ولا يخفى على أحد أن الأوضاع الميدانية في سورية أشبه بمتاهة مغلقة المخارج بشكل متعمد، إذا ما تطورت الأوضاع فيها أكثر من ذلك فإنها سوف تتجه في نهاية المطاف إلى مواجهات طاحنة لا تحمد عقباها، وكل هذا بسبب التعنت الأمريكي والتركي اللذان ما زالا يحركان المجموعات الإرهابية بعكس كل التوافقات والاتفاقات التي تم التوصل إليها داخليا وإقليميا ودوليا.
ما الذي تريد أن تحققه كل من تركيا والولايات المتحدة من خلال سياسات التصعيد التي تتبعها حاليا؟
لماذا يتم التريث والتأخير إلى هذا الحد في حسم معركة إدلب بعدما نقض التركي ومعه المجموعات المسلحة كل اتفاقات المنطقة منزوعة السلاح؟
هل يمكن أن تقبل الدولة السورية أو تفسح المجال للقوات التركية والأمريكية وملحقاتها من المجموعات الإرهابية بأن تحقق أي تغيير في الميدان رغم كل المخاطر المحتملة من اندلاع مواجهات كبرى؟
كيف تؤثر المتغيرات الحالية في الميدان على المسار السياسي؟
حول الخطة الاستراتيجية الميدانية التي تتبعها الدولة السورية وحلفاءها انطلاقا من التعامل بهدوء أكثر من اعتياديا مع الاستفزازات الراهنة يقول الخبير العسكري الاستراتيجي والمحلل السياسي الدكتور فراس شبول:
"كما نعلم أنه في زمن الحروب الخطط تبقى في الإطار الإسعافي وليست خطط استراتيجية على الإطلاق لأنه لا يوجد وقت كافي لوضع خطط استراتيجية ، لكن هذه الخطط الاستراتيجية تدخل إلى خطط إسعافيه ولكن محكمة، ونحن ندخل في العام الثامن لهذه الحرب القذرة على الدولة السورية، والخطط الإسعافية هي الانتقال والتركيز على المناطق الأهم التي دخلها الإرهاب الحاقد لتدمير الدولة السوية، وحاليا الأهمية الكبرى في منطقة ومحافظة إدلب المتاخمة لثلاث محافظات والمتاخمة للحدود السورية التركية، والخطة السورية هي مرتبطة برأي الحلفاء من روسيا وإيران ومن يحالف الدولة السورية على هذا الرأي، ونحن ننتظر لنجد ماهي هي خفايا أردوغان الإخواني وما سيفعله ويقدمه في الأيام القادمة، نحن لا نثق بهذا الرجل ولا نعول على صدقه لأنه كاذب ينهل من مدرسة الكذب الأمريكي، نحن في انتظار الأيام القادمة".
أما بخصوص الأهداف التي تريد أن تحققها كل من تركيا والولايات المتحدة من خلال سياسات التصعيد التي تتبعها حاليا يقول الدكتور شبول:
بالنسبة لحالة التريث والتأخير في حسم معركة إدلب بعدما نقض التركي ومعه المجموعات المسلحة كل اتفاقات المنطقة "منزوعة السلاح" يقول الدكتور شبول:
"ما يجري من أحداث يدل على تخبط سياسات هذه الدول العدائية ضد الدولة السورية، وتهديدات أردوغان لم تتوقف منذ بداية الحرب حتى اللحظة، وهذه التهديدات تندرج في إطار الضعف وأردوغان لم يعد يمون على المجموعات الإرهابية المسلحة في إدلب، وهذا التأخر في حسم المعركة العسكرية في إدلب بسبب أردوغان واستجدائه الروسي لإطالة أمد اقتحام الجيش السوري لهذه المنطقة لكي لا يتم تسريب هؤلاء الإرهابيين إلى الأراضي التركية، وهذه المدة الزمنية في اعتقادي هي استراحة محارب للطرفين ولكنها المكسب الوحيد لأردوغان، هذا التأخير هو لصالح الأتراك وليس لصالح الجيش السوري وحلفائه، ولكن بالمقابل عندما يقرر الجيش العربي السوري وحلفائه القيام بهذه المعركة فإنهم سيقومون بها وستنتهي سيحققون النصر بإذن الله ".
وعن تأثير المتغيرات الحالية في الميدان على المسار السياسي يقول الدكتور شبول:
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق