كما ويشار إلى أن هذه التدريبات وفق المركز الفلسطيني للإعلام ستستمر حتى منتصف شهر آذار الجاري، وأن هذه التدريبات تهدف لتحسين جاهزية التصدي لتهديدات صاروخية من خلال إستخدام منظومات مثل "مقلاع داود وباتريوت حيتس والقبة الحديدية".
في ظل هذه المتغيرات لابد من طرح عدد من التساؤلات وأهمها:
كيف ينظر الجانب الفلسطيني إلى هذه المناورات وما هي الهواجس التي تنتابه في هذا الوقت؟
ما هي الغاية المبطنة لمثل هذه المناورات في مثل هذا التوقيت ، هل هي هجومية أم دفاعية؟
هل يمكن أن يكون لها علاقة بعملية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والتي أعلن عنها مؤخراً الرئيس ترامب؟
إذا ما وسعنا الدائرة إلى المستوى الإقليمي هل هي إشارات أو رسائل إلى دول الجوار وخاصة سورية التي يقلق تواجدها على الأرض السورية كل من إسرائيل والولايات المتحدة؟
من الذي يبحث عن الدعم والفائدة في هذه المناورات هل الولايات المتحدة أم إسرائيل التي تعرضت لنكسة كبيرة بعد إسقاط طائرة اف 16 في شباط الماضي من قبل الدفاعات الجوية؟
بالشكل العام كيف يمكن أن تفسر فعلياً هذه المناورات في ظل التشنجات الإقليمية القائمة والناتجة عن التدخلات الإسرائيلية السافرة فيها على وجه الخصوص في سورية ولبنان ؟ وهل تنبىء عن إستعدادت لحرب كان الطرفان الأمريكي والإسرائيلي قد هددا بها سابقاً؟
أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر ، أستاذ القضية الفلسطينية في جامعة القدس المفتوحة الدكتور محمد أسعد العويوييرى أنه
"من وجهة النظر الفلسطينيية وحسب المتخصصين في شأن الصراع العربي الإسرائيلي فإن هذ المناورة العسكرية ليست جديدة وإنما الجديد فيها هو حجم المشاركة الأمريكية والمدة الزمنية ، وحسب الخبراء العسكريين ، القوة العسكرية الجوية الإسرائيلية الرابعة قد تآكلت إلى حد كبير في ظل تعاظم قوة محور المقاومة ، وخصوصاً بعد أن أسقطت الدفاعات السورية الطائرة الإسرائيلية إف 16 في العاشر من شهر شباط الماضي ، أعتقد أن هذه المناورة جاءت لرفع معنويات المجتمع الإسرائيلي الذي كان دائما يشعرأنه يعيش بأمان بات يفتقده الآن ".
وأشار الدكتور العويوي إلى أن
وأضاف الدكتور العويوي
"قد يكون لهذه المناورات علاقة بنقل السفارة الأمريكية ، ولكن في نفس الوقت، حالياً هناك محاذير ، فمنطقتنا على صفيح ساخن ويمكن أن تشتعل فيها الحرب وتتفجر الأمور في أي لحظة نتيجة لعملية هنا أو هناك ، وبالتالي المجتمع الإسرائيلي غير مطمئن ، ودولة الإحتلال الإسرائيلي غير قادرة على مواجهة محور المقاومة المتعاظم والذي إنضمت إليه قوى المقاومة الإسلامية في غزة وبالتحديد حركة حماس التي صرح عددة من قادتها بأنهم سوف يقفون ضد العدوان على سورية وإلى جانب الجيش العربي السوري وهذا ما أكدته مواقف عدد من قادة الحركة بعد أن أسقطت قوات الدفاع الجوي في الجيش العربي السوري الطائرة الأإسرائيلية ، وهذا الموقف ليس موقف فردي بل موقف الحركة ".
بدوره الخبير العسكري الإستراتيجي العميد الركن نصار خير رأى أن
"الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة والعالم صعبة ومعقدة ومركبة ، وإذا ما نظرنا إلى أسباب الحرب على سورية فإننا نستقرأ مايحدث الآن ، لقد شنت هذه الحرب تحت أهداف معينة تخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية والهدف الأول هو إسقاط سورية جيشاً وحكومة ، وتقسيم سورية إذا أمكن ، وثانياً إخراج إيران من المعادلة في منطقة الشرق الأوسط وخاصة من سورية ولبنان ، وثالثاً تدمير حزب الله وشل قدرته القتالية ، وهذا لم يتحقق بل تحقق العكس ، حيث تمتنت العلاقات مابين سورية وإيران وأصبحت إيران موجودة على الأرض ، وثانيا قدرات حزب الله تطورت وأصبح لديه إمكانيات وخبرات قادرة على مواجهة العدو الإسرائيلي أكبر مما كان عليه الوضع في حرب 2006 ، ودخل أيضاً عامل آخر هو القوة العراقية وأصبح الطريق مفتوح من طهران إلى بيروت ، ودخل أيضاً إلى المعادلة القوة الروسية وهي قوة إستراتيجية تدخل في التوازن الدولي وأصبح لها قواعد في سورية تضمن الأمن الدولي في المنطقة ، لذا لم يعد أمامهم لتحقيق أهدافهم سوى شن حرب في المنطقة " .
وأشار العميد خير إلى أن
وأردف العميد خير
الأول وهو أن تقوم الولايات المتحدة هي وإسرائيل بشن هجوم في آن واحد على سورية وحزب الله ومحور المقاومة بشكل عام وفي هذه الحالة تحرج روسيا وتضعها أمام خيارين إما الدخول في حرب عالمية أو الخروج من المعادلة بشكل نهائي ، وأظن أن هذا لن يحصل لأن روسيا حزمت أمرها بالوقوف إلى أي جانب ولن تسمح أكثر بالتمدد الأمريكي ولن تسمح روسيا ب خرق إستراتيجيتها كما حدث في البلقان ، والخيار الثاني هو أن يقوم الوكيل الإسرائيلي بأن تضرب إسرائيل حزب الله تحت التغطية الأمريكية ومن خلال ذلك يقوموا بتنفيذ الضربة ضد سورية وحزب الله في آن واحد ، وبالتالي هنا روسيا مرة أخرى أمام خيارين أما أن تتدخل وتفرض على نفسها واقع حرب عالمية ، أو أن تقوم بدعم سورية كما تدعم الولايات المتحدة إسرائيل ، وهنا لابد من أن نستذكر الماضي في دعم الإتحاد السوفييتي لسورية في حرب 1973".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم