ما يعني أن الأمريكي يبذل جهدا كبيرا لإطالة الأزمة والحرب على سورية وليس كما يدعي بأنه يريد دعم الحل السياسي في سورية بعد حرب دامت قرابة ثمان سنوات وقد تستمر إلى سنوات أخرى، هذا من جانب ومن جانب آخر لايختلف التركي عن الأمريكي سوى بأسلوب وطريقة التعاطي مع الانقلابات الحاصلة لجهة المنطقة الآمنة ولكن الهدف واحد.
وهنا لابد من مناقشة عدة محاور بناء على ما تقدم وأهمها:
مستجدات المنطقة الآمنة في ظل المتغيرات الحالية
محاولات إبقاء جنود أمريكيين ودوليين في المناطق المحتلة
ما وراء الإتصال الأخير بين ترامب وأردوغان
خلاصة الإجتماع بين وزير الدفاع التركي خلوصي أكار والجنرال قائد دانفورد قائد أركان الجيش الأمريكي
أسلوب وطريقة التعاطي السوري والحلفاء مع الإنقلابات الحاصلة بشكل عام
حول حقيقة مايجري في ظل هذه المتبدلات والتقاطعات الحادة يقول الباحث في القضايا الجيوسياسية الدكتور سومر صالح:
"كان الإعلان لأول مرةٍ عن "منطقةٍ آمنة" في شمال شرق سورية بتاريخ (14/1/2019) بعد توتر كبير في العلاقة بين واشنطن وأنقرة على خلفية تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون بتاريخ 8/1/2019، أدت إلى تهديد ترامب بتدمير الإقتصاد التركي، ليحصل لاحقاً تقاربٌ أمريكيّ- تركيّ بعد قدوم السيناتور ليندسي غراهام ولقائه أردوغان بتاريخ (19/1/2019)،وتم الإتفاق على خطة محددة للإنسحاب الأميركي من سورية وما يسمى " المنطقة الآمنة": وتلخصت الخطة آنذاك (بهزيمة داعش ومنع إنتصار إيران وحماية الأمن القومي التركي، إضافة إلى تجاوز خطأ أوباما والكلام لليندسي غراهام بتسليح ميليشيات قسد بالأسلحة الثقيلة".
أما حول خلاصة ما يحصل من قبل الأمريكي ومسعاه لتحقيق تغير ما يقول الدكتور صالح:
"المسعى الأمريكي لتنفيذ رؤية ليندسي غراهام تجسدت في إيجاد ضمانة أوربية للميليشيات الكردية، وبذات الوقت ضمانة للأمن القومي التركيّ، وقد تحدث عنها لأول مرةٍ وزير الدفاع الأمريكي باتريك شانهان (14/12/2018) بإجتماعه مع وزراء دفاع حلف الأطلسي وطالب حينها بإرسال هؤلاء الوزراء لقوة "مراقبة" إلى شرق سورية، ليعود ويعلن ليندسي غراهام عن عزم ترامب تقديم مقترحٍ محددٍ إلى قادة دول الأطلسي لدعم الخطة الأمريكية في سورية، والإبقاء على قوات أطلسية في منطقة شرق سورية، وبتاريخ (22/2/2019) تم الإعلان الأمريكي على إبقاء (200) جندي أمريكيّ ضمن ما يسمى "قوة حفظ سلام" شرق سورية وللمصطلح دلالات خطيرة، وطالبت الإدارة الأمريكية بإبقاء حلفائها الأطلسيين لقواتهم هنالك".
أما عن الخطط الموضوعة أمريكياً لإحداث تغيير ما وطريقة تعامل السوري وحلفائه مع الإنقلابات الحاصلة يقول الدكتور صالح:
"هنا علينا دائماً تذكر خطة "جيمس جيفري" 11/8/2018، بفرض منطقة حظر جويّ وبريّ على شرق سورية إلى حين "التنفيذ الكامل" للقرار الدولي (2254) وقصد به "هيئة حكم إنتقالية" بمعنى جينيف الأول، وهنا يتضح الهدف الأمريكي بإعادة إنتاج أهداف الحرب على سورية، وترافق ذلك مع حصار إقتصادي بمقتضى قانون "قيصر" (23/1/2019) والذي تضمن شروطاً سياسية لرفعه لا تخرج عن المسعى الأمريكي الجديد، ونلاحظ أن ميليشيات قسد بدأت برفع السقف بل تجاوز الأطر الوطنية للحوار مؤخراً مطالبة بإعتراف دستوري بالإدارات الذاتية، وإرسال وفود إلى العالم، وتم الحديث لأول مرة عن علاقات حسن جوار مع تركيا، في تناغم واضح مع الخطة الأمريكية، من هنا يفهم تصريح السيد لافروف حول نية واشنطن إقامة "شبة دولة" شرق سورية"، وقريباً سيجتمع رئيس هيئة الأركان العامة التركي مع نظيره الأمريكي ربما- لوضع تصور ميدانيّ لهذه الخطة بعد اجتماع وزير الدفاع التركي مع نظيره الأمريكيّ اليوم في واشنطن (23/2/2019)".
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق أعلاه…
إعداد وتقديم نواف إبراهيم