هاجمت إسرائيل ليلة أمس بعدة صواريخ أحد المواقع العسكرية السورية التي تقع شمال مطار النيرب بريف حلب شمال البلاد ،حينها نقل مراسل "سبوتنيك" عن مصدر عسكري سوري أن المعلومات الأولية كانت تشير إلى إستهدف الموقع بـ 8 صواريخ، مؤكداً أن الدفاعات الجوية السورية أسقطت 4 منها قبل وصولها إلى الهدف، فيما تمكنت الأخرى من الوصول إلى محيط الموقع العسكري ، ويأتي الإستهداف الإسرائيلي الجديد بالتزامن مع إنتقال عمليات الجيش السوري من ريف درعا الغربي بإتجاه ريف مدينة القنيطرة جنوب شرق البلاد، وهي المنطقة المحاذية لمنطقة فصل القوات بين الجيش السوري والقوات الإسرائيلية في الجولان المحتل.
تفاصيل الإعتداء الإسرائيلي الجديد على هذا الموقع الذي قد يتواجد فيه ىحسب المعلومات ضباط ومستشارون إيرانيون ؟
هل بالفعل الموقع المستهدف هو موقع يتمركز فيه الحلفاء الإيرانيون وماهي خاصية هذا الموقع بالنسبة لهم ولسورية من الناحية العسكرية الإستراتيجية ؟
من أين تحصل إسرائيل على تفاصيل وإحداثيات المواقع التي تستهدفها ، ولما تصمت روسيا ، وأين الرادارات ؟
ماهي حقيقة الأضرار التي وقعت في الموقع المستهدف ؟
ماهي الحكمة من وراء تحمّل سورية هذا العدد المتزايد والمتكرر في فترات قصيرة على الدولة السورية ؟
هل يمكن أن نربط هذا الإعتداء بلقاء الرئيسين بوتن وترامب في هلسنكي اليوم كورقة ضغط على الجانبين أو على الأقل لإعطاء مساحة من المناورة للرئيس ترامب كي يحصل على ضمانات تحفظ أمن الكيان الإسرائيلي ؟
بهذا الصدد يعلق البروفيسور بوريس دولغوف ، باحث في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الدراسات الشرقية في الأكاديمية الروسية للعلوم ، دكتوراه في العلوم التاريخية قائلاً:
"ليست المرة الأولى التي تنفذ فيها إسرائيل مثل هذه الضربات ة ضد سوريا ، لقد أصبحت دائمة وبشكل مستمر، بالأساس و وفقا لتصريحات الجانب الإسرائيلي ، فهي تستهدف الأماكن التي يتواجد فيها الجيش الإيراني ، أو بعض المشاريع الأخرى التي يعتبرها الإسرائيليون تهدد أمنهم.
الوضع في سوريا أبعد ما يكون عن الأستقرار ، وأفعال إسرائيل تؤدي إلى تفاقم الأوضاع وعدم الإستقرار ، إسرائيل تدعم الجماعات المسلحة في سوريا ، ولا سيما جبهة النصرة ، التي تعترف بها الأمم المتحدة والولايات المتحدة على أنها منظمة إرهابية ، بالرغم من أن الولايات المتحدة تحاول الآن سحبها من قائمة المنظمات الإرهابية".
وأردف دولغوف
"عندما كنت في سوريا ، زرنا منطقة مرتفعات الجولان ، و دلنا زملائنا السوريون على مواقع جبهة النصرة بالقرب من الحدود مع إسرائيل. أود أن أشيرهنا وفقا لمصادر إسرائيلية إلى أن إسرائيل لديها إتصالات مع هذه الجماعات ، كما عولج مقاتلو "جبهة النصرة" في المستشفيات الإسرائيلية. ووفقاً للبيانات السورية ، قدمت لهم إسرائيل مساعدات عسكرية على شكل ذخائر ،و تعتقد إسرائيل أنها يمكن أن تؤثر على هذه الجماعات ، وبالنسبة لها هذه الجماعات مقبولة بقربها منها أكثر من قرب خصمها القديم — القيادة السورية".
وأضاف دولغوف
"تلعب روسيا أدواراً محددة في تسوية النزاع السوري ، ولقد تمت مناقشة مدى تأثير روسيا على تصرفات إسرائيل في سوريا عدة مرات ، بما في ذلك خلال زيارات نتنياهو لروسيا. تأخذ روسيا بعين الإعتبار مواقف وإهتمامات وهواجس جميع الأطراف المشاركة في الصراع السوري. ولذلك ، فإن موقف روسيا مرجّح ، ولكن يجب القول إن روسيا مهتمة بأن لايقع صدام مباشر بين القوات الإسرائيلية والإيرانية في سوريا ، أو بين الإسرائيليين والسوريين. لذلك تعمل روسيا كوسيط لمنع حدوث صدام مباشر بين هذه الأطراف على الأرض السورية ".
يدوره الخبير في إدارة الأزمات والحروب الإستباقية والأستاذ المحاضر في علم الإجتماع السياسي الدكتور أكرم الشلّي يقول:
"مسالة القصف المتواصل على الجغرافيا السورية بين الحين والآخر هنا وهناك من قبل العدوان الاسرائيلي هي نتيجة فشل المشروع المرسوم من قبل العدو الإسرائيلي وأدواته العميلة في المنطقة ، وبالتالي هذا التمّنر لهذا الوحش الدولي العالمي بقيادة الولايات المتحدة ومنفذيه ، سواء أكان من قبل إسرائيل أو المجموعات الإرهابية في المنطقة ومن الدول الإقليمية لم يعد يجدي نفعاً، فقد بات النصر مؤزراً ومعلنا بالنسبة للخط المقاوم بالتعاون مع الصديق الروسي والجانب الإيراني والقوات السورية وقوات الحلفاء في المنطقة ، وبالتالي لن يقبلوا هذا التغطرس الإسرائيلي الذي شكل لدى الإسرائيليين وهما ، كادوا أن يصدقوه عبر الزمن من خلال إعتدائهم التاريخية المتكررة على دول المنطقة دون أن يواجهوا أي رادع ، ولكن في هذه الأونة خلال الحرب على سورية تم كسر هذا المشروع وهذا العدوان".
وتابع الدكتور الشّلي
"تم قصف المجموعات الإرهابية لأول مرة داخل الاراضي المحتلة ، داخل الجولان السوري المحتل من قبل القوات الجوية السورية والقوى الجوية الروسية داخل خط الهدنة ، لأول مرة قام الطيران بقصف المجموعات الإرهابية المتمركزة داخل الأراضي المحتلة وداخل خط الهدنة ،وبالتالي أرادوا الرد على هذا الموضوع ، لذا هم قاموا بضرب المواقع العسكرية في الداخل السوري، زعما منهم بأن هذه المواقع هي معسكرا ت للقوات الإيرانية ، لايوجد على الأراضي السورية معسكراً واحدأ يتفرد به قوات روسية أو قوات إيرانية وأنما يكون هناك قوات مشتركة وعلى رأسها القوات السورية بالتشارك مع الحلفاء في هذه المناطق".
وإستطرد الشلّي
"هذا ديدنهم بإستمرار الكذب على الناس والعالم من خلال الإعلام الدولي ، وخاصة ما يسّوق من قبل الإعلام الصهيوني بتوجيه من الولايات المتحدة الأمريكية والمعسكر الغربي بأن هناك قوات أو معسكرات إيرانية على الأرض السورية ، وإن كان ذلك فعلاً موجود فهذا ليس شأنهم إنما شأن القيادة السورية بأن تبقى القوات الإيرانية ، بخصوص الأضرار الناجمة عن هذا العدوان نعم هناك بعض الأضرار ، وهناك عدد من الشهداء ، ولكن لم يعلن عن المستويات التي إستشهدت ، وأعود وأقول لك معلومات مثبتة بأن سبب هذا القصف هو الرد على قصف القوات الجوية الروسية والسورية على مجموعاتهم الإرهابية داخل خط الهدنة على الأراضي المحتلة".
وأردف الدكتور الشلّي
"هم باتوا يستجدون القيادة الروسية والغرب الأوروبي والأمريكي بأن يتحدثوا مع القيادة الروسية كي يتوقف الجيش العربي السوري عند خط حدود 1967 ، وأن لا تبقى هذه القوات في حالة تقدم ومتابعة ، كي لا تخرق خط الهدنة وإتفاقية الهدنة نحو تحرير الجولان بشكل تدريجي ، لاتصدقوا أنهم يقومون بهذه الإعتداءات بسبب وجود قوات إيرانية هذا كذب وغير صحيح ، وعلى الإسرائيليين أن يتنازلوا عن هذا الوهم التاريخي بالقوة وأنهم القوة الأوحد و التي لاتقهر في منطقة الشرق الأوسط ، وأنهم قادرون على أن يضربوا أي عمق لأي دولة من دول المنطقة ".
وختم الشّلي بالقول
" دائما وأبداً المنتصر يستطيع أن يتلقف الضربات ويهضمها لحين موعد رد الضربة بشكل أقسى ، وأنا أعتقد أنه لم يتم أي أعتداء على أي موقع في الداخل السوري إلا وسيكون هناك رداً قاسياً وحاسماً على أهداف داخل الأراضي المحتلة بما فيها معسكرات العدو الإسرائيلية ، وهذا الصمت على هذه الإعتداءات لن يدوم طويلاً ، وسيتم تحيّن الفرصة المناسبة بحيث يكون الهدف مثمراً ".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق…
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم
