في إدلب تتضارب الأنباء حول مايجري، وبالنسبة للتنف ماتزال التحركات الأمريكية غير واضحة ، أما في دير الزور فقد صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، المقدم كون فولكنر، أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لم ينقل من محافظة دير الزور السورية مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي. التطور الأهم الذي جاء كالصاعقة هو الإعلان عن تسليم روسيا "إس-300" إلى سوريا في غضون أسبوعين.
حيث أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن روسيا مضطرة لإتخاذ الإجراءات الكافية لتعزيز أمن القوات الروسية في سوريا بسبب الغارات الإسرائيلية ، وصرح شويغو أن روسيا ستسلم منظومة الدفاع الجوية "إس-300" إلى سوريا في غضون أسبوعين، مشيراً إلى أن "إس-300" قادرة على إعتراض وسائل الهجوم الجوي على بعد أكثر من 250 كم، كما تتمكن من إصابة عدة أهداف جوية في آن واحد وأكد أن تغير وضع "إس-300" لم يكن ذنب روسيا.
بناء على هذه التطورات لابد من مناقشة عدد من المحاور أهمها:
كيف إستقبل الطرف السوري هذه الخطوة التي طال إنتظارها؟
إلى أي حد فعلاً سيكون تطبيق هذه القرار مع تزويد سورية بصواريخ "إس-300" وأنظمة التشويش الكهرومغناطيسي على الصواريخ والطائرات المعادية قادراً على قلب موازين الرعب والقوى في المنطقة ؟
بالعودة إلى خضم الأحداث على الساحة السورية:
مالذي يجري في حقيقة الأمر في هذه المناطق ؟
ماهي حقيقة الأحداث الجارية حالياً في إدلب بعد الإتفاق الروسي التركي في سوتشي مؤخراً وهل بدأت عملية تطبيق ما إتفق عليه وعلى أي أساس؟
التحركات الأمريكية في قاعدة التنف، هل بدأ الأمريكي فعلاً بالخروج منها وإلى أين وعلى أي أساس، هل يأتي التحرك الأمريكي على أساس الإتفاق مع الروسي الذي تم الحديث عنه مؤخراً؟
إلى أين يمكن أن يكون الأمريكي قد نقل قادة وعناصر تنظيم داعش الإرهابي في دير الزور بالرغم من دحضه لهذه الأخبار؟
هل يحضر الأمريكي لعمل ما بإستخدام هؤلاء الإرهابيين أم يتم نقلهم خارج سورية؟
ماهي الحالة الميدانية العامة للأوضاع التي تعيشها التنظيمات الإرهابية في هذه المناطق وكيف يتعامل معها الجيش السوري وحلفائه، هل من خطة سورية لقطع الطريق، أم سيتم تمريرهم إلى خارج البلاد وفق ما تسعى القوى الراعية لهم؟
بهذا الصدد يقول الخبير العسكري الاستراتيجي اللواء أحمد رضا شريقي :
"كي تصل الصواريخ "إس 300" إلى سورية يجب أن يتذكر أصدقائنا الروس أن العدو الإسرائيلي هو الموقع المتقدم للأمبريالية العالمية والأمريكية في المنطقة ، والطيران الإسرائيلي هو اليد الطولى للولايات المتحدة الأمريكية وليس لإسرائيل فقط ، فإذا إقتنعت القيادة الروسية بهذا الأمر فعليها أن تنفذ ما أتت عليه الأنباء اليوم بأن وزارة الدفاع الروسية ستسلم هذه الصواريخ لسورية ، وبالتأكيد الشعب السوري يتوقع مثل هذا الفعل الصحيح ، والجيش العربي السوري ينتظر مثل هذا السلاح كي يحمي أجوائه بشكل صحيح بشكل شبه مطلق أو مغلق ، كي لايبقى هذا العدو يعربد في سماء المنطقة وخاصة عندما يستهدف الأهداف الهامة في القطر العربي السوري".
وأردف اللواء شريقي
"تفكر الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية الأمريكية بالتعامل بطريقة أخرى مع الواقع الجديد، وهذا الإجراء الذي قامت به روسيا سوف يقطع اليد الطولى للعدو ، وبالتالي سوف يبحث العدو عن بدائل أو طرق أخرى للتعامل مع هذه المستجدات ، والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل عندهم بدائل عن كل حالة من الحالات التي يخسرون بها ".
وأشار اللواء شريقي إلى أن
"الواقع في محافظة إدلب لم يتغير ، والحقيقة أن المجاميع الإرهابية في إدلب بشكل عام لم يتغير سلوكها أو أهدافها، لأن هذه العصابات منذ أن وجدت في تلك المنطقة تتصارع على المغانم ، ويتصارعون على القيادات والسلطات ، وعلى الأموال التي تأـي من الخارج وخاصة من دول الخليج ، والتركبية النفسية لهذه العصابات هي تركيبة مريضة ، وبالتالي جلّ أعمالهم وأهدافهم هي في أن يصلوا إلى تحقيق المسائل الغرائزية والمادية.وأنا أعتقد أن الإتفاق في سوتشي لم يبدأ العمل به لأن تركيا وضعت نفسها في عنق زجاجة لاتسطيع الخروج منها ، لولان قسم من هذه العصابات مازال يخضع لتركيا ، قسم خرج عن سيطرة تركيا ، وقسم منها حتى الذي يرضخ فهو مشبع بأفكار سوداء وتكفيرية يمكن أن لايلتزم بالقرار التركي إن وجد القرار التركي.ويمكن أن تحاول تركيا التنسيق مع بعض هؤلاء وتتبع المراوغة فيما بينها ،على مبدأ تسطيع أو لاتسطيع ، وبين أنها تريد أو لاتريد ، وهذا الأمر منه إطالة الأمد في هذا التواجد وتأخير المعركة في إدلب إلى أمد طويل ، و أعتقد أن هذا الوقت الذي يكتسبه هؤلاء هو في صالحهم وليس في صالحنا ، وبالتالي أرى أن القيادة السورية تراقب عن كثب هذه التصرفات ولديها خطة بهذا الشأن حول كيفية التعاطي معه ".
وأضاف اللواء شريقي
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق
إعداد وتقديم نواف إبراهيم