وجاءت هذه التصريحات لأجل أن يسحب البساط من تحت أقدام القوى الضامنة الآخرى ويبتزها ويحصل على مواقف تدعم جبهته الداخلية قبيل الإنتخابات، وبالتالي عدم إلتزام تركي فاضح جديد أمام مسؤلياته المتفق عليها ومحاولات واضحة للتنصل منها.
هل تستهتر تركيا بكل ما جرى في القمة، خاصة أن المنطقة الآمنة موضوع مرفوض من قبل الجميع؟
هل يحاول التركي بهذا التصريح أن يحصل على مواقف من أمريكا، وماهي هذه المواقف؟
ما هو سر مصادفة القمة الخامسة القادمة في نهايات شهر آذار/مارس القادم مع الإنتخابات المحلية التركية؟
حول الموقف التركي الغريب بعد لقاء القمة في سوتشي وتصريحات وزير الدفاع بخصوص المنطقة الآمنة يقول الخبير العسكري الاستراتيجي والمحلل السياسي العميد هيثم حسّون:
طبعا القيادة التركية منذ إعلان الرئيس الأمريكي عن قرار الانسحاب من سورية، بدا أن هناك محاولة تركية للدخول إلى الأراضي السورية، وكانت هذه المحاولة جدية من قبل تركيا وبالتنسيق مع الولايات المتحدة، وهذه المحاولة أفشلت بعد الإنذار الذي وجهه الرئيس فلاديمير بوتين إلى القيادة التركية بعدم الدخول في الأراضي السورية".
حول التساؤل الذي يقول: هل تستهتر تركيا بكل ما جرى في القمة، وخاصة أن المنطقة الآمنة موضوع مرفوض من قبل الجميع يرى العميد حسون أنه:
لا يمكن لتركيا أن تستهتر بنتائج ومخرجات لقاء سوتشي، خاصة أن وزير الدفاع التركي أجرى هذا التصريح مجرد وصوله إلى تركيا مايعني أن هذا التصريح موجه إلى الرأي العام التركي وقواعد حزب العدالة والتنمية خاصة وأنهم على أبواب الإنتخابات".
وتابع "وبالتالي هذه التصريحات عالية السقف التي تصدر عن القيادات التركية هي موجهة إلى الداخل لخدمة الحملة الإنتخابية التي يتم العمل عليها من أجل الوصول إلى الانتخابات المحلية القادمة لجهة الرئيس التركي والرئيس أردوغان وحديثه عن المنطقة الآمنة".
أما بالنسبة لغض النظر من قبل الدول الضامنة الأخرى عن هذا التصريح فيقول العميد حسّون:
الموضوع هو أن سياسة الإحتواء التي نفذتها روسيا وإيران مع التركي، والتي بدأت مع تحرير حلب، وهذه السياسة تحتاج إلى تقديم بعض التنازلات الشكلية من قبل روسيا وإيران، وإحدى مظاهر هذه التنازلات هي عقد بعض الإجتماعات على الأراضي التركية، وخاصة إذا كانت هذه الإجتماعات بتواريخ وتواقيت تخدم التركي، وهذا الأمر سيراعيه الرئيس الروسي والرئيس الإيراني، خاصة أن الرئيس التركي يدرك جيدا أن إمكانية العمل خارج تنسيق إيران وروسيا هي إمكانية محدودة جدا ويمكن أن تورط تركيا في مواجهة مفتوحة مع حليفي سورية الأساسيين.
أما عن سر مصادفة القمة الخامسة القادمة في نهايات شهر آذار القادم مع الإنتخابات المحلية التركية، يشير العميد حسون إلى أن:
إحدى أسباب تحديد الإجتماع القادم في تركيا هو من باب إسداء خدمة للرئيس التركي ولحزبه في الانتخابات القادمة كأحد الأثمان التي تدفع للرئيس التركي مقابل الخيبات الكثيرة التي أصيب بها خاصة فيما يتعلق بالمنطقة الأمنة ومنبج ومحافظة إدلب، وهذا يقدم للرئيس التركي خدمة من أجل التراجع عن كل تهديداته السابقة
ولجهة محاولات التركي من خلال هذا التصريح الحصول على مواقف من أمريكا يقول العميد حسون:أعتقد أن الأوراق التي يتلاعب بها التركي مكشوفة للجانب الروسي والأمريكي، وبالتالي لايمكن لأردغان أن يلعب على الحبال بين الجانبين، وهو يريد أن يحصل من الولايات المتحدة على بعض التنازلات".
وتابع "والتنازلات هي ما يتعلق بالأسلحة المسلمة للمليشيات الكردية وخاصة الأسلحة الثقيلة، هل ستقوم الولايات بسحبها، والتي يطالب الرئيس التركي إما بتسليمها للجيش التركي، أو بسحبها من قبل القوات الأمريكية، هذا ما تريده القيادة التركية من أمريكا، ولا مجال أمام التركي في أن يحلم بأن يطمح إلى تحقيق أكثر من ذلك، ويدرك أردوغان جيدا بأن الولايات المتحدة لاتسطيع أن تؤمن له الدخول إلى الأراضي السورية لا، هذا الأمر سيعرضه للمواجهة المباشرة مع حلفاء سوريا.
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم