إعداد وتقديم نواف إبراهيم
جمد المجلس المركزي الفلسطيني الاعتراف بإسرائيل إلى حين اعترافها بدولة فلسطين حتى حدود الرابع من حزيران، وبالتالي تم وقف العمل باتفاقية أوسلو التي لم تلتزم إسرائيل بتنفيذ بنودها وفق ما جاء على لسان مستشار الرئيس الفلسطيني الدكتور نبيل شعث، من جانبه قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون أن المجلس الفلسطيني دعا المجتمع الدولي لاتخاذ موقف لإنجاز الدولة الفلسطينية، من جهة ثانية قرر المجلس المركزي تبني حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها ودعوة دول العالم لمقاطعتها وفرض العقوبات عليها ووقف التنسيق الأمني مع السلطات الإسرائيلية.
ماهو الوزن السياسي الذي يسند هذه القرارات والتي لم يشارك في صيغتها أو إقرارها عدد من المنظمات والحركات والقوى الفلسطينية رغم أن بعضها طالب بها منذ زمن بعيد؟
هل أصاب المجلس الوطني الفلسطيني في الظرف والزمان في توحيد موقفه مع الشارع الفلسطيني؟
هل من أمل بأن تزعن إسرائيل لهذه المطالب وهي على مدى عشرات السنوات لاتقيم قائمة لأحد وأولهم المجتمع الدولي بخصوص تنفيذ أي قرار خاص بالقضية الفلسطينية
محاصرة ومقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها هل يمكن فعلياً أن تؤتي أكلها، أم أنه يمكن أن ينقلب عكساً في ظل ضيق الحال وإنتشار البطالة وغياب رواتب الموظفين وإستثمار هذا الأمر إسرائيلياً منذ زمن بعيد للعمالة الفلسطينية في الأراضي المحتلة بحثا عن قوتهم اليومي؟
لما لم نرى أي موقف إقليمي أو دولي يعلق بشكل دقيق وواضح على هذه القرارات وهل يعول الفلسطينيين على موقف ما منهم؟
ماذا ينتظر الشعب الفلسطيني إذا ما نفذت فعلاً القيادة الفلسطينية هذه الإجراءات وماهي إرتداداتها الإيجابية والسلبية إن وجدت؟
ضيف حلقة اليوم مدير مركز الدراسات والتوثيق الاستراتيجي ناصر حماد من غزة يقول بهذا الصدد:
"المجلس المركزي الفلسطسيني إنعقد بعد 39 يوماً بعد إعلان ترامب بالإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ،وتعتبر هذه الخطوة جرأة عالية إمتلكها ترامب في إتخاذ القرار لإعلان القدس عاصمة لإسرائيل مع العلم أن هناك ثلاث رؤساء سابقين لم يتجرأوا على إتخاذ مثل هذا القرار ، فقد كانت هناك أجواء مهيئة لهذا الإعلان من قبل ترامب. هذه القرارات التي تم إتخاذها داخل المجلس المركزي الفلسطيني أتت ونحن في حالة التشظي السياسي ، والإنقسام يضعف الموقف الفلسطيني بشكل عام. بالمحصلة هذه القرارات تحتاج إلى التنفيذ والعمل الجاد ، وهذا بدوره يحتاج إلى المثابرة والإشراف بشكل كامل من قبل الجانب الفلسطيني وأن لا تتدخل دول أخرى في قرارات المجلس المركزي أو اللجنة التنفيذية لهذا الممشروع ، كما وأ هناك قرارات تحتاج إلى رأي الشعب الفلسطيني وإلى إستفتاء حولها ، لأن الشعب الفلسطيني سيكون له كلمة الفصل في القضايا التي تحتاج موافقته ".
وأردف حمّاد:
هناك قرارات في المجلس المركزي لم يتم تنفيذها بالأساس لأن هناك تداخلات ، خصوصاً أن الفلسطيينين في أضعف حالاتهم ، وأن الربيع العربي أضعف الموقف الفلسطيني ، وهناك تدخلات من دول أخرى لإضعاف الموقف الفلسطيني لتحقيق مصالح خاصة لهذه الدولة أو تلك ، والمتألم الأول هو الشعب الفلسطيني، ضف على ذلك تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي الذي قال سوف نوصل قطاع غزة إلى حالة اليأس، وهناك إختلاف سياسي بين حركات المقاومة ، حركة الجهاد الإسلامي ، والجبهة الشعبية القيادة العامة ، وحركة المقاومة الإسلامية حماس ،أيضاً لهذا الخلاف تأثير كبير على مسار الأوضاع ،المجلس المركزي إتخذ قرارات حساسة فهو رفض صفقة القرن، ورفض الإعتراف بإسرائيل كدولة يهودية ، ووجه بوقف التعاون الأمني ، وتنشيط عملية المقاطعة العالمية لإسرائيل ".
وأضاف حمّاد:
إسرائيل لم تزعن ولن تفكر بالأذعان لأي قرارات سياسية فلسطينية لعدة إعتبارات ، منها الموقف الأمريكي المنحاز يتبنى الموقف الإسرائيلي بشكل كامل هذه من ناحية ، ومن ناحية ثانية هي أن قرارات ترامب هي من الكنسية الإنجيليكية والبروتستانتية والصهيونية وهذا موقف ثابت ، والجانب الثالث يكمن في أن الولايات المتحدة وقفت لوحدها بجانب إسرائيل في الوقت الذي وقف العالم ضد القرار يعني أن الولايات المتحدة ضحت بالعالم ولم تضحي بإسرائيل ، بالمحصلة مانعول عليه هو موقف الشعب الفلسطيني وموقف الجماهير العربية في دعم القضية الفلسطينية وكيف ستتم ترجمة عملية الدعم هذه ، بالإضافة إلى تنشيط حركة المقاطعة العالمية لإسرائيل التي وصلت إلى داخل إسرائيل ، ما إضطر إسرائيل مكتب رئيس وزرائها الإعلان عن موازمة تقدر ب 85 مليون دولار لمواجهة حملة المقاطعة العالمية ، وفي النهاية لاييجب أن نفقد الأمل ، نحن لا نفقد الأمل في الشعب الفلسطيني والجماهير العربية والديمقراطية العالمية في دعم قضية الشعب الفلسطيني ".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق.
