نتحدث في حلقة اليوم عن اتفاق منبج الذي يمكن أن يكون بداية لخطة جديدة قد تحدث تقاربا ما بين تركيا والولايات المتحدة، وخاصة بعد الإتفاق الروسي التركي في سوتشي والذي باعد إلى حد كبير ما بين التركي والأمريكي في المواقف وفي طريقة التعاطي مع التطورات المتلاحقة إنطلاقا من بحث كل طرف عن مصالحه بعيداعن التوافقات التي كانت بفعل المتغيرات التي جرت على الساحة الميدانية وتقدم الجيش العربي السوري وحصاره لإدلب وتهديد الدولة السورية بمتابعة العمل العسكري وصولا إلى تحرير منبج في وقت سابق على لسان وزير الخارجية السوري وليد المعلم.
كيف يمكن أن تتعامل قوات قسد مع هذه الإتفاقية وإلى أين سيكون ملجاؤها، هل ستهرول نحو دمشق، وماهو موقف دمشق في حال حصل ذلك ؟
كيف يمكن لنا أن نفهم هذه الإتفاقية وماهي إمتداداتها المستقبلية وإنعكاسها على العلاقة بين الطرفين؟
كيف ستتعامل الدولة السورية وحلفائها وعلى رأسهم الروسي مع هذا المتغير الجديد؟
أستاذ العلاقات الدولية والدبلوماسي السوري السابق لدى تركيا الدكتور بسام أبو عبد الله يرى أنه
"طبعا مامن شك أن السلوك التركي لدى الكثير من الأطراف موضع الشك بما فيها سورية، وحتى موسكو تعمل بجهد كبير مع تركيا لشد تركيا بإتجاه أن تكون قوة إيجابية ضمن إطار ما يجري في المنطقة وليست قوة بعقلية السمسار إن صح التعبير ما بين أطراف الصراع في المنطقة، وتركيا أكثر ماتخشاه، هو العامل الكردي إن جاز التعبير، وهي تتحدث عن شرق الفرات ومنبج، وقد يكون ثمن هذا الإتفاق هو إطلاق سراح القس الأمريكي، لكن مامعنى ذلك؟ معنى ذلك أنه على القوى التي تسمي نفسها السورية الكردية التي عولت على الولايات المتحدة أن تدرك أنها مجرد ورقة رخيصة لاقيمة لها تباع في المزاد الأمريكي السياسي عندما تحتاج الولايات المتحدة لهذه الورقة".
وتابع أبو عبد الله:"على مايبدو أن الرسالة واضحة جدا تم توجيهها خاصة بعد كلام وزير الخارجية السوري اليوم خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية العراقي، دمشق موقفها واضح جدا ووزير الخاريية الاستاذ وليد المعلم تحدث بوضوح شديد لامكان في سورية ولا في الدستور السوري للفدارلية ولا لغيرها، وبالتالي عليهم أن يتخذوا مواقفهم لا أن تكون دمشق ملجأ لهم عندما تتخلى عنهم الولايات المتحدة الأمريكية، وللأسف سوف يدفعون الثمن إن لم يدركوا أن عليهم أن يكونوا جزء فعال وإيجابي في مستقبل سورية، ولذا أعتقد أن هرولتهم باتجاه دمشق لن تقبل كما في كل مرة إن لم يكن لديهم قرارا حقيقيا وواضحا".
من جانبه الباحث في العلاقات الدولية والمختص في الشؤون التركية والروسية الدكتور قال باسل الحاج جاسم
"في الحقيقة بالفعل اتفاق منبج هو نقطة اختبار حقيقية للعلاقة التركية الأمريكية بالمجمل، ولعودة التقارب التركي الأمريكي سوريا، وقد لحظنا أنه مضى أشهر على هذه الإتفاقية وهي مكانك راوح، وقد يكون أن الشيء الوحيد الذي حققته تركيا من هذه الاتفاقية هو أنها استكشفت وعن قرب النوايا الأمريكية بالمماطلة والمراوغة حيال هذا الشق أو هذه الجزئية".
وتابع جاسم:"لابد أيضا من الإشارة أن قوات سورية الديمقراطية التي تختصر بقوات "قسد" معروف أن من يشكل عمودها الفقري هو الإمتداد السوري لحزب العمال الكردستاني المصنف في عموم دول حلف شمال الأطلسي بالإرهابي، ومن المعروف بالعرف السوري أن له تصنيفا واضحا، لكن لماذا أطلقت هذه التسمية؟ سبق وأن كشف المتحدث السابق بإسم هذه المجموعة المسلحة طلال سلوا عندما قال أن المبعوث الأمريكي لقوات التحالف الدولي كان دوما يركز على ضرورة طمئنة تركيا، لذلك اختاروا تسمية واسعة أدخلوا وأقحموا إسم سورية بها وأعطوها طابعا ديمقراطيا للتغطية على المكون الأساسي لهذه المجموعة المسلحة وهو الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني، والتي كما سبق وذكرت أنها إستغلت الفوضى التي اجتاحت أراضي الجمهورية العربية وبدأت تنشط على حساب المكون العربي الأساسي في المناطق العربية إن كان في الرقة أو الحسكة وتل أبيض، وبدأوا يحققون مشروعهم تحت ذريعة مكافحة داعش".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم