وباءت محاولات إسرائيل بالفشل سواء من خلال استخدام المجموعات الإرهابية المسلحة وعلى رأسها جبهة النصرة في منطقة الحدود الجنوبية أو من خلال التصويت مؤخرا والذي جاء بالإجماع الدولي تقريبا بالإعتراف بسورية الجولان السوري المحتل وفشلت أيضا الانتخابات المحلية حين رفض أهالي الجولان المشاركة، خلال هذه الفترة وقعت مناوشات سورية إسرائيلية سبقتها استفزازات واعتداءات إسرائيلية في هذه المنطقة تلتها الكثير من التصريحات السورية الرسمية بأن سورية لن تتخلى عن الجولان وستعيده حربا أو سلما في الوقت المناسب.
مامدى أحقية وقانونية هذا الطرح الذي يخالف جميع القوانين والقرارات الدولية التي حسمت وضع الجولان السوري المحتل لصالح سورية في جميع الجولات الخاصة به ؟
لماذا تسعر الولايات المتحدة هذا الأمر الحساس في مثل هذا الوقت بالذات وما الغاية منه ؟
هل يستطيع الكونغرس وحدة التحكم بقرار مسألة دولية هامة قد تم البت فيها مؤخراً من خلال تصويت دولي لصالح الدولة السورية؟
هذا الإجراء سبقه منذ عدة أيام تصريحات سورية حاسمة وعلى أعلى المستويات بأحقية سورية في إعادة الجولان فمالذي يحضره الطرف السوري في الأيام القادمة؟
بخصوص أحقية وقانونية هذا الطرح وغاية الولايات المتحدة الأمريكية من طرحه في هذا الوقت وبهذا الشكل يقول الخبير العسكري الإستراتيجي والمحلل السياسي العميد هيثم حسون:
"بطبيعة الحال المقترح المقدم في الكونغرس الأمريكيي هو محاولة للسطو على حقوق الدول، والسطو على حقوق الجمهورية العربية السورية، والسطو على القانون الدولي أساسا والقانون الذي يمنع اغتصاب أراضي الغير والسيطرة عليها بالقوة وفرض قوة المحتل وقوانينه على الأرض المحتلة.
وحول محاولات الولايات المتحدة الأمريكية السيطرة والتحكم بقرارات دولية بهذا الشكل ولأجل أي أهداف ولصالح من يقول العميد حسون:
"الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة الماضية عملت على مجموعة مسارات وجميع هذه المسارات تخدم الكيان الصهيوني وأطماعه في الأرض العربية، المسار الأول هو المسار المتعلق بدعم الكيان الصهيوني عندما بدأت عملية احتلال الجولان من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة من خلال الحصار الذي فرض على قوات الأندوف وبالتالي لحق ذلك قرار الأمم المتحدة المدعوم أمريكا أو المحرض عليه أمريكا لسحب قوات الأندوف وتسليم تلك المنطقة لسيطرة المجموعات الإرهابية الخاضعة لكيان الإحتلال الصهيوني".
الأمر الآخر هو توجيه إنذار للدولة السورية عندما كانت تجري الإٍعدادات من قبل الدولة السورية لإستعادة الجولان السوري المحتل، وطبعاً فشل هذا الإنذار وإستعادت الدولة السورية هذه المنطقة، أما على المستوى الإستراتيجي العام للمنطقة إتخذت الولايات المتحدة إجرائين:
الأمر الثاني: هو قرار الإدارة الأمريكية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، إذا كل ما يجري في كواليس الإدارة الأمريكية هو لخدمة المشروع الصهيوني بما فيها محاولة إعطاء شرعية للإحتلال الصهيونية بل ربما أكبر من الشرعية من خلال التشريع بأن هذه المنطقة هي جزء من مايسمى بالكيان الصهيوني أو إسرائيل".
وبالنسبة للرد السوري المنتظر والذي تسبقه تباعا تصريحات حازمة جدا في الآونة الأخيرة ومايمكن أن يترتب عليه يقول العميد حسون:
"حاليا الدولة السورية وانطلاقا من ضرورة الحفاظ على حقوقها المشروعة في استعادة الجولان المحتل تعمل بشكل ثابت ودقيق، وهي عملت في الأمم المتحدة على إفشال مشروع قرار بشأن الاعتراف بالجولان المحتل كجزء من الكيان الصهيوني، وكذلك الأمر من خلال لبعثة الدبلوماسية السورية ومن خلال المندوب الدائم للجمهورية العربية السورية الذي يذكر في كل إجتماع لمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بأن الجولان هذا الجزء المحتل هو أرض سورية محتلة وأن هذه الأرض ستستعاد".
متابعا:" الأولوية الآن بالنسبة للدولة السورية هي القضاء على الإرهاب الذي دعم أساسا من الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني ومن ودول المشروع الصهيوني، وموضوع الاستعداد العسكري لتحرير الجولان يحتاج لوقت ولتحضير تحالفات جديدة قد تكون مختلفة عن التحالفات القديمة التي كانت ما قبل 2011، وبالتالي تحضير دول المحور سيكون جزء من عوامل الدعم واستعادة الجولان السوري المحتل، وموضوع استعادة هذه المنطقة بالسياسة والدبلوماسية أعتقد أنه لن يأتي بنتائج والنتيجة الوحيدة هي بتحرير المنطقة عسكرياً وهذا الأمر ليس على المدى القصير وإنما على المدى المتوسط قليلاً".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم