لم تكن الحرب يوماً جبهة واحدة فالحرب في ظاهرها وبواطنها وحسب أهدافها تخفي بعض مكنوناتها التي التي يكون توجهها في عكس التيار، ولكن تخدم الهدف الأساس لهذه الحرب ، وكما قلنا الجهات كثيرة لاتحصى ولاتعد بدءاً من الميدان والجبهة الإعلامية والإقتصادية والسياسية الدبلوماسية وصولاً إلى قلب أو روح الجبهات ، ألا وهي الجبهة الداخلية ، التي يلجأ إليها العدو مستغلاً الظروف الناشئة والمنعكسة سلباً على حياة المواطن بشكل مباشر ، وخاصة أن هذا المواطن يشكل خزان الصمود الأساسي لأي دولة في الدفاع عن نفسها في مواجهة أي حرب أو عدوان ، ومن الطبيعي أن تعيش الجبهة الداخلية السورية مثل هذه الحرب بما يتلاقى مع الجبهات الأخرى التي رسم خطوطها العدو.
ومن هنا نحن اليوم وبنظرة واقعية أقرب إلى الشمولية ومن روح الحدث سوف نحاول أن كشف سلبيات وإيجابيات الحالة الداخلية السورية على أبواب نهاية الحرب الكبرى عليها ومدى إستعداد الشعب للمرحلة القادمة في ظل محاولات خارجية خبيثة لتفريغ هذه الجبهة من محتواها الكلي لجهة المواجهة وإستمرار الصمود .
ماهي التحديات الكبرى التي تواجه الشعب السوري في ظل المتقلبات الحالية والإنقلابات المرحلية القادمة؟
هناك من يلعب ويستغل كل الظروف ضد المصلحة الوطنية بعوامل خارجية وبمساندة داخلية معينة تحكمها الظروف ، كيف يمكن الإلتفاف عليها بما يخدم مصلحة الشعب والدولة؟
كيف يكمن خلق البيئة المناسبة والمناح المناسب لدرىء سورية من خطر التصدع الداخلي؟
ماهي المشاريع التكاملية اللازمة لرأب الصدع الداخلي في الدولة للحاق بركب الحضارة العالمية بعد تكوين الدولة المتجددة؟
لماذا بدأ عدد لابأس به من أبناء الشعب السوري بالتوجه إلى رأس الدولة لحل بعض مشاكلهم ، أين تكمن الأسباب ومامدى ضرورتها أو صحتها في أسلوب التعاطي؟
الأسس التي إرتكزت عليها الدولة السورية في صمود الجبهة الوطنية الداخلية رغم جميع أنواع الحصار وماهو دور الحلفاء القادم فيها؟
يقول الباحث في الشؤون السياسية والاقتصادية والخبير في الإدارة الدكتور غالب صالح
"بما يخص التحديات الكبرى التي تواجه الشعب السوري في ظل المتقلبات الحالية والإنقلابات المرحلية القادمة الإنقلاب أرى هنا أن هذا التساؤل مهم جداً ويشكل هاجساً كبيراً لدى الرأي العام سواء الوطني السوري أو في المنطقة ككل التي شهدت إنقلابات وتغير نوعي خلال السنوات العشر أو الخمسة عشر عام الماضية منذ الغزو الأمريكي للعراق وماتركته هذه الحروب من آثار وأزمات ، لذلك نحن أمام مفترق طرق وأمام مرحلة جديدة ولّدتها هذه الأزمات وهذه الحروب ، وتركت أثارها وتداعيتها على هذه المنطقة وشعوبها ،ومن هنا ندرك أهمية إستنهاض عوامل القوة في هذه المنطقة وخروج شعوبها من أزماتهم وأعاد الروح الوطنية والإنتماء لتحقيق الإستقرار والسلم والأمن والإنطلاق لغد أفضل.نحن فعلاً في مرحلة آثارها تكاد تكون شبيهة بالآثار التي تنجم عن الحروب العالمية ، فما ولًدته على الشعب السوري من آثار جمة سواء على المستوى المجتمعي أو السياسي والشعبي والثقافي وعلى مستوى الغلاء المعيشي والإفقار والهجرة والضحايا والتيتيم والقتل والإغتصاب وإنتهاك الحرمات وقتل الأطفال ، وبالتالي إنتهاك كل الحقوق الإنسانية هذا ما أزّم الوضع بتداعيته الجمّة على أطياف المجتمع السوري وعلى مجتمعات المنطقة ، ومن هنا ندرك أهمية ولادة سورية الغد سورية المسقبل والتي من خلالها نستطيع مواجهة التحديات القائمة والقادمة ".
وأشار الدكتور صالح إلى أن
"التأثيرات القائمة بعوامل خارجية وبمساندة داخلية تشكل هاجساً في السارع السوري بشكل عام وخاصة من قبل من إستثمروا الأزمة لمصالحهم وتقوية نفوذهم ، أي تجار الأزمات وغيرهم من المتطفلين على دماء الشهداء وعلى الحرب القذرة والظالمة على هذا المجتمع وهذه الدولة وجغرافية المنطقة عمموماً ، لذا يجب البحث عن عوامل القوة وإستخلاص الدروس والعبر ، وخاصة في مثل هذا النوع من الحروب المركبة التي لها دور كبير في هذه الأزمات ، بمافيها من الحروب النفسية والآثار الكبرى نتيجة هذا الإرهاب وتوغله وتآمر أنظمة المنطقة مع المشروع الأمريكي الصهيوني ، كل هذا ألقى بتداعياته وآثاره الكبرى وولّد حالة غير صحية إستغلتها هذه الأنفس الضعيفة وتجار الأزماات ، ما أدى إلى تشويه المجتمع ، وبالتالي هنا لتفادي هذه الآثار لابد من إستنهاض عوامل القوة.
العامل الأول: دماء الشهداء الذكية التي طهرت وتطهر الأرض من رجس الإرهاب والفاسدين وغيرهم، و والعامل الثاني:
هو الجيش الأسطوري الذي حقق هذه الإنتصارات بفضل تضحياته في مواجهة الإرهاب.
والعامل الثالث:
القيادة السياسية ، وهنا أدرك السيد الرئيس بشار الأسد أهمية الوصول إلى النتائج التي من خلالها بناء الدولة ، وبالتالي بناء المجتمع ومواصلة مواجهة هذه التحديات ، ومن هنا ندرك أهمية الإدارة في تمتين هذه المواجهة وتفعيلها وتحقيق النتائج المرجوة في إعادة بناء الدولة والمجتمع بشكل متماسك قادر على الحياة ومواجهة كل الظروف والتحديات الناشئة ".
وأردف الدكتور صالح
وأضاف الدكتور صالح
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم