ما السبب الرئيسي الذي فجر غضب واشنطن على كاراكاس وبشكل مفاجىء، وهل تحولت فنزويلا إلى ساحة صراع جديدة؟
ما هو الدافع الذي يعتمد عليه الاتحاد الأوروبي في عدائه للرئيس مادورو، وماهي أسس التطابق شبه التام بين الموقف الأوروبي والموقف الأمريكي؟
لماذا رفضت اليونان وإيطاليا الإجراءات الأوروبية ضد كاراكاس بعد أن وافقت عليها؟
الموقف الروسي المستجد بإتجاه دعم الرئيس مادورو وإسناد الحكومة الفنزويلية في وجه التكتل الأمريكي الغربي ضدها؟
حول الأسباب التي فجرت غضب واشنطن على كاراكاس وإمكانية تحويل فنزويلا إلى ساحة صراع جديدة يقول الباحث السياسي والخبير في الإستراتيجيات الدولية صلاح النشواتي:
ثلاث إجراءات قام بها الرئيس مادورو شكلت السبب الرئيسي في فتح واشنطن جبهة الحرب على الرئيس مادورو والعمل بكل السبل والوسائل لإسقاطه، الإجراء الأول هو سعي الرئيس مادورو لجمع الذهب الفنزويلي من جميع البنوك إلى البنك المركزي في فنزويلا، أما الإجراء الثاني هو طرح الرئيس مادورو لفكرة بيع النفط مقابل الذهب، الإجراء الثالث هو محاولته لإنشاء عملة ألكترونية مشفرة للتجارة شبيهة بالبيتكوين.
أما عن الأسباب التي تقف وراء رفض اليونان وإيطاليا الإجراءات الأوروبية ضد كاراكاس يرى النشواتي أنه:
"بكل بساطة السبب المباشر لرفض كل من إيطاليا واليونان هذا الموقف يتمثل في الخوف من خسارة الجدوى لمشاريع أنابيب الغاز المصرية الإسرائيلية مقابل وفرة المعروض من الغاز في حال دخل الغاز الفنزويلي إلى السوق الأوروبية، بالتالي هذه الإقتصاديات التي تعاني من التقشف الكبير والمتململة من فرض الميزانية من الإتحاد الأوروبي وفرض نسب العجز والتقيد بها، ترى في هذه اللعبة الأمريكية خطراً على وارداتها المستقبلية من المشاريع الطاقوية".
وتابع الباحث السياسي "أما السبب غير المباشر فهي في رغبتها إلى تحقيق المزيد من الاستقلالية الأوروبية عن أمريكا ودعم الإجراءات والمصالح المشتركة التي من الممكن أن تتطور مع روسيا في المستقبل المنظور، على عكس العلاقة مع واشنطن التي لاتجلب إلا الإملاءات والتقشف".
"الدعم الروسي للرئيس مادورو ينطلق بالدرجة الأولى من إدراك موسكو أن عملية التحول في النظام الدولي نحو التعددية القطبية تحتاج للإجراءات التي قام بها مادرور من ناحية النوع والجرأة، وهي تحاول أيضأ التأثير على معادلة البيترودولار وبناء هيكلية اقتصادية عالمية جديدة مختلفة عن الحالية الوحيدة التي تتحكم فيها الولايات المتحدة الأمريكية".
وأضاف الباحث السياسي:" بالتالي هم بحاجة إلى كل دولة ممكن أن تنضم لهذه الشبكة الجديدة التي تعمل روسيا على إنشائها وتمتين الروابط فيما بينها، أي أن الإستراتيجية الروسية وسياسيات مادورو تصب في النهاية في ذات المطاف، هذا ما جعل من مادورو نظاما يستحق الدفاع عنه بالنسبة لموسكو، وفرصة أيضا لتعطيل أي نوايا أمريكية في فنزويلا".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم