قامت إسرائيل بتنفيذ اعتدائها في الوقت الذي كان فيه الجيش العربي السوري يحقق نقلات نوعية باتجاه جبهة الجنوب من حيث العمليات التمهيدية وحشد القوات بالتوازي مع إجراء المصالحات الوطنية وإجراء مفاوضات مع المجموعات المسلحة التي ترفض تواجد تنظيمات جبهة النصرة وداعش الإرهابية في هذه المنطقة ، زد على ذلك رسائل الولايات المتحدة إلى هذه المجموعات المسلحة بأن لا تفكر بأي دعم من قبل الولايات المتحدة حين البدء الفعلي للجيش العربي السوري في عمليته لتنظيف هذه المنطقة من الإرهاب وأن يتخذوا طريقة التعامل مع هذه المستجدات حسبما يرونه مناسباً.
حيث أنه وانطلاقاً من كل هذه المتغيرات كان قد تحسس الجانب الإسرائيلي مخاطر هذه العملية على من ينوب عنه في الوجود في هذه المناطق من المجموعات الإرهابية المسلحة فما كان منه وحسب تقديرات محللين وخبراء عسكريين وإستراتيجيين بأنه كان مثل كل مرة لابد من القيام بعمل عدواني جديد لفك الطوق عنهم وإلهاء الجيش السوري عن المتابعة الدقيقة لإنجازاته الميدانية.
من هنا الأسئلة التي كانت تطرح مع كل عدوان جديدة لم تعد قديمة ويمكن طرحها لكن لابد ىمن البحث عن الإجابات في العمق العسكري الإستراتيجي والسياسي لهذه الخطوات المرفوضة إقليمياً ودوليا من كل القوى التي تحترم القانون الدولي في مثل هذه الحالات التي ترى إسرائيل فيها نفسها معفية من الإلتزام بها وبعض هذه التساؤلات:
كيف نقرأ فعلياً هذه الاعتداء في هذا التوقيت بالذات، وماهي الأهداف الأضرار التي حققتها؟
هل تقديرات الخبراء والمحللين العسكريين الاستراتيجيين بمكانها حول أن إسرائيل تقوم باستفزاز إستباقي لجر سورية والمنطقة إلى مواجهة محدودة الجغرافيا والزمن قبل وصول الجيش السوري إلى تحقيها بنفسه وحرمانه من أي تقدم فعلي على الأرض؟
ما هي الأهمية الاسيتراتيجية في قصف محيط مطار دمشق في كل مرة تقريبا هل تأتي في الإطار المعنوي أم أن هناك أسرار يخبئها محيط مطار دمشق وتبحث إسرائيل عن مكامنها لتنفيذ ضربة قوية لسورية ولتثبت قدراتها الاستخباراتية والعسكرية؟
مالذي يمكن أن تقدمه مثل هذه الإعتداءات للمجموعات الإرهابية المسلحة في ظل حصار الجيش السوري لهم ؟
في أي خانة يأتي الاعتداء الإسرائيلي بعد الموقف الأمريكي والاتفاق يوم أمس عبر اتصال هاتفي بين الرئيسين بوتين وأردوغان بخصوص التعاون في حل الملف السوري، وهل يعني أنها تسبح في فلك منفصل دون تنسيق مع أحد؟
يقول الخبير في إدارة الأزمات والحروب الإستباقية والأستاذ المحاضر في علم الإجتماع السياسي الدكتور أكرم الشلّي:
"هناك تناغم شبه تام مابين الأصيل والعميل ، وبالتالي عندما يقع العميل أو كما يقال الوكيل تحت الحصار وفي مأزق من قبل القيادة العسكرية السورية في الميدان يستغيث بالأصيل وبالتالي يقوم هؤلاء بتقديم المؤازرة لفك الحصار عن تلك المجموعات الإرهابية ولذلك تقوم بهذه الضربات دعما من القيادات الإسرائيلية وحليفاتها في المنطقة لأنها قادرة على أن تغير من مسار الخطة العسكرية والسياسية في سورية والدول الراعية لها من تنظيف الجغرافيا السورية من تلك المجموعات ومن هؤلاء الارهابيين ".
وتابع الدكتور الشّلي
" ماتقوم به إسرائيل هو نوع من الحماقة التي لاتجدي نفعاً وانماً تلحق الضرر بكل الاطراف وتحديداً بالسياسة الإسرائيلية وحليفاتها في المنطقة، وأعتقد أن هناك حماقات تجري بدون إتخاذ قرارات وتستخدم إجراءات عاجلة لإرتكاب مثل هذه الحماقات دون الرجوع إلى الجهات الأعلى كالولايات المتحدة أو الجانب الأوروبي الذي يرعى هذه السياسة الإرهابية ، ولتؤكد أسرائيل أنه لها دور وتقول نحن هنا ، وأن كل منطقة في سورية تحد مرمى نيرانها ولاتوجد أي منطقة في سورية دون أن تكون تحت الأستهداف الإسرئيلي".
وأردف الدكتور الشلّي
"حول الأهداف التي قصفت أو الأضرار التي نتجت عن هذا الإعتداء الإعلام السوري لم يأتي حتى اللحظة بكلمة واحدة ولكن بدون الوقوف على المنطقة والمشاهدة بالعين المجردة وطالما لم يتم الإقفصاح والإعلان عنها رسمياً فلا يمكن التكهن بأي شيء من هذه الأضرار ، الجانب السوري يملك كل الحق بأننا سوف نرجع كافة حقوقنا السليبة المحتلة من قبل العدو الإسرائيلي وحتى من قبل الجهات الأخرى كلواء إسكندورن أو ماشابه سواء عن طريق القانون ومن خلال منظمات المجتمع الدولي وفق الشرائع الدولية وإما بالقوة وهذا حق للدولة السورية".
وأضاف الدكتور الشلّي
بخصوص الحديث عن محاولات إشعال حرب محدودة الجغرافيا و الزمن فهذا ليس في مصلحة أحد ولا أحد يمكنه أن يحد جغرافيتها وزمنها في حال إندلعت و من يريد أن يشعل حرب في المنطقة فلن يستطيع أن يوقفها أو يحدد لها حدوداً، ولا يمكن لأحد أن يجزم بأن هناك حرب ما ".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق…
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم