يبدو من التحركات التي تقوم بها المجموعات الإرهابية المسلحة في إدلب أنها اتخذت منحى التصعيد عنواناً للمرحلة القادمة، فقد بدأت "هيئة تحرير الشام" الإرهابية، بإرسال تعزيزات عسكرية ضخمة إلى شمال حماة تتضمن آلاف المقاتلين المزودين بالأسلحة الثقيلة والصواريخ المضادة للطيران، المحمولة على الكتف.
ماهي الخطة التي تتبعها المجموعات الإرهابية في هذه المنطقة وماهو الهدف الحقيقي من هذه التحركات؟
من أين ظهرت كل هذه التعزيزات والأسلحة المتطورة وكيف وصلت إلى أيدي الإرهابيين وعن أي طريق؟
إلى أي اتجاه يمكن أن يتمدد هذا التصعيد، وكيف ستتعامل الدولة السورية مع الواقع الناشئ، وماهي أولويات الرد عليه أو التعامل معه؟
هل يمكن لهذه المجموعات الإرهابية المسلحة أن تتخذ مثل هذه الإجراءات من تلقاء نفسها، ومن هي الجهة التي يهمها بالدرجة الأولى إحداث مواجهات قد تكون الأعنف والأخطر منذ بدء الحرب على سوريا؟
حول خطة المجموعات الإرهابية المسلحة وهدفها الحقيقي من هذه التعزيزات والتحركات المشبوهة، يقول الخبير العسكري الاستراتيجي العميد هيثم حسون:
من جهة أخرى لايريد التركي لروسيا أن تحقق أي نجاح، حتى لو قال الرئيس التركي بأن هناك تنسيق وتعاون مع روسيا، ويريد تنفيذ الإتفاق في محافظة إدلب ، وهو يدرك أن إتفاق سوتشي سيكون في المرحلة الأخيرة إعادة المحافظة إلى سيطرة الدولة السورية وصولا إلى الحدود التركية السورية بما فيها عفرين، وهو لايريد تحقيق ذلك لذا بدأ بتحريك المجموعات الإرهابية المسلحة من أجل توتير الأوضاع في كل المنطقة وبالتالي عدم إعطاء فرصة للحل السياسي، وبالتالي هذا ماسيجبر الدولة السورية وحلفائها على العودة إلى الخيار العسكري ".
وحول منشأ أو مصدر التعزيزات والأسلحة المتطورة التي يمتلكها الإرهابيون وهل تركيا وحدها هي المهتمة بهذا التصعيد أم أن العمل يجري بالتنسيق بين عدة أطراف إقليمية معينة، ومن يقودها بشكل أساسي يقول العميد حسون:
هناك أمر هام جدا يتعلق بالعمل في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية من منبج وصولا إلى الحدود السورية التركية، ومايجري حاليا في إدلب هو للتغطية على المشروع الأمريكي التركي للتمدد في تلك المنطقة وبالتالي تنسيق عملية الإحتلال بين الولايات المتحدة وتركيا وتحقيق الاستفادة المتبادلة من ورقة المليشيات الكردية التي تنتشر في تلك المنطقة ، ومنع كل من هذه المليشيات و"داعش" من قضاء أحدهم على الآخر للابقاء على السيطرة الأمريكية في تلك المنطقة.
تركيا والولايات المتحدة لايريدان أن تستكمل الدولة السورية تحرير باقي المناطق التي توجد فيها "داعش" وصولا للهدف الأساسي وهو تمكين الكيان الصهيوني من الاستفادة من هذه الظروف وأن يقول الكيان الصهيوني أن أرض الجولان السوري لن تعود إلى الدولة السورية، وأن لايتم بعد ذلك مناقشة إعادتها للدولة السورية.
حول طريقة تعامل الدولة السورية مع الوضع الواقع الناشىء وماهي أولويات الرد والتعامل مع هذه التطورات يقول العميد حسون:
وتابع الخبير:
الأمر الآخر هو إفراغ وتعطيل المحاولات التي قامت بها الولايات المتحدة قبل "سوتشي" لضرب الدولة السورية بذريعة استخدام السلاح الكيميائي ، وهنا نرى التركيز الروسي على مراقبة وفضح تحركات المجموعات الإرهابية التي تقوم بتقل الشحنات الكيمائية من مكان إلى آخر، إذا الأولويات هي تنفيذ عملية عسكرية في محافظة إدلب، تكون فيها الدولة السورية وحلفائها وتحديدا روسيا في مواجهة المجموعات الإرهابية دون الإضطرار إلى مواجهة تركيا أو الولايات المتحدة في هذه المنطقة، وأعتقد أن روسيا وضعت الأرضية السياسية والدبلوماسية والعسكرية المناسبة لتنفيذه هذا الأمر.
الدولة السورية بعد إنهاء العمل العسكري الكبير في منطقة "تلول الصفا" يمكن أن تستفيد من فائض القوة الذي تشكل لديها من أجل تنفيذ عملية عسكرية سريعة وخاطفة في إدلب قبل الانتقال إلى الأولوية التي تليها، وهي المنطقة الممتدة من منبج إلى جرابلس وصولا إلى الحدود العراقية السورية بما فيها المنطقة التي تحتلها الولايات المتحدة، وبنفس الوقت يقوم الحليف الروسي بعمل هام جدا بمحاولة لإقناع الأمريكي بالإنسحاب من مخيم "الركبان" ومنطقة "التنف" وإستكمال الجيش العربي السوري تطويق المنطقة التي تحتلها الولايات المتحدة من الإتجاه الجنوبي الغربي والغربي والشمالي الغربي".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم