعض مازال يعتبر أن الولايات المتحدة لاتتدخل في سورية بعد ، مع أن هذا الأمر غير دقيق فهي موجودة وتدخلفي سورية ،  لكن ليس لصالح أي طرف سوري بل تدخل وفق أجندة خاصة تزرع بذور تقسيم الجمهورية العربية السورية وتسعى لتهديد دول جوار سورية  وهذا الدور الأأمريكي لم يعد يخفى على أحد وإذا ما عدنا إلى الإعترافات التي أدلى بها المنشق سلّو المتحدث السابق لما أطلق عليها بين مزدوجين قوات سورية الديمقراطية أو قوات "قسد" وهذه المجموعة أدخلوا عليها إسم سورية في الحقيقة يديرها بالكامل بالتخطيط والعمليات شخص أمريكي وهذه التدخلات لاتخدم أي من الطرفين السوريين الرئيسيين.

وأردف جاسم:

 الولايات المتحدة هدفها ليس جديد، خطتها وأهدافها بدأت منذغزو العراق اليوم إستغلت هذه الفوضى التي تجتاح سورية وهذا الخلاف في ظل عدم التوصل إلى أدنى حد من الإتفاق الداخلي السوري ، والولايات المتحدة لايهمها لاجنيف ولا أستانا ومن المؤكد أ،ه لايعنيها لقاء سوتشي ، مالذي قدمته منذ سبع سنوات الولايات المتحدة ؟ عملياً لاشيء ومايميز أستانا عن جنيف هو أن الأطراف الحقيقية صاحبة الكلمة في الساحة السورية والتي تملك قوات على الأرض تشارك فيه ،  ولو كانت الولايات المتحدة جادة بالسير نحو الوصول إلى حل سياسي للأزمة في سورية لجلست على طاولة أستانا كطرف ضامن وإنما شاركت كطرف مراقب ، مايعني الولايات المتحدة هو فقط أن لايعرقل أحد مشروعها.

وأضاف جاسم:

قبل أيام ذكر عن أكثر من مصدر في وفد المعارضة أنهم تعرضوا لضغوط من أجل إدخال مايسمى بين مزدوجين قوات سورية الديمقراطية ضمن وفدهم يعني الإمتداد السوري لحزب العمال الكردستاني لإدخاله ضمن وفدهم إذا هذا هو الشق الذي يعنيها ، ولا أمل على المدى القريب أمل سوى خلق واقع  لاتجد منه مفر لها ، ومن هنا نجد التعاون الثلاثي الروسي التركي الإيراني وبعد الإنجازات العسكرية التي حقتتها روسيا رأت أنه لابد من تحقيق إنجاز سياسي والأطراف الأخرى التركية والإيرانية وجدت لها مصلحة في سرعة الحل السياسي ، أما الولايات المتحدة الأمريكية لاتوجد حتى الآن أي إشارة منها توضح جديتها في هذا الموضوع سوى كما قلنا التصريحات الإعلامية التي رافقت جنيف منذ أربع سنوات إلى اليوم.

التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق

إعداد وتقديم: نواف إبراهيم