تم يوم الجمعة إغتيال رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية ألكسندر زاخارتشينكو عبر تفجير إرهابي في إحد المقاهي في دانيتسك راح ضحيته 11 شخصاً بين جريح وقتي، ولم تعلن أي جهة حتى اللحظة مسؤوليتها عن هذا العمل الإرهابي، لكن على مايبدو أن الربط العام في ما يجري على الساحة الإقليمية والدولية واقع جداً فقد أشار عدد من الخبراء والمحللين السياسيين والعسكريين إلى أن عملية إغتيال زاخارتشينكو قد تكون إشارة من الولايات المتحدة لروسيا التي منعتها من الإعتداء على سوريا هذه الأيام ، وهذه الرسالة قد تعبر فيها الولايات المتحدة لروسيا عن قدرتها على نقل المواجهة إلى الحدود الروسية وحتى الداخل الروسي.
إلى أي حد في واقع الأمر يمكن أن يتعلق إغتيال رئيس دونيتسك بالأحداث الجارية حالياً في سوريا ؟
الرد الروسي كان واضحاً على لسان المسؤولين الروس وخاصة الرئيس بوتين حيث أسماه بالعمل الإرهابي ولابد من معاقبة من قام بذلك ، إذا سيكون للموضوع تطورات أخرى ؟
ماهي التطورات التي يمكن أن تبع هذا الحدث على الساحة الأوكرانية ومنها الإقليمية تحديداً لجهة روسيا ؟
هل يمكن أن ننتظر تصعيداً من شأنه أن يزعج روسيا من خاصرتها الجنوبية الغربية كرد على منعها لقصف سورية ؟
الخبير العسكري الإستراتيجي العميد هيثم حسّون علق بهذا الصدد على النحو التالي
"عملية إغتيال الرئيس ألكسندر زاخاريتشبينكو رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية تدل على أن هذه رسالة موجهة إلى روسيا بأننا نستطيع نقل المعركة إلى ساحات أخرى وإلى ساحات قريبة من روسيا تؤدي إلى إلحاق الأذى المباشر بروسيا. الجميع يعلم أن سورية منطقة مهمة جداً للولايات المتحدة الأمريكية حتى لونقلت جزء من المعركة والمواجهة إلى منطقة أخرى ، وهي لن تتخلى عن هذه الساحة ، وأعتقد أن الولايات المتحدة تريد أن تحقق هدفاً سياسياً من هذا العدوان ، وهو خلق الشروط والمبررات لإتخاذ قرار سياسي يتعلق بالبقاء في سورية أو الإنسحاب منها ، وبطبيعة الحال هذا يتعلق بنتائج العدوان على الدولة السورية من الناحية العسكرية ، أما بأن تقوم الولايات المتحدة بتنفيذ عدوان واسع ، أعتقد أن هذا الأمر غير متاح بسبب الوجود الروسي الكثيف وبسبب الإستعدادات التي تجري حالياً من الجانبين السوري والروسي لصد هذا العدوان ".
بدوره المستشرق الروسي والصحفي في جريدة "إيزفيستيا" الروسية أندريه أونتيكوف قال
"في الحقيقة كل الإحتملات مفتوحة، ونحن نشاهد التوتر في كل الأنحاء المعنية بهذه التوترات الحاصلة، وعلى مايبدو أنه يوجد هناك من يريد أ يؤجج التوتر في أوكرانيا من جديد، وكذلك من ناحية أخرى نحن في سوريا نقترب من المعركة الحاسمة ضد الإرهابيين في إدلب، دون شك من المحتمل أن البعض يريد أن يفشل هذه المحاولات عبر تلك الإستفزازات من خلال العمليات الإرهابية، ومن هنا يمكن القول أن كل الإحتمالات مفتوحة ".
وإستطرد أونتيكوف
"أنا أعتقد أننا نحتاج إلى إجراء تحقيق شامل لكشف من قام بهذه العمل الإرهابي، للكشف عن المشتبه بهم وعلى رأس من يشتبه به القيام بهذه العملية الإرهابية هي السلطات الأوكرانية، وعلينا من خلال التحقيق أن نعلم الهدف من وراء هذه العملية الإرهابية ، هل هي من أجل تصعيد الأحداث في أوكرانيا…؟؟؟ أم هو فعلاً من أجل تصعيد التوتر في سورية…؟؟؟
وأردف أونتيكوف
" في الحقيقة الآن الكل يتوقع تصعيد الأوضاع وإستئناف العمليات القتالية في شرق أوكرانيا، وخاصة أنه تم منذ عدة أيام الإتفاق على هدنة مع بداية العام الدراسي ، نعم الأوضاع متوترة ونحن ندرك أن السلطات الأوكرانية خاضعة مئة بالمئة وبالكامل لإرادة الولايات المتحدة الأمريكية، وهي تنفذ الخطط والنوايا الأمريكية، وإذا ثبت فعلاً أن السلطات الأوكرانية تقف وراء هذا الإغتيال أو هذه العملية الإرهابية فدون شك هذه العملية تكون مرتبطة بشكل عام بالسياسة الأمريكية ليس فقط في أوكرانيا بل على المستوى الإقليمي والعالمي ".
وأضاف أونتيكوف
"بغض النظر عن كل تلك العمليات الإرهابية وكل تلك الإستفزازات روسيا سوف تتابع ماقمت به في سوريا من مكافحة الإرهاب وإعادة السلام إلى سوريا، فلا يمكن لمثل هذه العمليات الإرهابية أن تغير السياسة الروسية في سورية أو حتى في أوكرانيا ، لأن روسيا تصر على تطبيق إتفاقيات مينسك ، لكن نحن نرى أن هناك مأزقاً في هذا الإتجاه لأن السلطات الأوكرانية ترفض رفضاً قاطعا تطبيق هذه الإتفاقيات وتبحث عن الذرائع التي تعرقل تطبيقها، وكما ذكرت مثل هذه العمليات الإرهابية لن تعيق تطبيق أو تنفيذ السياسة الروسية في أوكرانيا وسوريا حد السواء".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق…
إعداد وتقديم نواف إبراهيم
